العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ

النجومية صنعة تعطي وتأخذ

فيما تحرم الكثيرين من أنفسهم

يجنون سنويا الملايين، تلاحقهم عيون معجبيهم في كل مكان، في الأماكن العامة، على صفحات المجلات والصحف، ضمن برامج التلفزيون، ويتحولون مع مرور الأيام لرموزٍ في الموضة والجمال، ويحتذي الشبان بأرائهم ومواقفهم في كثير من القضايا.

إنهم بكل بساطة نجوم الفن، ممثلون ومغنون وعارض أزياء، وكل من له القدرة على الظهور بحلة براقة فاتنة بشكل مستمر على شاشات التفزيون.

الميزات التي يحصل عليها النجوم جعلت من مهنة التمثيل والغناء مثلا، هدفا للكثير من الشباب الباحثين عن مكان في هذه الدنيا يحقق لهم أحلامهم، المقتبسة غالبيتها من مشاهدة الأفلام على شاشة التلفزيون. ومن هنا لا يفلت هؤلاء الشباب فرصة لكي يصلوا للنجومية حتى لوكلفهم هذا خصوصياتهم وعلاقاتهم مع أقرب المقربين لهم، أو حتى لو كلفهم الأمر تقديرهم واحترامهم أمام الأخرين.

ولعل برامج البحث عن النجوم والموهبين، والتي بدأت تتكاثر كالنار في الهشيم على شاشات الفضائيات العربية، وفرت أحد أنسب الطرق لهذه الفئة، فمقابل التعدي عليها برضاهم، ستقدم هذه البرامج لك احتمال أن تصبح نجما شهيرا تكسب الملايين، وقد تمتلك طائرة خاصة مع الزمن، غير أن احتمال وصولك لأول خطوة في النجومية قد لا يتعدى الواحد من عدة آلاف.

مع ملاحظة أنك لن تحتاج لدخول معهد لتعلم الفن لعدة سنوات، ولن تشقى في محاولة التقرب والتعلم من مشكلات الناس لتعرف كيف تعبر عن مشاعرهم وعواطفهم، عند تجسيد حالاتهم فيما لو كنت ممثلا، عدى عن كون مجرد الظهور في البرنامج سيضمن بعض الشهرة لشهر أو شهرين على أقل تقدير.

وعلى رغم أن برامج البحث عن النجوم والمواهب تعتبر من أكثر البرامج تعرض للانتقاد خصوصا عند تحولها لبرامج (تلفزيون الواقع)، فإن ما يسمى بصناعة النجوم هو أمر يتطلب شيئا من هذه الخطوة التي نراها عبر هذه البرامج، بالبحث ما بين الألوف المؤلفة للوقوع على شخص أو شخصين أو ثلاث يمتلكون المقومات الأساسية لموهبة واعدة إن صقلت، غير أن النجومية بالنسبة لهذه المجموعة من المحظوظين، لن تنتهي معانات الوصول إليها بعد أول أو ثاني ظهور على الشاشات، فالفنان هنا يدخل في دورة كاملة ليصنع منه في النهاية نجم قابل للبقاء على الساحة الفنية لمدة معقولة (تتجاوز السنة على أقل تقدير).

من أبرز معالم المرحلة الأولى كما نرى عند غالبية الفنانين، أنهم يظهرون في هيئة ستثير الانتقادات والسخرية فيما بعد، أي بعد مرور عدة سنوات، فكثيرا ما نرى صورا قديمة لفنانين ونجوم، وقد طرأ الكثير من التغير على ملامحهم، جراء جراحات التجميل ومرور الزمن عليهم، وتغير حالهم من حال إلى حال، وبهذا يكون الظهور الأول غالبا متواضع الهيئة أو يفتقد للمقومات التي تصنع الصورة المثالية الخالية من العيوب، والتي تحاكي الكمال.

مع تطور خبرات النجم في مجاله وتقدمة نحو حضور أقوى على الشاشات وما بين منافسيه في مجال نجوميته، سيكون عليه تعلم مهارات الظهور العام من هيئة وتعامل وقوة شخصية، فهذه الأمور ستجذب له النجومية في المقابلات والحوارات.

وقد تتطلب النجومية فضيحة أو فضيحتين لتضمن للنجم زيادة عدد المرات التي يذكر فيها اسمه في صفحات المجلات وموقع الانترنت.

وقد لا تبقى رحلة السعي للشهرة من الشخصية الحقيقية لفنان إلا أطلالا، فالشكل تغير والصوت تغير، وطريقة التعاطي مع الأمور والمواقف بظاهرها تغيرت، وهنا تكون النجومية قد أخذت بقدر ما أعطت. ما لم يكن أكثر مما أعطت.

وإذا ما توافرت الموهبة الواعدة، والفرصة السانحة، المقومات الأساسية لصورة تُحسن فتبدوا كاملة، فإن فرص هذا الفنان للبقاء ستكون واعدة، لكن لا أحد يضمن له الاستمرار لمدة تطول كما كان وضع الفنانين سابقا، لأن الوجبات الفنية الآن باتت سريعة مثل وجبات الطعام السريعة تحضر على عجل ويراعى حسن مظهرها الخارجي، وهكذا هي الساحة الفنية اليوم مليئة بالمحضر على عجل، والذي تبدأ نجوميته بالبهتان مع أول مقابلة له مع مذيع متحدث خبيث يكشف فيها بعده كل البعد عن الصقل الذي يصنع منه نجما

العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً