العدد 2219 - الخميس 02 أكتوبر 2008م الموافق 01 شوال 1429هـ

القرآن الكريم كعلاج

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

قام طبيب النفس السريري عوفر غروسبارد مع طلابه بجامعة حيفا بتبويب مجموعة من النصائح والإرشادات من آيات قرآنية كريمة لتنشئة الأطفال. تحدث الصحافي هشام العدم مع المحاضر الإسرائيلي عن علم أصول التدريس العملي في الكتاب الكريم.

*كيف اهتديت إلى فكرة مشروع قرآن نت Quranet؟

- تعود فكرة هذا المشروع إلى إحدى طالباتي البدويات واسمها بشرى. ففي العام الماضي حضرت مجموعة من 15 طالبة بدوية في الدراسات العليا يدرسن الإرشاد التربوي مساقا أقدمه في علم النفس التنموي. وفي أحد الأيام أتت بشرى إليَّ وقالت «هل يمكنني أن أتكلم بكل صراحة؟ ما تدرسّه لن يساعدنا في أي شيء».

أضافت بشرى أنها عندما تصبح مرشدة تربوية، قد يأتي إليها أب أو أُم ويقولون «لقد سيطر الجن على طفلي» أو شيء مشابه، هل تعتقد أن ما علمتنا إياه سيساعدهم في أي شيء وقتها؟».

«ما الذي يمكن أن يساعدكم؟» سألتها. أجابت: «القرآن الكريم». وقد ذكرت أنه يمكن في المضمون الصحيح أن يكون لآية قرآنية وقع كبير على المسلمين.

أحضرْتُ نسخة من القرآن الكريم إلى الحصة التالية وقمت بتقسيم الفصول والسور بين الفتيات وطلبت منهن تحديد الآيات التربوية والعلاجية. هناك الكثير من هذه الآيات في القرآن الكريم، تحث الأفراد على أخذ زمام المسئولية وتعلُّم الحقيقة واحترام الآخرين... إلخ.

طلبت منهن كذلك كتابة رسالة مختصرة من الحياة اليومية لكل سورة تشرح كيف يمكن لوالد أو والدة أو معلم أن يستخدم الآية الكريمة لنقل رسالة إلى الطفل. جمعنا معا أكثر من 300 قصة، وقمت بإضافة تفسير مبسط مختصر من وجهة نظر الإرشاد النفسي التربوي لكل قصة. وهكذا ولد مشروع «قرآن نت».

*كيف يؤدي برنامج قرآن نت وظيفته على وجه التحديد؟

- يختار المستخدِم قضية محددة من قائمة المحتويات ويتسلم الآية القرآنية ذات العلاقة. يستطيع دراسة وصف مختصر لحدث يقع كل يوم يشرح كيف يمكن استخدام الحدث لنقل رسالة. وتختتم الجلسة بتفسير نفسي تربوي مختصر للعملية.

*ما هي الأهداف الرئيسية لـ «قرآن نت»؟

- يحوِّل «قرآن نت» القرآن الكريم إلى أداة تربوية فريدة للوالدين والمعلمين، ويسخِّر القوة المفيدة للقرآن لتصبح متوافرة بشكل أوسع. يكشف البرنامج جمال القرآن الكريم واحترامه للكرامة الإنسانية ويوفر ردا له صداه على هؤلاء الذين يستغلون القرآن الكريم لتبرير الإرهاب.

*ماذا تعني بالضبط باستخدام القرآن «كأداة تربوية»، وخاصة في مجال محاربة التطرف الإسلامي الأصولي؟

- أنا يهودي، وعلى رغم أني أعلم طلابي علم النفس فإنهم علموني القرآن الذي لم أكن أعرفه من قبل. جعلوني أرى جماله والأسلوب الذي يتعامل به مع العلاقات الإنسانية. جوهر القرآن الكريم في الحقيقة هو العلاقات الإنسانية، والكرامة الإنسانية، عكس الإرهاب. لقد استخدمناه لنُري الأهالي والمعلمين ما يعنيه الحب في القرآن.

*هل تتعاون مع علماء الدين المسلمين؟

- على رغم أننا عملنا مع المادة فإننا لم نتعاون مع شيوخ أو أئمة. لسنا سوى تربويين وأود أن أؤكد ذلك بكل قوة. لا يتظاهر الطلبة بأنهم مفسرون للقرآن الكريم. يريدون فقط أن يأتوا بالقرآن إلى الطفل والأسرة. فالأب الذي يقرأ القرآن لولده لا يعتبر مفسِّرا له بشكل آلي. الاستشهاد بعبارة من القرآن للطفل - مثلا أنه يتوجب على المرء قول الحقيقة - لا يجعل منك مفسِّرا للقرآن.

أؤكد ذلك، لأننا تسلمنا الكثير من الردود من العالم العربي تتكلم عن مؤامرة والافتراض بأننا نفسِّر القرآن من دون قراءة مواده فعلا، لأن الكتاب بالعبرية وهم لم يروا سوى موقع الإنترنت. بعد أن أنهينا عملنا عرضناه على شيوخ معروفين في «إسرائيل» وإنجلترا والهند وحصلنا على تغذية راجعة ممتازة.

لقد تسبب المشروع بالكثير من الخوف والترقب بين أوساط المسلمين داخل «إسرائيل» وخارجها، وهم يعتبرونها دعاية سياسية إسرائيلية وأسلوبا لاستخدام القرآن بشكل يناسب مصالح «إسرائيل».

أولا، أتت المبادرة من طالبات بدويات قمن بمعظم العمل تحت إرشادي، ولم يكن للأمر أي رابط مع دولة «إسرائيل». أعرف أنه في الدول غير الديمقراطية، قد يكون من الصعب على الناس أن يؤمنوا أنه ليس كل شيء سياسي وتفرضه الحكومة.

صحيح أن دولة «إسرائيل» فخورة بهذا المشروع الذي يعرض جمال القرآن، لماذا لا؟ يؤمن المسلمون كذلك أن القرآن الكريم أنزل لجميع الإنسانية. هل يُمنع أن أدرسه أنا كيهودي مثلا؟ أود أن أشجع كل من يشعر بذلك أن يقرأ المادة وأن يقدم حكما صادقا. وقتها يكون لهم الجواب الصحيح. هذا المشروع ناتج عن الحب وليس المؤامرة.

*هل تؤمن أن باستطاعة مشروعك أن يبني جسرا بين العالم المسلم والغرب؟

- القرآن الكريم بالنسبة إلى المسلمين جسر بين المسلمين وأسلوب التفكير الغربي. قد يكتشف غير المسلمين جمال القرآن الكريم. هذا في الواقع ما حصل لي. قام القرآن ببناء جسر جميل من الحب بيني وبين طلابي. لقد أروني جمال ثقافتهم وهو أمر لن أنساه أبدا.

* صحافي مستقل، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2219 - الخميس 02 أكتوبر 2008م الموافق 01 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً