فارق المواطن عبدالجليل طارش الذي يبلغ من العمر 54 عاما وهو من سكان منطقة بني جمرة الحياة أمس الأول بعد تأخر وصول سيارة الإسعاف لما يقارب الساعة والنصف.

وأوضح محمد جواد طارش (أخو المتوفى) في حديث إلى «الوسط» أنه قام بالاتصال بإسعاف طوارئ السلمانية أمس الأول (الأحد) عند الساعة 8 مساء إلا أن قسم الإسعاف أكد له أنه لا توجد سيارة إسعاف إضافية وأنه سيتم إرسال سيارة إسعاف من منطقة سترة.

وذكر طارش أنه خلال الساعة والنصف التي استغرقها الإسعاف إلى الوصول كان المتوفى يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وتسارع في دقات القلب، مشيرا إلى أنه قبل وصول سيارة الإسعاف بنصف ساعة تقريبا فارق عبدالجليل الحياة إذ كانت المنطقة التي أرسل منها الإسعاف بعيدة عن القرية.

يذكر أن عبدالجليل طارش كان ممن اعتقل في العام 1980 وتعرض لتعذيب شديد لمدة ستة أشهر، خرج بعدها فاقدا لقواه وتغيرت حياته جذريا بعد فترة الاعتقال العصيبة. وقال أحد الناشطين في تلك الفترة: «رأيت عبدالجليل طارش بعيد منتصف العام 1980 داخل مبنى المخابرات في القلعة عن طريق الصدفة، إذ كنت قد اعتقلت أيضا وأخذوني إلى غرفة لاستجوابي، ولكنني فهمت بعد ذلك أن الغرفة كانت معدة لعبدالجليل طارش، فعندما دخلت إلى الغرفة كان فيها ضابط تحقيق مدنيا قد أعد العدة، وكانت أمامه طاولة ضخمة عليها قطعة من الجراب الجلدي ومغروس فيها سكين مقوسة (سونكي صغير) وفي الزاوية تم إعداد كمية كبيرة من مادة تشبه الاسبزتوس ربما لرميها على الجسد لأنها تسبب الحكة الشديدة والطفح الجلدي، وعندما رآني الضابط أمر بإخراجي منها وأثناء خروجي تم إدخال عبدالجليل فيها».