العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ

الإبداعات الصينية تزين القرية الأولمبية «الدولية» في بكين

يريد رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية «بكين 2008» ليو تشي أن يقدم فريق العمل في القرية الأولمبية «خدمات شخصية» للاعبين الرياضيين الدوليين الذين سيشاركون بمنافسات الأولمبياد.

وحضر ليو تجربة أداء لاحتفالات رفع الأعلام لثلاثة وفود أولمبية غير حقيقية في مطلع يوليو/تموز الماضي، إذ أخبر فريق العمل بالقرية الأولمبية بأنه يتوجب عليهم «تقديم اهتمام متساو وخدمات رائعة لكل ضيف بالقرية»، وحثهم على الاهتمام بشكل خاص بالجانب الأمني.

وجاهدت الحكومة الصينية لجعل القرية الأولمبية مكانا دوليا تنطبق عليه المقاييس العالمية، ولكنه أدمج أيضا العناصر الصينية التقليدية مع التكنولوجيا البيئية الحديثة في القرية التي تضم 42 مبنى يتوقع أن يوفروا محلا للإقامة لنحو 16 ألف لاعب ولاعبة ومدرب ومسئول و7 آلاف صحافي.

وذكرت صحيفة «تشاينا دايلي» القومية أن منطقة خدمات غسيل وكي الملابس وحدها سيعمل بها 40 طالبا يجيدون التحدث باللغات الأجنبية بطلاقة. وأضافت الصحيفة أن القرية ستضم 1200 عامل صيانة لضمان حل أي مشكلة في غضون ساعتين.

وتتكون شقق اللاعبين من 3 أو 4 غرف حول غرفة معيشة كبيرة، ما يمنح كل فرد مساحة تصل إلى 22.5 مترا مربعا، مقارنة بنسبة المساحة السكنية التي لا تزيد على 19.5 مترا مربعا لكل فرد من سكان بكين أو الـ16 مترا مربعا للفرد في القرية الأولمبية خلال أولمبياد أثينا العام 2004.

وبمجرد حصولهم على مفاتيح غرفهم، سيتمكن اللاعبون من فتح أبواب الغرف المزينة برسومات التنين الصينية العتيقة. كما سيرون زخارف خزفية تصور سيدات يرتدين الزي التقليدي لفترة حكم عائلة تانغ في المداخل.

وتستخدم القرية الأولمبية الألوان القديمة لأسوار بكين الطوبية الرمادية

اللون، والشرفات الحجرية البيضاء، وفوانيس إضاءة حمراء. وستضم القرية محال تجارية لبيع السلع التقليدية يدوية الصنع، ومساحة كبيرة للعروض الثقافية في ساحة المنطقة الدولية.

وقالت المسئولة بشركة «جيو آو» للتنمية الاستثمارية في بكين ليو رونغ والتي تعتبر المقاول الرئيسي في مشروع بناء القرية الأولمبية خلال زيارة حديثة لها بالقرية «إننا نسعى لتحقيق التناغم بين البنايات والبيئة».

وأكدت ليو أن جهات البناء استخدمت بشكل مكثف الطاقة القابلة للتجديد، ووسائل إعادة استخدام المياه وتكنولوجيا توفير الطاقة ومواد البناء الصديقة للبيئة ونظام إضاءة يعمل بالطاقة الشمسية.

وقالت: «إن نظامنا لإعادة تصنيع الموارد سيستغل المياه المستخدمة فعلا والطاقة الشمسية لتشغيل مكيفات الهواء وتوفير المياه الساخنة».

وأضافت ليو «من خلال هذا النظام سيتم توفير 5 ملايين كيلووات من الكهرباء سنويا».

وسيتم تشغيل نحو 500 حافلة نقل تعمل بالطاقة البديلة من وإلى القرية والملاعب الأولمبية، من بينها 20 سيارة «فولكس فاجن» تعمل بالهيدروجين وستكون مخصصة لكبار الشخصيات والمسئولين والصحافيين.

وبدأ البناء في القرية الأولمبية التي تصل مساحتها إلى 66 هكتارا في يونيو/حزيران 2005، فيما جاء افتتاحها الرسمي في 27 يوليو/تموز الماضي.

وستفتح القرية أبوابها من جديد لضيوفها الرياضيين في 30 أغسطس/ آب الجاري من أجل الأولمبياد الخاص.

وسيصبح الجزء الشمالي من القرية، الذي صمم ليكون منطقة للخدمات خلال فترة الأولمبياد، جزء من المتنزه الأولمبي الكبير فيما بعد. بينما بيعت الكثير من أماكن إقامة اللاعبين الرياضيين في جنوب القرية لتتحول لاحقا إلى منطقة تجارية.

وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية أن اللاعبين الرياضيين سيمنعون من إدخال أطعمتهم الخاصة إلى القرية لضمان سلامة الغذاء.

وستقسم قاعة العشاء الرئيسية إلى 4 مناطق لتقديم الأكلات الصينية والآسيوية والدولية والبحر متوسطية. وستتضمن قائمة الطعام مأكولات «حلال» ونباتية وقليلة السكر وهندية ومأكولات مباحة في الشريعة اليهودية، مع وجود بطاقات تتضمن مكونات والقيمة الغذائية لكل من هذه المأكولات. كما سترسل الحكومة الصينية رجال دين مسيحيين ومسلمين من منظماتها الدينية الحكومية لتقديم خدمات دينية بالقرية، وستوزع آلاف النسخ المجانية من الإنجيل باللغتين الإنجليزية والصينية.

وأوضح يو ديبين، أحد كبار المسئولين باللجنة المنظمة لأولمبياد بكين والذي يتولى الإشراف على القرية الأولمبية، في الشهر الماضي أن نحو 2700 من عمال الفنادق ونحو 5 آلاف طالب متطوع سيعملون في القرية خلال دورة الألعاب الأولمبية. وقال يو «إن احتياجات الضيوف الأجانب هي قلب جميع خدماتنا».

ووضع فريق العمل هذا أكثر من 20 مليون قطعة أساس وأجهزة ومعدات في القرية. وسيتم بيع الكثير من هذه الأشياء في مزاد بعد انتهاء الأولمبياد بما في ذلك الأثاث والساعات والأجهزة والمعدات الرياضية وحتى مصابيح الإضاءة.

وقال رئيس دار المزادات: «تشاينا بكين إكويتي إكستشينغ» المعتمدة لدى اللجنة المنظمة للأولمبياد شيونغ يان «إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المنظمون الأولمبيون على بيع التذكارات في المزاد». وأضاف «على حد علمي فإن هذا المزاد سيكون الأكبر من نوعه». وقد تكون من بين أثمن الأشياء التي ستباع بعد الأولمبياد، السرير الطويل لنجم كرة السلة الصيني العملاق ياو مينغ، هذا إذا لم تمنعه الإصابة من المشاركة بالأولمبياد.

وقال شيونغ: «من الواضح أن المنافسة في المزاد ستكون ملتهبة... فالناس ستتطلع للحصول على هذه التذكارات».

العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً