العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ

وقف النار في طرابلس اللبنانية

قتل خمسة أشخاص، بينهم امرأتان، وأصيب 22 آخرون بجروح أمس (الجمعة) في اشتباكات بين جبل محسن (علويون) وباب التبانة (سنة) في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، وفق ما أعلنه مسئول أمني. وأضاف المسئول أن «وقفا للنار دخل حيز التنفيذ عند الساعة السادسة مساء». وكان النائب عن المدينة محمد كبارة أعلن في وقت سابق أن «الجيش استقدم تعزيزات إضافية، لتنفيذ وقف إطلاق النار». واستمرت الاشتباكات التي بدأت الليلة قبل الماضية إلى ما بعد ظهر الجمعة واستخدمت فيها قذائف صاروخية من طراز «آر.بي.جي».


27 قتيلا وجريحا في تبادل إطلاق نار شمال لبنان

طرابلس - أ ف ب

قتل خمسة أشخاص، بينهم امرأة، وأصيب 22 آخرون بجروح أمس في اشتباكات بين جبل محسن (علويون) وباب التبانة (سنة) في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، بحسب ما أفاد مسئول أمني. وقد بدأت الاشتباكات ليل الخميس الجمعة وتكثفت صباحا واستخدمت فيها قذائف صاروخية من طراز «آر بي جي».

وقال المسئول الأمني رافضا الكشف عن اسمه إن ثلاثة أشخاص قتلوا نتيجة الاشتباكات، وجرح 22 آخرون، عدد منهم أصيب برصاص قناصة.

وأصابت قذيفة صاروخية شقة قرب سوق الخضار ما تسبب باندلاع حريق، بينما أصابت قذيفة أخرى مسجدا في باب التبانة. وكانت ثلاث قنابل انفجرت الليلة قبل الماضية في الحيين حيث تتكرر انفجارات العبوات الناسفة والمواجهات رغم انتشار الجيش في المنطقة.

وبعد تبادل إطلاق النار، استمر الوجود المسلح في الجانبين وذلك للمرة الأولى منذ منتصف يوليو/ تموز الجاري، تاريخ انتشار الجيش الذي أكد أنه سيرد بحزم على كل مس بالأمن.

وأعلن مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار التوصل إلى وقف لإطلاق النار يبدأ العمل به اعتبارا من الساعة 12.30 (9.30 ت غ) إثر اجتماع ضم فاعليات سياسية ودينية في المدينة.

وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام أنه تم الإعلان عن وقف إطلاق النار إثر «اتصال هاتفي تم خلال الاجتماع برئيس الحزب العربي الديمقراطي (علوي) رفعت عيد وطلب منه المفتي دعوة أنصاره إلى وقف إطلاق النار».

وأضافت الوكالة أنه طلب أيضا «من فاعليات منطقة التبانة الاتصال بالمجموعات الموجودة على الأرض والإيعاز لها ببدء وقف إطلاق النار في الوقت المحدد». ولم يتم الالتزام بوقف النار، وظلت تسمع أصوات رشقات أسلحة القناصة.

وطلب من السكان عبر مكبرات الصوت عدم التوجه إلى المساجد من أجل صلاة الجمعة والاستعاضة عنها بالصلاة في المنازل. وظلت المحال التجارية مقفلة صباح الجمعة وبدت حركة السير خفيفة.

وقال متحدث عسكري إن «تعزيزات سترسل» إلى المنطقة، مشيرا إلى أن الجنود «لم يتدخلوا بسبب الكثافة السكانية في الأحياء التي تجرى فيها الاشتباكات».


الهدوء على الساحة السياسية يستقطب أعدادا كبيرة من السياح إلى لبنان

بيروت - ريما ابو شقرا

يستقطب الهدوء السياسي والأمني الذي يشهده لبنان منذ فترة أعدادا كبيرة من السياح الذين يتدفقون إلى البلاد لتمضية العطلة الصيفية، وبالنسبة إلى اللبنانيين المهاجرين، للقاء الأهل والأصدقاء.

وتعبر دارين حكيم وهي سيدة أعمال في الثلاثين مقيمة في نيويورك، عن سعادتها لزيارة لبنان والإقامة في بيت جدتها في الجبل المطل على بيروت، وتقول «في كل مرة أردت المجيء، كان يحصل قتال والوضع لم يكن مستقرا».

وتخطط دارين لزفافها الصيف المقبل في لبنان. وقد انضمت إلى عشرات آلاف اللبنانيين الآخرين الذين بدأوا يعودون إلى لبنان ويملأون نواديه الليلية ومسابحه ومطاعمه، بعد أن كان البلد قبل أقل من شهرين يقف على عتبة اندلاع حرب أهلية.

وأعلنت وزارة السياحة أنها تتوقع مجيء بين 1.3 مليون و1.6 مليون سائح إلى لبنان بعد التسوية السياسية التي تم التوصل إليها أخيرا بين الفرقاء اللبنانيين وأعادت الحياة إلى طبيعتها تقريبا في البلاد.

وبالمقارنة مع السنوات الماضية، فقد تجاوز عدد السياح والعائدين لفترة الصيف إلى لبنان في 2007 المليون بقليل، بينما كان 1.062 مليون في 2006 قبل أن يضطروا إلى الرحيل مع غيرهم من سكان البلد بعد اندلاع الحرب التي شنتها «إسرائيل» على لبنان في يوليو/ تموز و1.140 مليون في 2005. وأشارت وزارة السياحة إلى ارتفاع في عدد الزوار بنسبة 5.97 في المئة في يونيو/ حزيران الماضي. إذ سجل وصول 136853 شخصا مقابل 69303 في يونيو 2007.

ويقول نديم صعب (58 عاما) «بعد محادثات الدوحة، قررت المجيء»، مشيرا إلى أنه لم يزر لبنان منذ ثلاث سنوات.

وقال رجل الأعمال المقيم في الولايات المتحدة «قبل ذلك، لم يكن الوضع السياسي جيدا ولم يكن يخطر لي المجيء إلى هذا البلد كمكان آمن للزيارة والاستمتاع». وشهدت السنوات الثلاث الماضية في لبنان حربا وسلسلة اغتيالات ومواجهات مسلحة بين أطراف لبنانيين... وتحسن الوضع بعد اتفاق الدوحة في 21 مايو/ أيار الماضي الذي وضع حدا لأعمال عنف وقعت في الشهر نفسه بين أنصار المعارضة والأكثرية في بيروت ومناطق أخرى وأدت إلى مقتل 65 شخصا. كما أنهى أزمة سياسية طالت شهورا بانتخاب رئيس للجمهورية هو ميشال سليمان في 25 مايو.

وتم قبل فترة قصيرة تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد مشاورات وتجاذبات استمرت 45 يوما. وقال صعب «كل الأماكن السياحية مكتظة، المطاعم، الرحلات، حتى الطرق...».

وقال أحد المتعاملين مع شركة طيران الشرق الأوسط إن «كل الرحلات القادمة إلى البلاد محجوزة» خلال فصل الصيف.

والعدد الأكبر من الزوار هم من اللبنانيين العائدين من الخارج، بينما النسبة الأكبر من السياح هي من العرب. وقال رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر إن «نسبة الحجوزات في الفنادق تجاوزت 90 في المئة في بيروت و75 في المئة في الجبال، مقابل 60 إلى 65 في المئة السنة الماضية في العاصمة».

ويقول موظف رفض الكشف عن هويته في فندق «روايال» شمال بيروت إن «نسبة تحسن الحركة بلغت 40 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية».

وبات العثور على غرفة في فندق أمرا صعبا، وكذلك استئجار سيارة.

وقال مدير شركة «ايتش ار رانتلز» لتأجير السيارات طوني حداد «لم يبق عندنا أي سيارة نؤجرها. إننا نستأجر سيارات خاصة ونؤجرها للزبائن».

وتعج المطاعم والنوادي الليلية بالناس. ويزور لبنان العديد من الفنانين الأجانب وبينهم المغنيان ميكا وبوب سنكلير والدي جاي المعروف تييستو الذين سيقدمون عروضا في بيروت.

وتقول منظمة حفل ميكا وفاء صعب «نتوقع حضور أكثر من عشرة آلاف شخص الأحد». وأكد ادهم بعيني (29 عاما)، مدير النادي الليلي «سكاي بار» المقصود والمعروف في بيروت، أن النادي محجوز كل أيام نهايات الأسبوع حتى انتهاء الموسم، مشيرا إلى أنه يتسع لنحو ألفي شخص. وأضاف «حتى خلال أيام الأسبوع، هناك حجوزات بنسبة 80 إلى 85 في المئة حتى انتهاء الموسم». وأضاف «الأماكن التي كان العمل فيها جيدا خلال الصيف الماضي ستعمل بشكل أفضل هذا العام، والأماكن التي لم تعمل جيدا ستعمل جيدا الآن»، معتبرا أن الاختبار الحقيقي سيكون في شهر أغسطس/ آب المقبل.

لكن رغم كل ذلك، يرى البعض أن الموسم كان يمكن أن يكون أفضل لولا العقبات السياسية.

وقال الأشقر «لو تشكلت الحكومة من قبل، لكان الوضع أفضل»، مضيفا «قبل تأليف الحكومة، كان الناس خائفين من اشتعال الوضع»، مشيرا إلى أن بعض العائلات التي كانت حجزت أجنحة في منتجعات ألغت الحجوزات بعد التأخر في تشكيل الحكومة. وقال بعيني إن غالبية السياح العرب قادمون خصوصا من الكويت وقطر، موضحا أن «السعودية رفعت الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان أخيرا بعد تشكيل الحكومة». وطلبت السعودية من مواطنيها مغادرة لبنان بعد المعارك التي جرت في مايو الماضي.

العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً