العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ

ذهبٌ حزينٌ شمسُ هـــذا اليـوم وقتَ غروبها!

على رسْلها الريح تأخذني

كلما جنَّ ليل الهوى...

شماليَّةٌ في شفيف الجهات

كما الكأس حين تطلُّ

على عمرنا وحْدة...

أراوغ رأسي التي علَّمتْني

الطريقَ إذا ضاع منِّي الدليلُ...

وهذا النهار

إذا جزْتُ للنوم

مستسلما للمدارات من الكبْتِ

ضوءٌ قليلُ...

أسافر من غُرَّة الحزن

حتى اتضاح النوايا بقتلي...

أودِّع نفسي

وأنسى على غُرَّة خيلَ روحي

وبستانَ أهلي...

أنا مَلِكُ الليل

حين تنام الخليقة

أصحو لأقرأ آياته

مثلما يقرأ الله آياته

في اصطفاء الرسولْ...

وأعرف من صاحبي شوقَه للمدى

ليس وهما

فلي نسَبٌ في السلالات

لستُ إلا الأصيل الأصيل

من الريح... وهذي الخيولْ...

كأن السياجَ الذي مرَّ في خاطري: غُصَّةٌ

لأنَّ السياجَ: محاولةٌ لاغتصاب المدى!

«أعود إلى وردتي نفسها»*

ثم أمضي إلى حيث تعتقني

مهرةٌ في السدى...

***

لوصْفِ طعْمِ الشوقِ

تاريخٌ من القلب المعلَّق من أهلَّته

سماءٌ في البعيد

هناك في قلبٍ يغنِّي في استدارته

إذا ما شئْتَ وصْفا ما لطعم الشوق

حاولْ أنْ تعيدَ القلبَ للخفقان

مثنى أو رباع...

***

إلى سرير الورد تذهب

أي أنثى مثلها

تدَعُ المكانَ مضرَّجا بدم الزمانِ؟

بل أي أنثى مثلها

لا تنحني لبهائها

وورود فتنتها

سماءُ الله في هذا المكانِ؟

***

ذهبٌ حزينٌ:

شمسُ هذا اليوم

وقتَ غروبها!!!

***

لي رغبتان: أنام مسرورا بفقْري

ثم أصحو كي أعدَّ

كآبتي في النوم

لا ألوي على عبث

لأني لم أكن يوما سواي...

***

كأنك لا ترى غير هذي الوجوه

وتبحث عن وردةٍ

في نهار الصبايا

على عشبة الماء

خذني إلى النهر

كي أعيد إلى النهر صبحي ...

أذكِّره بالنهايات وأسمائها

لينبتَ ملحي...

على الجرح جرحا

ل

ج

ر

ح

ي ...

توغلْت في زهرة المستحيل...

وكان الصباح على عهْده: قانعا

بما جف من ضوئه

وها أنتَ من شفقٍ رابضٍ

في سماء الوصولْ

تذكِّرني بالذي لم

ي

ك

نْ

فعدت إلى سيرتي

أقرأ الحزن من أول

ا

ل

ب

ح

ر

حتى العويلْ...

تشبثت بالروح

مالتْ عليَّ البدايات

حتى انتهى المنتشي بالنهايات عذرا

فكل الدروب إلى وحشتي ضارعة...

وأنتِ كما أنتِ يا امرأة

رغم هذا السجود الطويل

تظلين أغنية فارعة...

***

تلك السماء كسرْتها طمعا

بضوْء كنتِ منه ستخلقينْ...

***

ما الذي يفعله العاشقُ

والشرْفةُ أكوام رماد؟

***

يا روعةَ الغربة في انكسارْ ...

يا هاجسا يشدُّني ... يذيبني ... يحيلني

غ

ب

ا

ر

***

ومشى صوتُكِ في روحيَ

أسرابَ حَمَامْ...

فدعي رأسك يستلقي

على حضنيَ قد أغفو ... أنامْ ...

***

ما أنتِ إلا قدَرٌ

يحملي لي جنوني ...

فهل تُراكِ تعرفينَ

نعمةَ الجنونِ؟

***

أنتِ «إسوارة» هذا الصبح

«عقد» من ندى الوردِ

«وخلخال» حضورْ ...

و»أباريق» من الفضَّة

في ماء الشعورْ...

* مقطع من قصيدة «على هذه الأرض» ديوان «وردٌ اقل» لمحمود درويش.

العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً