العدد 2172 - السبت 16 أغسطس 2008م الموافق 13 شعبان 1429هـ

المنامة... تحت رحمة المنازل الآيلة للسقوط

المنامة - محرر الشئون المحلية 

16 أغسطس 2008

تشهد العاصمة (المنامة) ارتفاعا ضخما في معدل الفقر تقدره بعض الإحصاءات غير الرسمية بنحو 25 في المئة من إجمالي السكان، وهو معدل مرتفع قياسا بقلة عدد سكان المنامة من البحرينيين خصوصا، ويتزامن ارتفاع منحنى الفقر في عاصمة البحرين مع كثرة انتشار المنازل الآيلة للسقوط التي أدت إلى هجرة عدد كبير من السكان إلى مدن و قرى أخرى مبتعدين عن مسقط رأسهم، أما القسم الآخر من سكنة هذه البيوت ظل جالسا فيها يصارع مرارة الحياة بداخلها منتظرا الفرج.

منزل أم زاهر هو أنموذج حي لذاك الواقع الأليم الذي تقبع فيه العاصمة، إذ يعد منزل أم زاهر أحد هذه المنازل التي تقع في وسط المنامة وتحيطه الكثير من البيوت المهجورة. وهو منزل غير صالح للعيش لأنه يشهد انتشار سيل كبير من النمل الأبيض الذي يشكل أخطر أنواع النمل إذ أقدم هذا النوع من النمل على مهاجمة المنزل ما أدى إلى تآكل جدرانه وأسقفه وطال الأمر حاجيات أفراده مثل الملابس الخاصة بهم والأطعمة وكتبهم المدرسية، إلى جانب الأضرار الصحية التي ألحقها بعائلة أم زاهر المكونة من سبعة أشخاص والتي تتمثل في إصابتهم بحساسية الجلد، فيما أصيبت أم زاهر بداء الربو جراء ذلك الوضع الصعب.

ولم يكتفِ هذا المنزل باحتضان النمل الأبيض بل اتسع لاستقبال عدد كبير من الفئران والسحالي التي راحت تنتشر في مختلف زوايا المنزل حتى شعر أصحاب المنزل بعدم صلاحية العيش فيه، ليصفوا حالهم بـ «الجحيم».

أم زاهر تحدثت بحرقة عن وضع منزلها، وأشارت إلى أنها قامت بترميم منزلها أكثر من أربع مرات ولكن من دون جدوى بسبب استمرار ظهور النمل الأبيض والقوارض الأخرى التي تعد السبب الرئيسي في تدمير المنزل، بحسب أم زاهر، كما ذكرت أن المأزق الأكبر الذي يربك عائلتها هو حلول فصل الشتاء، إذ يؤدي هطول الأمطار إلى حدوث تماس كهربائي في المنزل. الوضع الصعب الذي تعيشه أم زاهر لم يجبرها على المكوث في منزلها مكتوفة اليدين وهي تنظر إلى منزلها ينهار يوما بعد يوم، إذ بذلت كل ما بوسعها لإخراج عائلتها من هذا المأزق، فأول خطوات أم زاهر هي طلب مساعدة من وزارة الصحة للقضاء على النمل الأبيض في حين صرحت لها الوزارة بعدم وجود مبيد فعال لدى الوزارة يقضي على هذا النوع من النمل.

أم زاهر قدمت وثائق منزلها منذ العام 2005 من أجل ضمه في مشروع المنازل الآيلة للسقوط، ومازالت إلى هذا اليوم تنتظر الفرج على رغم مراجعتها المستمرة للجهات المعنية بالموضوع خصوصا رئيس مجلس بلدي العاصمة.

وهنا يمسك رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد بطرف الحديث ليعلق بالقول إن حالة منزل أم زاهر مسجلة لدى المجلس البلدي تحت رقم 222، كما قام المجلس البلدي برفع هذه الحالة إلى وزارة شئون البلديات والزراعة ضمن الدفعة الثالثة من مشروع المنازل الآيلة للسقوط وقد تم إعطاء هذا المنزل الأولوية لوضع التصاميم المناسبة له. وأكد ميلاد أن المجلس البلدي على اتصال مستمر مع هذه العائلة وأنه التقى بها عدة مرات، والمجلس البلدي ينتظر بعض الوثائق الناقصة التي لم ترفقها عائلة أم زاهر أثناء تقديمها للطلب والتي تعد ضرورية لاستكمال الطلب.

وأبدى ميلاد استعداده لبذل أقصى جهده في مراجعة الطلب وإنهائه في أسرع وقت بالإضافة إلى التعاون مع العائلة وتوجيههم إلى استكمال بقية الوثائق المطلوبة.

المنازل الآيلة للسقوط سمة بارزة في أحياء المنامة القديمة خصوصا في فريقي الفاضل والمخارقة، فالكثير من تلكم المنازل تنتظر دورها في قائمة الهدم وإعادة البناء. من جهته قال رئيس صندوق المنامة الخيري غازي المخرق أن الصندوق يتعاون بشكل كبير وجدي مع المجلس البلدي بشأن قضية المنازل الآيلة للسقوط، كما أن صندوق المنامة الخيري يعد حلقة الوصل بين عوائل هذه المنازل والمجلس البلدي. وأشار المخرق إلى جهود صندوق المنامة الخيري لخدمة الأسر الفقيرة والتي من أبرزها توفير راتب شهري لكل عائلة محتاجة تستلمه مع بداية كل شهر، بالإضافة إلى معالجة مرضى هذه الأسر في مستشفى البحرين التخصصي مع تقديم المعونات لهم في مختلف المناسبات مثل إمدادهم بالحقيبة المدرسية ومنحهم المعونة الرمضانية وغيرها من المساعدات التي لا يبخل بها الصندوق، بحسب تعبير المخرق. إلى ذلك، لفت المخرق إلى أن صندوق المنامة الخيري تقدم بطلب قطعة أرض من عاهل البلاد جلالة الملك لإقامة مشروع تجاري حيوي عليها يتمثل في بناء شقق سكنية ومحلات تجارية تساهم في إنعاش خزينة الصندوق المالية التي تؤدي بدورها إلى محو الفقر في المنامة، كما ناشد المخرق جلالة الملك بإصدار أوامره السامية لتسجيل ملكية الأرض التي طالبوا بها منذ فترة طويلة للصندوق الخيري.

العدد 2172 - السبت 16 أغسطس 2008م الموافق 13 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً