العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ

الخطباء يرحبون بالدعوة الملكية إلى حوار ديني

رحّب خطباء الجمعة في مختلف مساجد البحرين بالدعوة الملكية إلى حوار يضم المعنيين بالشأن الديني، ورأى الشيخ ناصر العصفور أنّ «هذه الدعوة في غاية الأهمية؛ لتحقيق التقارب والتفاهم المجتمعي لتعزيز الاستقرار». ودعا الشيخ جمعة توفيق جميع المعنيين بالشأن الديني إلى «حوار في الأصول دون الفروع، وذلك أنّ الفروع قد يختلف فيها حتى أصحاب المذهب الواحد».

كما دعا الخطباء إلى الحفاظ على نعمة الأمن في البحرين، وقال الشيخ عدنان القطان: «إنّ التساهل في أمن الوطن يؤدّي إلى الفوضى التي لا يمكن ضبطها، وعلى الجميع العمل على نبذ كلّ ما يهدد اللحمة الوطنية». وشدد الشيخ صلاح الجودر على أنّ إعادة الاستقرار والحالة الأمنية إلى ربوع البلاد مرهون بتوحّد وتماسك المواطنين ووأد الفتنة الطائفية والعمل تحت راية الوطن، داعيا إلى ترك كلّ فرد على معتقده ومذهبه الذي يراه، والأخذ على أيدي من وصفهم بـ «السفهاء» حتى ولو كانوا أبناء هذه الطائفة أو تلك.

من جهته، أكّد الشيخ عيسى قاسم أنّ الزجاجات الحارقة والقمع أو حرمان القرى من التنمية ليسا بسبيلينِ لحل الأزمات، داعيا إلى التوافق بين جميع الأطراف بما يخدم مصلحة البلد.


رحب بتوجيهات الملك واعتبرها المعوّل لتعزيز التعايش السلمي

الجودر: إعادة الاستقرار مرهونٌ بوأد الفتنة الطائفية

الوسط - محرر الشئون المحلية

أكد الشيخ صلاح الجودر أن إعادة الاستقرار والحالة الأمنية إلى ربوع البلاد مرهون بتوحد وتماسك المواطنين ونبذهم الشقاق والخلاف ووأد الفتنة الطائفية والعمل تحت راية الوطن، داعيا إلى ترك كل فرد على معتقده ومذهبه الذي يراه، والأخذ على أيدي من وصفهم بـ «السفهاء» حتى ولو كانوا أبناء هذه الطائفة أو تلك.

وتطرق الجودر في خطبة الجمعة أمس بجامع قلالي عن خطاب عاهل البلاد والذي دعا فيه جلالته إلى وحدة الصف، قائلا «الطائفية نقيض الوحدة والتعايش والأمن والاستقرار، يمكن لأي شعب أن يعيش في ظل مفاهيم الاثنيات والعرقيات ولكن لا يمكنه العيش في ظل تأجيج طائفي أو مذهبي، لذلك هذه رسالة خاصة لأبناء هذا الوطن، سنة وشيعة، عربا وعجما، تذكروا ما كنتم فيه أيام الاستعمار الأجنبي من اضطهاد وقسوة وخوف وجوع، تذكروا أيام الاحتقان السياسي قبل الميثاق من معاناة وخوف حتى توافقتم على الميثاق، فأمنكم واستقراركم مربوط بتوحدكم وتماسككم، وسعادتكم مربوطة بوأدكم الفتنة الطائفية وخططاتها ودعاتها، دعوا كل فرد على معتقده ومذهبه الذي يراه، واعملوا تحت راية الوطن، وخذوا على أيدي السفهاء منكم حتى ولو كانوا أبناءكم، فهذا هو السبيل وذلك هو المخرج».

وتابع «تأتي توجيهات جلالة الملك لتعزيز الأمن والاستقرار والتعايش السلمي في هذا الوطن، فعاهل البلاد يدعوكم لمواصلة مسيرة الإصلاح بتعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية بينكم، ونبذ الخلاف والشقاق والطائفية في ساحاتكم، وهذا ما يجب أن يكون عليه هذا الوطن باختلاف مذاهبه وطوائفه وأعراقه وتنوع تياراته السياسية والفكرية، لذا تذكروا قول نبيكم محمد لكم: (لا تعودوا بعدي كفار يضرب بعضكم رقاب بعض) و(دعوها فإنها منتنة)».

وأضاف «إن من أهم يدعو إليه ديننا الحنيف بعد توحيد الله هو توحيد الهدف والموقف والكلمة والصفوف، لانه بتوحيد الكلمة والصفوف يكون تماسك الأمة ونجاحها، من اجل هذا فقد اعتبر الشرع جميع المسلمين - باختلاف مذاهبهم وطوائفهم وأعراقهم - اخوة في الدين، سنة وشيعة، عربا وعجما، أبيضهم وأسودهم.

ولما كان الخلاف والشقاق والتفرق مفسدا لدين الله ودنيا الناس فقد اعتبره الإسلام كفرا وبعدا عن نهج النبوة، فالفرقة بين الناس تقسم المجتمع، وتمزق الصفوف، وتهد الأركان، وقد انذر الله المسلمين من الخلاف في الدين والتفرق في السياسية. لذا جاء النداء الإلهي لهذه الأمة لتقوم بواجب الدعوة والإصلاح للنهوض مما أصابهم من نكبات وخسائر وهزائم في الوقت الذي ترى فيه تقدم وتطور وازدهار أمم الأرض».

وعبر الجودر عن أسفه لما شهدته الساحة المحلية من «دعاوى باطلة»، رافقتها حالات من التخريب والتدمير، والتطاول والإساءة، مضيفا «جميعنا يعلم بانها ليست من أخلاق ابناء هذا الوطن ولا من سمتهم، انها ممارسات خارجية تم الترويج لها في الساحات الداخلية بدعاوى فاسدة، لذا كان من السهل أن يشتم منها رائحة التآمر على هذا الوطن كما تم التآمر على العراق ولبنان والسودان والجزائر، لذا جاء التوجيه الملكي في الأيام الماضية لاخذ الحيطة والحذر وتفويت الفرصة على دعاة التخريب والتدمير».

وبخصوص ما أشيع مؤخرا عن ارتباط البعض بأجندات خارجية، عقب الجودر على ذلك قائلا « نحن في هذا الوطن لا ننكر على أي دولة أن يكون لها مشروعها الخاص بها، وان تجعل له مقومات القوة للدفاع عنه، فنحن لا نعترض على قوة إيران في المنطقة أو مشروعها النووي، ولا نعترض على قوة الكيان الصهيوني أو مشروعه النووي، ولا نعترض على القوة الأميركية وآلتها العسكرية، ولكنا نقف ونرفض ونعترض ونتصدى بشدة حينما تصبح لهذه الدول مشاريع وأجندات تسوق في دولنا وتباع على شبابنا وناشئتنا للتغرير والدفع مهم لأعمال خارجة عن النظام العام والقانون، اننا نرفض ان تتحول ساحاتنا وشوراعنا الى ساحة حرب ودمار وتخريب كما هي الحالة العراقية، نرفض تلك المخططات والأجندات والمرجعيات السياسية التي يروج لها لسبب بسيط اننا أولا دولة عربية اسلامية مستقلة أخذنا استقلالنا باستفتاء من منظمة الأمم المتحدة، ثم انه لدينا مشروعنا الإصلاحي الكبير الذي توافقنا عليه حينما صوتنا على ميثاق العمل الوطني، ولدينا شعب كبير متجانس فيما بينه، سنة وشيعة، رغم سموم التكفير والطائفية والتحشيد والاصطفاف، ولدينا قيادة ملتفون حولها متمسكون بها مضحون من أجلها».

واختتم الجودر خطبته بدعوة كل من وزارة التربية والتعليم لزيادة مناهج ودروس المواطنة، ووزارة الإعلام بتكثيف برامجها التلفزيونية والإذاعية عن الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، ووزارة العدل والشئون الإسلامية بتأمين المنابر الدينية بنشر رسالة الإسلام العظيم.


أشاد بدعوة الملك للتحاور... وشدد على أهمية الخطاب الديني في بناء الوطن

العصفور يدعو إلى التعايش المجتمعي

الوسط - محرر الشئون المحلية

دعا خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) إلى ضرورة التعايش المجتمعي والتواصل بين جميع أفراد المجتمع من أجل خلق أجواء صحية فاعلة تسود فيها علاقات الود والمحبة والصفاء والاحترام والتفاهم، وأكد العصفور على حسن العشرة والتناصح من خلال دور الكلمة الطيبة الهادفة التي تعمر القلوب وتدفع باتجاه تنمية الأوطان وبنائها وتشيع روح المحبة وتعزز الألفة بعيدا عن كل ما يعكر صفو العلاقات البينية في العلاقات الاجتماعية.

وأضاف العصفور أنه لا سبيل في الوقت الحالي للخروج من كل الأزمات التي تعصف بالمجتمعات وتهدد أمن واستقرار الأمم في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلا بإرساء دعائم الوئام والتفاهم عن طريق الحوار الجاد المثمر الذي هو بلا شك سيقودنا إلى معالجة المشكلات ونتوصل من خلاله إلى حلحلة الأزمات، والذي نحتاج إليه في المقام الأول هو خلق هذه المناخات والأجواء الإيجابية وتهيئة الأرضية المناسبة حتى ننطلق في مجالات الحوار والعمل المشترك لمعالجة جميع القضايا المطروحة على الساحة بإرادة جدية للوصول إلى حلول عملية واقعية، بأن نعزز جوانب الثقة البينية، وهذا أمر مهم جدا لأي حوار مثمر وجاد.

وقال العصفور إن دعوة القيادة السياسية في البلاد من خلال ما طرحه جلالة الملك من الدعوة إلى الحوار والتفاهم المجتمعي ومن خلال المصارحة والتحاور، هي دعوة في غاية الأهمية بل هي ضرورية الآن ولا بديل عنها في هذا الوقت الذي نحتاج فيه إلى تدعيم كل خطوات التقارب والتفاهم المجتمعي لتعزيز الاستقرار ومن خلال المصارحة والمكاشفة التي لا شك ستؤدي إلى ما فيه خير وصلاح العباد والبلاد.

كما أشار العصفور إلى مسئولية الخطاب وخصوصا الخطاب الديني ودوره الفاعل والمؤثر من خلال المساحات الكبيرة ومن خلال الخطب والمنابر والفعاليات الدينية والاجتماعية، فإنه لا يمكن أن تبنى الأوطان وتعمر البلدان إلا على أساس من التعاون والتكاتف من كل الأطراف في البلد للدعوة إلى الخير والمعروف والعمل المشترك، ومن خلال تعزيز العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بما يخدم هذا الوطن ويرتقي به إلى الأمام.


المعاودة: خطاب الملك تطمين للبحرينيين للعزم على حفظ الأمن

الوسط - محرر الشئون المحلية

أكد خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي بالمحرق الشيخ عادل المعاودة في خطبته أمس (الجمعة) أن خطاب جلالة الملك الأخير لرؤساء تحرير الصحف المحلية هو رسالة تطمين مرسلة إلى البحرينيين للعزم على حفظ الأمن والأخذ على أيدي المعتدين الذين لم يقدّروا سياسات العفو والتسامح واعتبروها ضعفا وتراخيا.

وقال المعاودة إن “مثلنا فهم الخطاب على أنه رسالة تطمين مرسلة من أعلى رأس في الدولة إلى كل البحرينيين، مفادها ألا تقلقوا على المملكة، وأننا نعلم ما نفعل، وعازمون على حفظ الأمن والأخذ على أيدي المعتدين الذين لم يقدّروا سياسات العفو والتسامح واعتبروها ضعفا وتراخيا، فتمادوا في ظلمهم وغيهم، ولكن جاء الخطاب ليقول لهم لا، من أمن العقوبة أساء الأدب، وإننا عازمون على ردعكم ومنعكم من التمادي في الإساءة إلى البحرين وأهلها. وعازمون على حماية الثوابت التي تسيرنا، فلا جريمة بدون عقاب، ولا تهاون مع المعتدين على الأمن، ولا تشكيك في القضاء البحريني النزيه، ولا تعدٍ على العائلات البحرينية الكريمة، ولا تبعية للخارج، ومن يرهن نفسه للخارج، ويتحامل على بلده ويسعى لإباحتها أمام القوى الدولية لتتدخل فيها فإننا له بالمرصاد وستلفظه البحرين يوما ما”.

وأضاف “بالنسبة لمضمونه لم يكن خطابا (دبلوماسيا) إذا جاز لنا أن نستخدم هذه العبارة، رغم عدم خلوه من لطافة التعبير، ولكنه كان واضحا ومحددا وسمى الأشياء بمسمياتها”.

وأما عن توقيت الخطاب، فقال خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي إنه “كان مناسبا تماما، حيث جاء في لحظة حساسة تمر بها البحرين، اختلطت فيها الأصوات المخلصة بالمغرضة، وتمددت الأيادي المجرمة التي تحرق وتدمر وتخرب، فمن حرق جيب الشرطة، إلى قتل الشرطي، إلى الاعتداء شبه اليومي على رجال الأمن بالمولوتوف والحجارة والأسهم الحديد، حتى خيل للبعض أن البلد قد دخلت نفقا مظلما، وأن القبضة قد تراخت أمام الأيادي العابثة التي لا ترى خيرا قد تحقق، ولا حرية قد أتيحت، يعميها الحقد والبغض عن أن ترى التطور والخير الذي نعيشه”، مبينا “كان توقيت الخطاب حاسما في أن الدولة تتسامح بإرادتها وليس مجبرة، وتعفو من كرمها ورغبتها في الحفاظ على المناخ العام المسالم وليس من ضعف، لذا فإنه لكل حادث حديث، ومن ينظر إلى العفو على أنه ضعف، وللتسامح على أنه إجبار، فليس له إلا العقاب والقوة وفقا للقانون”.

وذكر المعاودة أن “من يعرف جلالة الملك عن قرب يعرف مدى ما وهبه الله إياه من ذكاء وحنكة”، وأشار إلى أن “جلالة الملك يثبت يوما بعد يوم أنه يتمتع بفطنة وحسن تدبير عالٍ لشئون الشعب والدولة. وإننا ننظر إلى هذا الخطاب الملكي على أنه مختلف عن كل الخطابات الملكية خلال عدة سنوات مضت، مختلف في مضمونه وتوقيته ودلالته”.


توفيق يدعو المعنيين بالدين للتحاور في الأصول دون الفروع

الوسط - محرر الشئون المحلية

دعا الشيخ جمعة توفيق جميع المعنيين بالشأن الديني إلى «حوار في الأصول دون الفروع، وذلك أن الفروع قد يتخلف فيها حتى أصحاب المذهب الواحد، والأصول هي الأصول إذا اتحدت سهل النقاش فيما دونها، وما الفروع إلا نتاج لهذه الأصول»، يأتي ذلك على خلفية توجيه عاهل البلاد لدعوة للمعنيين بالشأن الديني للقاء تحاوري من أجل تأسيس خطاب وطني رصين.

وامتدح توفيق في خطبة الجمعة أمس بجامع سار الكبير دعوة جلالته للحوار الديني، لافتا إلى «أن ذلك من وسائل الألفة بين المسلمين وأن الحوار الهادف والصادق هو الذي يقوم على العلم والحكمة فيه والقول المرغب اللين للمخالف حتى يصل الطرفان في نهاية المطاف إلى نتيجة تجتمع القلوب فيها على كلمة الحق».

وأضاف «إن شعار أهل الحق الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم وصفوفهم، ومن أعظم ما ابتليت به الأمة الفرقة والتنازع والاختلاف، وهو مبتغى وهدف أعداء الدين والمسلمين، وتعدد الجماعات والأفكار والمذاهب لهو عامل هدم في الأمة».

وشدد على «إن الفرقةَ بلاءُ يفسد كل صالح من الأعمال ومصالح العباد، فكيف إذا تحولت الفرقة إلى تدابر»، مشيرا إلى أن الوحدة والاجتماع مطلب شرعي جاء في الكتاب والسنة، وهو ما دعا به ووجه إليه جلالة الملك في خطابه السامي وتوجيهاته، فالوحدة تقوم على مبادئ عظيمة ويتحقق من ورائها الكثير من المصالح، فتوجيهات جلالته شرعية المصدر دل عليها الشرع الحكيم وأمر به.

وتابع «إن توجيهات جلالة الملك جاءت لتسدد خلل في واقع يعيشه بعض الناس، وتوجيهاته تبرز نتيجة كامنة وبارزة وهي أن هذه الفرقة والاختلافات تعمينا عن كثير من الشر المحدق بنا بأمتنا وبلادنا، وبل توجيهات جلالته هي ممارسة للدور الفعلي للحاكم المسلم الناصح لرعيته.

وتساءل «من الذي له مصلحة في خلافنا وفرقتنا إلا أعداء يتربصون ببلاد المسلمين؟ ولذلك الغافل والأحمق من يكون جنديا للغير ومعول هدم وسوسة تنخر في وحدتنا وأمتنا من حيث لا يشعر»، داعيا كل مواطن ومقيم أن ينصت لكلمة الحق إذا صدرت من ولي أمره، فالخير كما كل الخير في الاجتماع على إمام المسلمين والشر في خلاف الحق الذي جاء به، كيف وقد جاءت توجيهات جلالته موافقة لكتاب الله وسنة نبيه.


مؤكدا رفض الأعمال الغوغائية وداعيا إلى ترسيخ الأمن

القطان: التساهل في أمن الوطن يؤدي إلى فوضى لا يمكن ضبطها

الوسط - عبدالله الملا

دعا خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس إلى الحفاظ على نعمة الأمن في البحرين، لافتا الى ان «التساهل في أمن الوطن يؤدي إلى الفوضى التي لا يمكن ضبطها، وعلى الجميع العمل على توحيد الكلمة ونبذ الطائفية وكل ما يهدد اللحمة الوطنية وطاعة ولاة الأمر».

وأضاف «لقد طالعتنا وسائل الإعلام بلقاء جلالة الملك برؤساء الصحف المحلية، اذ اشتمل حديثه على دلالات عالية جسدت حرص جلالته على الحفاظ على مكتسبات المشروع الإصلاحي بما يحقق المصلحة العامة ويحمي المكتسبات التي تحققت، وقد أكد جلالته في كلمته السامية، دعوة الجميع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية جملة وتفصيلا، وحل القضايا باستكمال الحوار ونبذ مسببات الفرقة من دعوات طائفية،وعدم التطاول أو الافتراء على أي شخص أو عائلة بحرينية، وعدم استغلال حرية التعبير من أجل تصفية حسابات أو الإساءة إلى أي شخص، كما دعا جلالته إلى نبذ العنف وإشاعة الأمن والتعامل السلمي».

وتابع «لقد حذر جلالة الملك من استغلال شباب البحرين في أعمال التخريب والحرق والشغب، لأن هذه الأعمال لا تمت إلى شعب البحرين بصلة. كما دعا جلالته إلى احترام الدستور والسلطة القضائية(...) إن خطاب جلالة الملك حمل الكثير من الإشارات والدلالات الدينية والفكرية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ونتمنى أن تكون الرسالة وصلت للجميع، ونتمنى أن يعلم المخربون والعابثون، وأن كل شيء يتم رصده في ميزان دقيق،والواجب على حملة الأقلام ورجال الإعلام أن يتقوا الله ويقوموا بواجبهم الوطني في تثقيف الناس وتطبيق دعوات جلالة الملك واقعا وتأكيد الانتماء الدائم للوطن ومحافظتنا على المكتسبات بعيدا على ما يعكر صفو المسيرة التي تدعو لنبذ الطائفية».

وأكد القطان «كما يجب على مجلسي الشورى والنواب العمل مع كافة مؤسسات المجتمع للحافظ على الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة وضمان أمن الوطن وضمان استقراره. كما وأشيد بدعوة جلالة الملك إلى الخطباء والمعنيين للارتقاء بالخطاب الديني والتأسيس لخطاب وطني رصين في المجالس والمنابر والصحافة». ونوه القطان الى «إن الجميع في سفينة واحدة، ومن خرقها أغرق الجميع».

ولفت الى «إن من أعظم نعم الله على بني الإسلام، بعد نعمة الدين والإسلام، هي نعمة الأمن والاستقرار. إن حاجة الإنسان إلى الأمن والاطمئنان كحاجته إلى الطعام والشراب الذي لا حياة ولا بقاء للإنسان بدونه، وقد أمر الله عباده بالشكر له والإخلاص له»وقال: «لقد جمعت شريعة الإسلام المحاسن كلها، فصانت الدين وطهرت الأعراض وأمنت النفوس، وأمرت المسلم بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمة والاطمئنان، إشارة منها إلى إشاعة النفس والاطمئنان. وحذرت الشريعة الإسلامية من إظهار أسباب الروع بين صفوف المسلمين. وحرمت الشريعة على المسلم الإشارة على أخيه المسلم بالسلاح ولو مازحا. ودعا الإسلام إلى كل عمل يبعث على الأمن والاطمئنان بين صفوف أفراده، وقال (ص): «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما». وعندما دخل النبي (ص) إلى مكة منحهم الأمن، والإسلام عني أشد عناية باستتباب الأمن بين أفراده، فقال تعالى:» وتعاونوا على البر والتقوى».

وتابع «عباد الله، إذا عم الأمن بين الناس أمنوا على نفوسهم وأموالهم وحرماتهم، ولو كتب الله الأمن على بلاد مشى الناس في الليل والنهار لا يخشون شيئا إلا الله، وعمت السعادة والفرحة بينهم. وكذلك العكس، فلو سلب الله بعزته وحكمته الأمن من بلد ما، فتصور حال الناس، فلو خرج ابنك لم تأمن عليه، ولو خرجت ابنتك إلى المدرسة لم تأمن عليها، وهناك من البلدان التي سادت فيها الفوضى وكل ينتظر حتفه في أي لحظة، فنسأل الله أن يرحمنا برحمته وأن لا يوصلنا إلى هذه النهاية».

وأوضح القطان «ان الأمن نعمة من نعم الله تعالى،وحري أن تذكر دائما وتقابل بالشكر. وبالذنوب تحل النقم، وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والتوبة هي حصن الله الأعظم ومن دخلها كان من الآمنين، فهابيل امتنع من قتل قابيل لخوفه من الله تعالى، والعناية بالعلم والتمسك بسنة نبي الله (ص) عصمة من الفتن، وللتعليم الشرعي أساس في رسوخ الأمن والاطمئنان. والخوف من الله ومراقبته مفتاح الأمن للمسلم في الدنيا والآخرة، والأمن التام لا يتم إلا بذكر الله. وإذا استقر الفرد وأمر من تحت يديه على السير وفق طاعة الله وسنة نبيه (ص) شاع الأمن في المجتمع. فإياكم مخالفة أمن الجماعة وأدم الله علينا الأمن».


أكد أن الحرمان والزجاجات الحارقة ليسا بحل للأزمات

قاسم: نتطلع لأن يكون التفكير باتجاه التصالح والتوافق

الوسط - محرر الشئون المحلية

أكّد خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم في حديث الجمعة أمس أنّ الزجاجات الحارقة والقمع أو حرمان القرى من التنمية ليسا بسبيلينِ لحل الأزمات، داعيا إلى التوافق بين جميع الأطراف بما يخدم مصلحة البلد.

وقال قاسم: «في البلد حكومة لها سياساتها الخاصة وهناك مَنْ يُعارض هذه السياسات، وهذا يحصل في كلّ بلد. وما تصلح به البلدان تصلح به، وإذا اختلفت حكومة ومعارضة في أيّ بلد، واستهدف أحدهما إلى إلغاء الآخر لتصعّدت الأمور ولكانت الخسائر كارثية، ولمصلحة أيّ طرف من الطرفين صار يفكّر في هذا التفكير في نفسه أن يتجّه هدفه لغير ذلك».

وأضاف «يجب أنْ يكون اتجاه التفكير نحو التصالح والتوافق، وهي على هذا التقدير لا تعدو الحوار ومقدّماته وأجوائه، وهو الشيء الذي شددنا عليه في عددٍ من المناسبات والمواقف. وفي مراجعة إلى الماضي القريب، نجد أنه كان هناك تشدد وضيق أمني وأنتج الانتفاضة ومتاعبها المشتركة، وأنتج التصادم ما أنتج ولم يفض التصادم إلى الحل، وإنما كانت الطريق إليه في صورته الجزئية هو التسامح المشترك ودرجة من العدل».

ونوّه قاسم «إذا جرّب التضييق الأمني والديني وإذا نتجت مواجهات ساخنة -لا سمح الله-، فستزيد المشكلة ولن تخفف منها، ولا تعطيل المشاريع التنموية في القرى قادرة على الحل ولا الزجاجات الحارقة قادرة على أنْ تحققه. وعندي أنّ كل منهما مرشح على أنْ يُؤزّم الوضع بدرجة أكبر، وأيّ طرف يزهد عن الحوار لابدّ أنه سيقتنع غدا أنه لم يُحسن صنعا لا لنفسه ولا لهذا المواطن، وسيعلم أنّ الحوار هو الحل لأنّ وضع الأسرة الواحدة والقرية الواحدة والوطن الواحد لا يصلح إلاّ بالحوار».

السياسي والديني

وقال قاسم في خطبته» هناك توجس من السياسي والديني في ساحاتنا السياسية والدينية، وهذا التوجس والتحسس يقود إلى التهويل وتبنى عليه سياسات غير صحيحة، ويحدث كثيرٌ من التوترات، والساحة المحلية في مسألة ولاية الفقيه يمكن أنْ تؤخذ مثالا».

وتابع «أقول أنّ الأصل الإسلامي العام على مستوى المسلمين كلّهم هو أنه لا حكم لإنسان على إنسان بالأصل. وهناك استثناء والاستثناء يحتاج إلى دليل، والفكر السنّي عنده أنّ المخرج من هذه الكلية السالبة الشورى والبيعة، فإذا بُويع المسلم من المسلمين للحكومة اكتسب حق الحكم في الناس وكانت له صلاحياته».

ولفت قاسم «أمّا بالنسبة إلى الفكر الشيعي فإنّ المخرج من هذه القاعدة، قاعدة أنّ لا حكم لأحد من الممكنات على أحدٍ في دائرة أوسع من دائرة الحكم في الناس والحكم في الأصل لله وحدَه، والمخرج هو العصمة على مستوى الحكومة الشأنية والعصمة والبيعة على مستوى الحكومة الفعلية. ويأتي الإشكال الشيعي في مرحلة غيبة المعصوم (ع)، فدخلوا في بحث ولاية الفقيه، من مدخل الاستشكال في أنْ يكون حكم لأحد دون المعصوم، فسألوا هل للفقيه أنْ يحكم، وما هي صلاحياته، فهل تثبت له صلاحيات الحاكم المعصوم أو تثبت له صلاحيات دون هذه الدائرة الواسعة»؟

وتساءل قاسم « هل يمكن للفقيه أنْ يحكم، فإنّ الجواب ينتهي إلى إثبات شأنية الحكم، فالفكر الشيعي في قمّة تشكيكه في مسألة الحكم بعد المعصوم يطرح السؤال حتى بالنسبة إلى الفقيه، ويرى أنّ الحكم في الناس إذا أردنا أنْ نعتبره الصبغة الشرعية وأنه امتثال لشرع الله، فهل يصح للفقيه أو لا يثبت؟ وإذا قيل بحكم الفقيه جاء بالسؤال الثاني وهو ما حجم صلاحيات الفقيه، وهي مسألة علمية قبل أنْ تكون عملية، وليس كلّ مَنْ بحث في ولاية الفقيه أو قلّد من يقول بذلك فعل ذلك. فالفكر السنّي أكثر وضوحا في مسألة ولاية الفقيه من الفكر الشيعي، فقرار ولاية الفقيه مفروغ منه في الفكر السنّي، وغير مفروغ منه في الفكر الشيعي، وذلك لأنّه يتوسّع في ولاية الفقيه ويعطيها لغير الفقيه بشكل أوسع».

وقال: «والفكر الشيعي تعايش أيضا مع الحكومات من دون حدوث أيّ اضطرابات، وولاية الفقيه لا يعني أنْ يمارس الفقيه حكما في بلد تحكمه حكومة أخرى؛ لأنّ ذلك معناه أنْ تعم الفوضى وعدم الاستقرار للمسلمين، ولا يمكن أنْ يكون هدف الفقيه أنْ يتوسّع سياسيا لإضعاف الأمّة وتفكيكها، ولا يمكن أنْ تجد فتوى تجيز ذلك، ولا تقوم على ولاية الفقيه فتوى بالتمرد على الحكومات في البلدان التي تسكنها، وإمّا رفض القوانين الجائرة فهو أمر مشترك بين الفكر الشيعي والسنّي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً