العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ

السياسة الأميركية في الستينيات لها سحر باقٍ

ربما تكون فترة الستينيات قد ولت وأصبحت مجرد تاريخ لكن بالنسبة للسياسة الأميركية هذا العقد من الثورة الاجتماعية لا يغيب عن الأذهان.

واستخدم باراك أوباما وجون ماكين المرشحان الديمقراطي والجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية بالفعل بعضا من رموز الستينيات الدائمة من حركة الحقوق المدنية إلى حرب فيتنام إلى جماعات العنف الراديكالية إلى وودستوك مهرجان الهيبيز الموسيقي الشهير في الستينيات.

ولعبت المواجهات الثقافية التي أذكاها الصراع الاجتماعي في الستينيات دورا في كل سباق رئاسي أميركي منذ فوز الرئيس الجمهوري ريتشارد نيسكسون العام 1968 والسباق الحالي بين أوباما وماكين ليس استثناء من ذلك.

ويقول ريك برلستاين مؤلف كتاب «أرض نيكسون» التاريخي الذي يرصد كيف ساعدت الاضطرابات الاجتماعية في الستينيات نيكسون على الفوز بالبيت الأبيض مرتين والتأثيرات السياسية التي بقت عالقة طوال عقود «في السياسة يصعب الإقلاع عن العادات القديمة». وأضاف «الستينيات كانت فترة تقلب ونحن لم نبدأ بعد في التعرف على الانقسامات التي أحدثتها».

وحين اضطر أوباما وهو أول مرشح أسود يخوض السباق الأميركي باسم حزب رئيسي في الولايات المتحدة للدفاع عن وطنيته مؤخرا ردا على انتقادات وجهت له على الانترنت ألقى باللوم جزئيا على ارث الستينيات. وقال أوباما (46 عاما) في خطاب ألقاه في مكتبة هاري ترومان الرئاسية في ولاية ميزوري «الملفت للنظر في هذا الجدل الدائر اليوم عن الوطنية هو انه يعود بجذوره إلى الحروب الثقافية للستينيات... جدل يرجع 40 عاما إلى الوراء أو أكثر».

وقال أوباما الذي كان في الثامنة من عمره حين انتهي ذلك العقد «الغضب والاضطرابات السائدة في تلك الفترة لم تجف تماما بعد. كثيرا ما تجد سياساتنا نفسها عالقة في تلك المناقشات القديمة الرثة».

طفت تلك المناقشات التي تنعش ذكرى هذا التاريخ النابض لعقد الستينيات مرارا خلال السباق على مقعد الرئاسة في البيت الأبيض الذي يبلغ ذروته في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.

ومن جانبه حاول المرشح الجمهوري ماكين (71 عاما) إبراز المفارقة بين بقائه في الأسر في حرب فيتنام لأكثر من خمس سنوات وواحد من العلامات المميزة لهذه الحقبة وهو مهرجان وودستوك الموسيقي وازدهار حركة الهيبيز في «صيف الحب» في سان فرانسيسكو العام 1967.

وقال ماكين وهو طيار سابق في البحرية الأميركية عن مهرجان وودستوك العام 1969 في أحد خطبه خلال حملته الانتخابية «لم أكن موجودا. أنا واثق من أنه كان حدثا ثقافيا ذا طبيعة خاصة. كنت مقيدا في ذلك الوقت». وفي وقت سابق من الشهر استخدم سناتور اريزونا الجمهوري لحنا موسيقيا من الستينيات في واحد من إعلاناته التلفزيونية الدعائية.

يقول صوت المذيع معلقا على لقطات عابرة لمسيرات احتجاج وجموع من الهيبيز «كانت فترة اضطراب وأمل وتغيير. صيف الحب».

وحين ينتقل الإعلان إلى صور لماكين وهو في الأسر يقول المذيع «في النصف الآخر من العالم... حب من نوع آخر... حب الوطن. إسقاط طائرة جون ماكين».

ويقول محللون إن هذا الإعلان هو أحدث فصل في أطروحة الجمهوريين التي تعود إلى أيام نيكسون لحث «الأغلبية الصامتة» من الأميركيين الذين لم يشاركوا في الحركة الثقافية المضادة والذين أيدوا في صمت حرب فيتنام على الجهر برأيهم والمشاركة في الانتخابات القادمة.

وفي المقابل دعم أوباما وهو أول مرشح رئاسي من حزب رئيسي يولد بعد فترة الزيادة الكبيرة في المواليد بعد الحرب العالمية الثانية عدد جارف من الناخبين الشبان الذين كان إقبالهم على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الأولية لافتا للنظر.

العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً