العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ

أوباما يأسر القلوب في الخارج ولكن هل يفيده هذا في الداخل؟

سحر مرشح الرئاسة الأميركي باراك أوباما العاهل الأردني الملك بعد الله وأغدق عليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المديح وأسر قلوب الأوربيين من برلين إلى لندن.

فخلال جولة استغرقت أسبوعا في الشرق الأوسط وأوروبا بدا أن سناتور ايلينوي الديمقراطي صاحب الاسم الغريب وعضوية لم تتعد ثلاث سنوات في مجلس الشيوخ نجح في تحقيق بعض التقدم في هدفه الرامي لطمأنة الإسرائيليين إلى أنه سيكون مساندا قويا للدولة اليهودية.

غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كان أوباما نجح في تضييق الفجوة التي يراها ناخبون أميركيون في خبرته الخارجية مقارنة بمنافسه الجمهوري في الانتخابات المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني جون ماكين الذي أسر في حرب فيتنام وصاحب سمعة قديمة بإعلاء قضايا الأمن القومي.

ورغم كل الإطراء الذي لقيه أوباما في الخارج هناك مخاطرة بأن يعتبر الأميركيون الجولة إعلانا سابقا لآوانة بتحقيق النصر.

والجولة التي شملت أفغانستان والعراق والكويت والأردن و»إسرائيل» وألمانيا وفرنسا وبريطانيا خطوة غير معتادة إلى حد كبير من قبل مرشح رئاسة أميركي قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات رغم أن ماكين قام بجولة مشابهة تقريبا في مارس/ آذار وسافر إلى كولومبيا والمكسيك هذا الصيف.

ولم يحاول معاونو أوباما إخفاء شعورهم بأن الجولة سارت على ما يرام ولكنهم حرصوا على التهوين من التوقعات بحدوث تغيير كبير في استطلاعات الرأي.

وقال روبرت جيبز كبير معاوني أوباما «اعتقد أننا أتحنا فرصة للمواطنين لمعرفة كيف سيكون أداؤنا على الساحة الدولية. لم نعتقد أن الرحلة أو شيئا واحدا سيغير الرؤية أو استطلاعات الرأي. نعتقد أن ذلك سيحدث على مدار الحملة».

وتابع «لكن نرى أن الرحلة كانت بداية مهمة جدا».

وتفيد استطلاعات الرأي خلال الأيام القليلة الماضية تفوق أوباما على ماكين بما بين خمس وسبع نقاط مئوية دون اختلاف كبير عن أرقام الشهر الماضي.

ويشبه معجبو أوباما المرشح الديمقراطي بالرئيس الأميركي السابق جون كنيدي. وعرف بقدرته على أن يفتن تجمعات أميركية حاشدة بخطبه القوية.

وبدا أن الهوس بأوباما الذي اجتاح العواصم الأوروبية كان بدرجة القوة نفسها إن لم يكن أقوى. فقد تجمع 200 ألف شخص للاستماع إلى خطابه في حديقة تيرجارتن في برلين وهو نحو ثلاثة أمثال أكبر حشد تجمع للاستماع إليه في الولايات المتحدة حين اجتذب 75 ألفا في بورتلاند باوريجون.

كانت بعض النقاط في خطاب أوباما تكرارا لما قاله كنيدي والرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان غير أن أوباما بدأ كلامه بالإشارة إلى جذوره المختلطة «أعلم أنني لا أبدو مثل الأميركيين الذين تحدثوا في هذه المدينة العظيمة من قبل».

وينبع جزء من جاذبية أوباما لبعض الأجانب كون أمه أميركية وأبوه كيني وأنه أمضى فترة من طفولته في اندونيسيا ويرون أنه سيتحلي بنظرة أكثر عالمية تجاه الشئون الخارجية.

وفي برلين حث أوباما أوروبا على مساهمة أكبر في تحمل الأعباء منها تحقيق الاستقرار في أفغانستان وهي رسالة ترى حملة أوباما أنها هامة لتبديد أي انطباع بأن خطابه نوع من الحشد الانتخابي الخارجي.

ولم يلق أوباما أي خطب رسمية في لندن أو باريس ولكن موكبه اجتذب حشودا على الطريق وفي بهو الفندق الذي نزل به.

وقالت سايرا بانو (21 عاما)التي وقفت وسط حشد من أنصار أوباما أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في لندن «آمل أن يدرك الأميركيون كم هم محظوظون».

وفي قصر الاليزيه أشار الرئيس الفرنسي لأوباما على أنه «مغامرة» ولكنه أعلن تأييده له.

وكان الإسرائيليون أصعب جمهور التقي به أوباما في الخارج وأمضى يوما في اجتماعات مع العديد من المسئولين الإسرائيليين. كما التقى القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.

العدد 2153 - الإثنين 28 يوليو 2008م الموافق 24 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً