العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ

الدراما التاريخية...»المنصور» مثلا

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن أن ننكر الشغف الذي ينتاب المشاهد العربي في مشاهدته ومتابعته لبعض الأعمال الدرامية التاريخية التي تعرضها شاشات الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك. هذا الشغف الذي يشجع البعض ويدفعهم إلى فتح الكتب وقراءة فصول طويلة لحقب تاريخية، استطاعت أجزاء منها أن تغير مجرى حياة العرب والمسلمين من المشرق إلى المغرب، بل وتركت تبعات هذه الأحداث والمتغيرات أثارا وترسبات مازال بعضا منها يلامس الواقع المعاش.

ولعل مسلسل «أبو جعفر المنصور» استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الدرامية من حيث دقة الأداء وسرد التفاصيل التاريخية الذي عرض حقبة هامة من تاريخ العرب وصراعهم المتمثل في اخذ السلطة وتفعيل التميز والاضطهاد إلى نشر العقيدة.

البعض من النقاد يكرر انه لا يمكن للدراما أن تؤرخ التاريخ ولا يمكنها أن تقول مثلما ما تقوله صفحات الكتب التاريخية، لكن مثل هذه الأعمال التاريخية لاسيما أبناء الرشيد والحجاج وملوك الطوائف وربيع قرطبة وأخيرا أبو جعفر المنصور أثبتت عكس هذا الكلام لأنها استطاعت أن تنجح في نقل صورة درامية دقيقة للمادة التاريخية وحتى بالنسبة لسيناريو الحوار والأداء الدرامي الأقرب للأداء المسرحي.

ورغم قيمة عمل «أبو جعفر المنصور»، إلا ان المسلسل افتقد إلى ضبط هندسة الصوت، فكان صوت الممثلين في الكثير من المشاهد منخفضا أو غير واضح ويحتاج من المشاهد أن يرفع أزرار صوت التلفزيون ليتسنى له فهم ومتابعة هذا المسلسل الذي يحتاج إلى تركيز ومتابعة فاحصة وهي ذات الملاحظة كانت تكررت على مسلسل «أبناء الرشيد» الذي عرض في رمضان الماضي.

لقد حاز «أبو جعفر المنصور» حتى الآن على المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي، مسجلا بذلك إشارة إضافية الى المكانة المتميزة التي باتت تحتلها الدراما الأردنية بعد السورية، أما المصرية فقد ولى زمنها للأسف.

وبحسب الاستطلاع الذي شمل عينة واسعة من المواطنين والمقيمين العرب في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد تصدر «أبو جعفر المنصور» أعلى نسبة للمتابعة الجماهيرية بحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة «الإمارات» على حساب تراجع الجزء الثالث من المسلسل السوري «باب الحارة» إلى الترتيب الرابع في نسبة المشاهدة، على رغم تمتعه برصيد سابق من النجاح... وهو ما يؤكد أيضا أن المسلسلات التاريخية ممكن أن تعبر ما يدور في الشارع العربي على اعتبار أنها تنقل رسائل كثيرة إلى الحاكم والمحكوم، لان التاريخ بدوره يعيد نفسه مهما اختلف الزمان والمكان.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً