الجميل في الحياة بأسرها أنها تتجدد دائما. فالمجتمع في حالة حراك مستمر والناس في تغير آخذ في التتابع والحياة ككل تتغير في اللحظة الواحدة بكل ما فيها من أشكال ومفاهيم.

ولكن هل دائما التغير يصب في الجانب الإيجابي؟ وهل دائما يقودنا إلى المجد؟

إن المتتبع لحال شاشتنا الخليجية عموما والبحرينية خصوصا يرى أن شاشتنا البحرينية في السنوات الماضية كانت في كل عام عندما يهل علينا شهر البركة تطل علينا ببرامج هادفة ذات مبادئ أخلاقية سامية مثل: «فرجان لول»، و «البيت العود»، و «حزاوي الدار»، و «سعدون».

صحيح إنها كانت تحمل الطابع التراثي غير القابل للتجدد ولكنها عميقة في مفهومها وهادفة في كل ما ترمز إليه وتدور حوله. يكفي أنك حين تشاهد مثل هذه المسلسلات تستعذب طعم الحشمة والأدب والنقاء في ثوب امرأة مثلت فيه هذا الدور أو ذاك وقد كانت مسلسلات رائعة تفوح منها رائحة الأصالة.

ولكن لنتأمل حال شاشتنا هذه الأيام... قصص واهية لا تحمل أي لون من ملامحنا وأصالتنا... قصص مخلة بالآداب... وأحداث باتت تخلو من المبادئ والأهداف التربوية العالية... قصص كلها اغتصاب وعلاقات غرامية محرّمة وانفلات أخلاقي فاضح متمثل في التعري والتسكع في الشوارع والحانات حتى وقت متأخر من الليل ومن أمثلة ذلك مسلسلات: «ملاذ الطير»، و «عذاري»، و «لحظة ضعف»... إلخ.

بالإضافة إلى هبوط المستوى في رسم واقع حياتنا وإن كانت تلك المسلسلات لا تمت إلى الواقع بصلة إلا بالشيء اليسير ويمكن ما يثير الحزن والأسى أن جيل اليوم باتت تسيره المظاهر وخصوصا تلك المظاهر المتمثلة في كل ما يشاهدونه على الشاشة وأصبح التقليد هاجسهم وشغلهم الشاغل فهم يقلدون اللبس والشكل حتى السلوكات بغض النظر عن إذا ما كانت إيجابية أو سلبية وباتت تلك «التنانير» القصيرة هي لون شاشتنا وصبغتها الفاضحة في شهر أعزه الله بأن جعله من أفضل الشهور، على حين نحن نصوم على حديث شريف وآية قرآنية تملأ الشاشة تتحدث عن الشهر الفضيل ثم نفطر على أغانٍ هابطة ورقصات شبه عارية ودراما مثيرة للسخرية.

فهل هذا هو التجدد الذي نطمح إليه؟ أهذا هو الرقي والتقدم؟

إذا كانت الإجابة بلا فبالتأكيد لن نتجاهل أخطاءنا بعد الآن،

وإن كانت الإجابة بنعم فسلام على حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة.

نوال الحوطة