العدد 39 - الإثنين 14 أكتوبر 2002م الموافق 07 شعبان 1423هـ

بالي: حقبة جديدة مرعبة تنتظر حلفاء أميركا

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

ما حدث في جزيرة بالي الاندونيسية... جعل الكل يرغب في معرفة من خطط إلى هذه التفجيرات وكيف قام المنفذون بتخطيط المجزرة. ولكن لم يرغب أحد في الحديث عن الدوافع - لا رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد، ولا نظيره البريطاني بلير او وزير خارجيته جاك سترو. طبعا كانت كلمة «الارهاب» هي الكلمة الأهم (والأدق أيضا)، والتي استخدمت للتغطية على أي نقاش جاد حول ما يختبئ وراء الحدث. الضحايا الأساسيون كانوا من الاستراليين، ولابد ان من أقدم على قتلهم كان يعرف ذلك. فلماذا تم استهدافهم؟ وما هو الطرف التالي المستهدف؟

لقد كان جون هوارد من بين أقوى داعمي الرئيس بوش واستراليا التحقت بـ «الحرب ضد الارهاب» خلال 24 ساعة من الهجمات على نيويورك وواشنطن السنة الماضية. والأبرز من ذلك هو المشاركة العسكرية الاسترالية في المغامرة الاميركية في أفغانسان. كما ان القوات الاسترالية الخاصة عملت ضد القاعدة في جبال افغانستان الى جانب الجنود الاميركيين. فمن المعقول ان يكون العمل العسكري يوم السبت الماضي ضربة مرتجعة من القاعدة.

الفرنسيون دفعوا ثمن دعمهم لبوش فعلا. فبعد مقتل الفنيين الفرنسيين الاحد عشر في كراتشي، هوجمت ناقلة النفط الفرنسية ليمبور قرابة السواحل اليمنية.

ويبدو الآن ان الدور حان على أستراليا. فإذا كانت المجموعة التي وضعت القنابل في «بالي» هي إحدى الحركات الإسلامية فإن اختيار الهدف كان مألوفا: نادٍ ليلي، وهو مكان يرتبط في ذهنية الإسلاميين الاتقياء بالجنس والكحول والانحراف الأخلاقي - وهو الهدف نفسه الذي وجه له الفلسطينيون ضرباتهم في إسرائيل. وإذا ثار ملايين المسلمين على مذبحة بالي، فإن القلة ستصادق على النوادي الليلية وحانات الرقص.

طبعا، كانت الأرض الاسترالية هدفا أصعب منالا على القاعدة، ولكن جزيرة في بحر من المسلمين - معروف بأنها تعمل كالمغناطيس للاستراليين - كان أسهل بكثير. والضحايا كانوا في غالبيتهم من الشباب، رجالا ونساء، مثلهم مثل الآف الابرياء الذين قتلوا في مركز التجارة العالمي. والمدنيون ليس لهم في هذه الحرب «ناقة ولا جمل»، سواء كانوا مستثمرين في نيويورك، او عوائل من الافغان، او شبانا استراليين يقضون شهر العسل في بالي.

والسؤال: ما هو الهدف التالي؟ وهل جاء دور بريطانيا؟ وهل الانجليز على خط الخطر؟ واحسرتاه! فهم مبعثرون في ارجاء المعمورة، في السفارات، منتشرون في الاجازات، وموجودون على كل خطوط الطيران، وفي الكثير من الاحيان هم يقودون الطائرات، وداخلون في كل تجارة. ودعمنا للولايات المتحدة يجعلنا - نحن البريطانيين - طرفا مستهدفا بعد الولايات المتحدة نفسها. ثم هناك الدول الصغيرة الاكثر هشاشة: بلجيكا التي تحتضن مقر الناتو، وكندا التي تعمل قواتها الخاصة إلى جانب الاميركيين في افغانستان، وايرلندا التي تسمح للطائرات العسكرية الاميركية بالهبوط والتزود بالوقود، حيث حطت 15 طائرة حربية في شانون للتزود بالوقود في الشهرين الذين سبق قصف افغانستان السنة الماضية، وتؤكد حادثة بالي ان السنة الماضية كانت كفيلة ان تعلّمنا الدرس: ان الابرياء لم يعودوا يحموننا، واننا نعيش - سواء عرفنا ذلك ام لا - في حقبة جديدة رهيبة

العدد 39 - الإثنين 14 أكتوبر 2002م الموافق 07 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً