العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ

هل يصلح ماكين السبعيني لحكم أميركا؟

كان المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية جون ماكين كان يخطط أصلا للحديث عن سياسة الطاقة وعن أسعار النفط.

ولكن عندما سلطت كاميرات التلفاز عليه وبجواره زوجته سيندي تحت شمس ولاية كاليفورنيا الحارقة انصب اهتمام العالم كله على اللصقة الصغيرة على خده.

وشعر ماكين الذي كان مصابا من قبل بالسرطان بالحرج عندما اضطر للاعتراف بأنه خضع لجراحة أخرى لإزالة سرطان من بشرته.

ورغم أنه أكد مرارا وتكرارا أن كل شيء على ما يرام وأن الجراحة التي خضع لها روتينية لكن ذلك سرعان ما أعاد للأذهان الموضوع القديم حول صحة المرشح الجمهوري وسنه حيث تحدثت جميع القنوات التلفزيونية تقريبا عن هذا الموضوع.

والسؤال الذي تناولته هذه القنوات صراحة هو: هل يصلح ماكين من الناحية الصحية وهو في الحادية والسبعين من العمر لتولي مهام منصب الرئيس الأميركي الشاقة؟

حاول المحارب القديم في فيتنام حتى الآن مقابلة هذه المشكلة بالمزاح، فعندما سئل في برنامج حواري عما إذا كان رجل في سنه يحتاج إلى قيلولة يومية ، فعل ماكين وكأنه قد غلبه النعاس.

ومن أقوال ماكين الشهيرة عن نفسه: «أنا في عمر الأرض وبوجهي ندبات أكثر مما بوجه فرانكنشتاين».

غير أن استطلاعات الرأي بينت أن ربع الناخبين يرون أن ماكين أكبر من أن يصلح لتقلد منصب الرئيس الأميركي.

وأقدمت وسائل الإعلام الأميركية بلا رحمة أو هوادة على مناقشة هذا الجانب من شخصية ماكين بكل صراحة.

وصورت مجلة «فانتي فير» ماكين على غلافها مؤخرا على أنه شيخ متهالك في المكتب البيضاوي وأمامه وسيلة مساعدة على المشي يمسك بها.

وسخر النجم التلفزيوني الأميركي الشهير ديفيد ليترمان من ماكين قائلا إنه طاعن في السن لدرجة أنه لم يعد يعرف العراق إلا باسمه القديم، أرض الرافدين.

كما أحصت عليه وسائل إعلامية جادة العديد من الهفوات والأخطاء في خطاباته متسائلة عما إذا كان سنه أكبر من أن يصلح لمنصب الرئيس. ومن هذه الأخطاء الخلط بين الصومال والسودان.

وأفردت صحيفة «نيويورك تايمز» عنوانها الرئيسي ذات مرة لماكين وبالتحديد لمواطن القصور النحوية والبلاغية في خطبه.

والحق أن ماكين سيكون أكبر الرؤساء الأميركيين سنا إذا نجح فعلا في الفوز في الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل حيث سيكمل عامه الثاني والسبعين نهاية أغسطس/ آب المقبل. وسيتفوق ماكين بذلك على الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الذي كان يبلغ من العمر 69 عاما عندما حكم الولايات المتحدة العام 1981.

ويضاف إلى ذلك سيرة ماكين مع المرض حيث خضع في التسعينيات لأكثر من عملية جراحية بسبب الإصابة بسرطان البشرة كما خضع العام 2000 لعملية استئصال «لورم سرطاني خطير بالبشرة» خلفت حتى الآن ندبة واضحة في وجه حسبما قال ماكين نفسه.

ويعرف حتى أنصاف المتعلمين في أميركا أن هذه الأورام يمكن أن تعاود الظهور مرة أخرى بعد استئصالها، وليس هناك من الناخبين من يتصور أن يكون مريضا بالسرطان قائدا للعالم الغربي.

وعلق الكاتب الصحافي ديفيد جيرجين مؤخرا على التحفظات على سن ماكين بالقول: «لقد عادت مسألة السن تطرح نفسها».

أما المرشح الديمقراطي للرئاسة، باراك أوباما، فإنه سيكمل 47 عاما في الرابع من أغسطس المقبل أي أن الفارق بين سن المرشحين سيكون 25 عاما، ما يعني جيلا كاملا. أضف إلى ذلك أن ماكين لم يظل «شابا سبعينيا» بل بالعكس فإن السن يبدو عليه بشكل واضح .

العدد 2155 - الأربعاء 30 يوليو 2008م الموافق 26 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً