العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ

الشباب بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لله درّك يا سلمان بن حمد، عندما وجّهتَ وزارة الداخلية لإشغال الشباب في الإجازة الصيفية، وأقررت مشروع «شباب المستقبل»، الذي ستعزّز من خلاله المواطنة والولاء للقيادة، وستغرس الهوية الإسلامية والعربية البحرينية، وروح الانتماء لدى الشباب، وغيرها من أهداف تنصّب في بوتقة شباب البحرين.

وقد بدأها الماجد وزير التربية والتعليم، عندما أعلنَ استعداده التام لاحتواء مشروع توظيف الشباب وأشغالهم بما هو مفيد في العطلة الصيفية، ومشروع «التلمذة المهنية» الذي لا يتوقّف بيت بحريني إلا ويتكلّم عنه؛ لأنه في النهاية لأبناء البحرين، ولم يتوقّف وزير التربية والتعليم كذلك عند هذا الحد، بل وجدناه يدأب كل يوم لتحقيق هذا الأمل.

ومشت على الخطى الخليفية بنت البحرين وزيرة الثقافة والإعلام، عندما وظّفت طلبة الجامعات - سواء البحرين أو الجامعات الخاصة - في مشروعها المتلألئ «تاء الشباب»، وحفّزت على دعم الشباب في إخراج طاقاتهم وإبداعاتهم.

ومن هذا المنطلق، فإننا نسعى دوما إلى تحقيق أنسب البيئات التي ستحتوي شبابنا، وستساعدهم على استثمار طاقاتهم، واستخراج إبداعتهم، حتى تتكوّن لنا في النهاية حصيلة من فئات المجتمع المستقبلية، التي تبعد عن طأفنة القضايا، لتحوّل المجتمع البحريني إلى مجتمع متجانس، كما عهدناه في السابق.

إذ باعتقادنا أنَّ نجاح هذه المشاريع لا يتأتّى إلا من خلال الشراكة المجتمعية، التي تمتزج فيها مؤسسات الدولة مع القطاع الخاص، بصورة مكثّفة أكثر مما هي موجودة في أرض الواقع.

ولنقل الصورة تماما، وبعد أن قام الماجد بمَد يده لمشاركة مؤسسات الدولة الحكومية، ووسّع النطاق إلى الشركات الخاصة لاحتواء الشباب في العطلة الصيفية، فإننا نحث القطاع الخاص في هذا المنبر إلى مد الأيادي، وتشابكها مع وزير التربية والتعليم، لمساعدة شبابنا إلى الصالح العام، عن طريق العمل أثناء العطلة الصيفية، أو التدريب بمبلغ رمزي، يستفيد منه طلبتنا، ويستفيد منه القطاع العام والخاص.

ولكن أين هي تلك المؤسسات الخاصة التي ستبذل جهدا لتحقيق هذا الأمل؟ وأين هي تلك الشركة التي ستضع يدها بيد مؤسسات الدولة وعلى رأسهم وزارة التربية والتعليم لمساعدة الشباب وتوظيفهم؟ وهل سترصد الحكومة بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين» جوائز قيمة لتحفيز الشركات الخاصة؟

إن الاهتمام بفكر الشباب وطاقاتهم، سيجعل من هذا المشروع هدفا قويا لا شائك له، وسيمنح أبناءنا الوعي اللازم الذي نريد أن نبثّه فيهم، فهم مَرِهون إلى ما نريد أن نزرع فيهم من فكر سليم، يؤدي بنا إلى نمو المجتمع، بدل ما يجرّعه البعض من فكر غامض حاقد، يجعله ضد المجتمع.

وباعتقادنا أنَّ الإصرار على هذه المشاريع، سيحصّن أبناءنا كذلك ضد آفات الجريمة والجرائم المستحدثة والانحراف، وسيعطيهم نوعا من الانضباط والاعتماد على النفس، والتعاون من أجل الآخرين.

ويا ليتنا نستفيد من أخطائنا، ونبدأ من جديد، فنغذّي الأجيال القادمة، بفكر نظيف بعيد عن الطائفية، وبعيد كذلك عن الأحقاد والدسائس، ولنجعل الشراكة المجتمعية بين فئات الدولة، هي الوسيلة التي سنحقق من خلالها تلك الأهداف

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2501 - السبت 11 يوليو 2009م الموافق 18 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً