العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ

توجهٌ جديدٌ في السينما المصرية يفضح مافيا تجارة الأعضاء البشرية

انتشار جرائم سرقة الأعضاء البشرية إحدى الظواهر الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع المصري، تنبأت لها السينما المصرية مبكرا فقدمتها للمرة الأولى من خلال فيلم «إلحقونا» الذي قام ببطولته نور الشريف ومعالي زايد وفادية عبدالغني وعادل أدهم ليكون الفيلم بمثابة إنذار مبكر ودق لناقوس الخطر محذرا من انتشار هذه الظاهرة، إذ يحكي الفيلم قصة شاب بسيط يدخل المستشفى لإجراء جراحة بسيطة لكنه يكتشف سرقة كليته!

ولم يكن السبق الوحيد لهذا الفيلم في مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة فقط، فقد سجل سبقا آخر بظهور الرئيس محمد حسني مبارك لأول مرة في فيلم سينمائي من خلال صورته التي وقف أمامها البطل يشكو للرئيس ما جري له في إشارة إلى عظم هذه الجريمة البشعة.

ثم تابعت السينما المصرية فتح ملف جرائم سرقة الأعضاء البشرية من جديد، لتفتحه من خلال مجموعة من الأفلام بدأت بفيلم «الغابة» الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية، وناقش الفيلم الكثير من القضايا مثل الفقر وظاهرة أطفال الشوارع وزنا المحارم والشذوذ الجنسي وأيضا سرقة الأعضاء البشرية في سلسلة متشابكة من الحوادث، إذ اتخذ مخرجه أحمد عاطف من مشكلة أطفال الشوارع كخطوة للانطلاق نحو العديد من المشكلات الأخرى، وذلك عن طريق مشاركة بعض أطفال الشوارع الحقيقيين في تصوير العمل بجانب أبطال الفيلم الذي تدور حوادثه حول مجموعة من أطفال الشوارع الذين يتعرضون للذل والمهانة داخل المجتمع المصري نتيجة الفقر وانعدام المأوى؛ ما يضطر بعضهم إلى أن يلجأ لطرق غير مشروعة للكسب، مثل بيع المخدرات، وتجارة البانجو، وهو الدور الذي قام به الممثل أحمد عزمي في دور شاب يدعي «حموسة» إلى جانب عشيقته «جميلة» التي هربت من بيت للشارع وتتعرف إليه وتحمل سفاحا منه.

أما حنان مطاوع فتجسد شخصية «برشامه» تلك الفتاة اللقيطة التي دفعها الفقر للاعتماد على جمالها وقوامها الممشوق كوسيلة لكسب المال، من خلال بيع المتعة لطالبها (الدعارة) وفي دور «التوربيني» ذلك الشاب البلطجي قاطع الطريق الذي جسده الوجه الشاب باسم السمرة، فهو يخرج من السجن ويعتدي على كل من حوله للحصول على المال وهو دائما يحمل «شفرات» في فمه للدفاع عن نفسه وإرهاب الآخرين.

كما يتطرق مخرج الفيلم لقضية كبيرة، مسكوت عنها في المجتمع المصري وهي زنا المحارم من خلال قصة فتاة يغتصبها والدها، لتنقلب حياتها بسبب هذا الاعتداء رأسا على عقب، فتنتقم منه وتقتله بالاشتراك مع عائلتها وتفر هاربة معهم للشارع ويشاء القدر أن تتعرض هذه الأسرة لسرقة أعضائهم على يد تجار بيع الأعضاء بمقابل مادي.

فيلم «الغرفة 707» تأليف سميرة محسن وإخراج إيهاب راضي وبطولة مجدي إمام ورولا سعد التي تخوض تجربة السينما لأول مرة وسامي العدل وراندا البحيري. ويتطرق الفيلم للظاهرة بشكل أكثر قوة وحدة، من خلال شخصية «نادية» التي تجسدها راندا البحيري التي تحب البطل «مجدي كامل»، إلا أنه لا يلتفت إليها لانشغاله بحب «هالة» رولا سعد وعلى رغم تعاسة نادية فإن القدر يصر على أن يضيف إلى شقائها مزيدا من الآلام فتصاب أمها بالقلب وتدخل المستشفى لإجراء جراحة، وعلى رغم نجاح الجراحة إلا أنها تموت لتكتشف نادية وفاة عدة حالات أخرى من دون أسباب واضحة، وتتضح الحقيقة بالصدفة إذ تعلم أن المستشفى الذي من المفترض أنه يقوم بتخفيف آلام المرضى يقوم بسرقة أعضائهم لبيعها بمبالغ باهظة للمرضى الأثرياء.

وننتقل إلى «البصمة» وهو عنوان الفيلم الجديد الذي يستعد المطرب خالد سليم لبطولته مع تامر هجرس ونيكول سابا ومنة فضالي، قصة إبراهيم حامد ومحمود حامد وإخراج عثمان أبو لبن. وتدور حوادث الفيلم حول اثنين من الضباط اللذين يعملان في ملف تجارة الأعضاء البشرية وتصاب ابنة أحدهما بالقلب وتتعرض لسرقة كليتها أثناء العملية.

ومن عالم الضباط والأكشن والإثارة ننتقل إلى عالم «الموديلز»، وهو اسم الفيلم الجديد الذي كتبه صلاح رحيم الذي سيقوم بإنتاجه أيضا ويخرجه حاتم موسى ومرشح لبطولته الفيلم خالد صالح وجومانا مراد. وتدور حوادثه حول مجموعة من فتيات «الموديلز» اللاتي يتخذن من هذا المجال ستارا للعمل بالدعارة، ويترددن على أحد أطباء أمراض النساء للعلاج من الأمراض الجنسية التي تصيبهن إلا أن الطبيب يستغل خوفهن من افتضاح أمرهن لسرقة أعضائهن وبيعها بمبالغ كبيرة. ويبدو أن هذه الأفلام لن تكون الأخيرة التي تناقش هذه الظاهرة الخطيرة بعد أن انتشرت في المجتمع بشكل خطير.

العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً