العدد 2502 - الأحد 12 يوليو 2009م الموافق 19 رجب 1430هـ

مصادر معرفة علماء بربورة وتراثهم الثقافي:

مما ذكرنا في سياق بحثنا عن التاريخ الثقافي لعلماء بربورة وتطور خطوات الكشف عن بعض جوانبه تمكننا أن نكون قد حددنا عددا من المصادر الأساسية من كتب التراجم عند الإمامية، وتم بواسطتها التعرف على عدد من علماء «بربورة » وجوانب من تراثهم الثقافي والديني الذين بلغوا عشرة عاش بعضهم في الخارج لأسباب ليست واضحة إلينا، ويمكننا الآن حصر هذه المصادر كما يأتي :

-1 المواقع الإلكترونية كموقع مؤسسة كاشف الغطاء لإحياء التراث الإسلامي في النجف الأشرف.

-2 كتب مصادر الإمامية في تراجم الرجال وسيرتهم الذاتية مثل كتاب (موسوعة طبقات الفقهاء، ج 12، وكتابي الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة، ج 6 المسمى الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة، وأعيان الشيعة، الجزء العاشر).

-3 مخطوطات علماء بربورة كرسالة الشيخ ناصر بن عبد الله بن ناصر البربوري في فقه الحج، ومخطوطة الشيخ علي بن عبد الله بن الشيخ حسين البربوري الأوالي البحراني في وفاة النبي يحي بن زكريا.

-4 النساخون للكتب المخطوطة باليد كالحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد النويدري البحراني الذي حفظ لنا بعمله هذا أحد الأنشطة الثقافية لعالم من علماء بربورة هي مخطوطة وفاة النبي يحي بن زكريا.

-5 مقابلات بعض الباحثين من الشخصيات التي تهتم بالتراث الثقافي لعلماء البحرين.


المصادر نوعان... أولية وثانوية :

تحسب الآثار الثقافية لعلماء بربورة كإنجازات واقعية من خلال ما تركوه من المخطوطات التي وقع بعضها في أيدينا، ولانزال نبحث عن غيرها، والزمن كفيل بتحقيق هذه الأمنية، وقد شكلت بعض جوانب تراثهم الثقافي، واعتبرت كأحد المصادر التي تم بواسطتها العلم مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بهذا التراث حتى لو كانت المعرفة في بعض جوانبه جزئية وضئيلة.

وبالاجمال يمكن الاستفادة - مما تقدم - في تأكيد أن مصادر تعرفنا على علماء بربورة وتراثهم الثقافي تنقسم إلى نوعين أساسيين:


-1 مصادر أولية :

وهي ما تسمى بالمصادر الأصيلة كالكتب والمخطوطات التي صنفها علماء بربورة أنفسهم، ومن أمثلة ذلك مخطوطة الشيخ ناصر بن عبد الله بن ناصر البربوري البحراني في «فقه الحج » وأحكامه، وهي كما عرفنا مخطوطة أصلية بخط المؤلف نفسه التي كانت محفوظة في مؤسسة كاشف الغطاء لإحياء التراث الإسلامي بالنجف الأشرف، وكذلك مخطوطة الشيخ علي بن عبد الله بن حسين بن أحمد بن جعفر البربوري الأوالي البحراني في «وفاة النبي يحي بن زكريا »، وقد نسخها (سنة 1338هـ1920 م) المرحوم الحاج حبيب بن يوسف بن الحاج أحمد بن الشيخ يوسف النويدري البحراني، وكذلك مخطوطات أخرى نحن على علم بوجودها، لكننا لم نطلع عليها بأعيننا، فاضطررنا إلى الإشارة لها فحسب.


-2 مصادر ثانوية :

وهي أقل اعتبارا من سابقتها، لكنها ذات قيمة في إحياء التراث الثقافي لعلماء بربورة وتحديد هويتهم، ومن قبيل ذلك ما كتبه علماء التراجم الإمامية عن علماء بربورة في مصادرهم حتى بمادة معرفية محدودة وغير مستفيضة مثل كتابي الطهراني» الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة، ج6 المسمى بـ « الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة »، وأيضا كتاب «موسوعة طبقات الفقهاء / ج 12 »، وكذلك البحوث والمقالات التي كتبها المتأخرون من الباحثين عن بربورة وتراثها الثقافي، ويعتبر الجدول التالي خير مثال على هذا النوع من مصادر البحث عن التراث الثقافي لعلماء بربورة، ولولا هذه المصادر لكان بعض هذا التراث في ظرف صعب أشد مما هو عليه الآن.


المصادر والأسر العلمية البربورية :

تعتبر كتب «التراجم » إحدى آليات التعرف على التاريخ الثقافي لعلماء الإسلام وأعلام الثقافة الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي، ومع أن هذه المصادر قد تمكننا في بعض الأحيان من تحقيق أهدافنا في معرفة جوانب هذا التاريخ إلاَّ أن الباحثين قد يخفقون في الاستفادة منها في الحصول على معرفة جزئية حتى لو كانت حيوية لأن الذين يكتبون هذه التراجم هم في النهاية بشر يعتريهم النقص ويلازمهم القصور، ويفوتهم العلم ببعض الأمور، فلا يجدون ضالتهم في هذه المصادر مع دورها الكبير كآلية تكوين معرفي وثقافي في رصد جوانب من الحركة الثقافية لهؤلاء العلماء، ولهذا يتجه الباحثون إلى استخدام هذه المصادر عسى أن تفيدهم في تحقيق أهدافهم العلمية.

ومن خلال التأمل في المعلومات التي قدمتها كتب التراجم وما وجدناه من المخطوطات والمقالات عن علماء بربورة تبين لنا انتساب غالبية علماء بربورة في مصادر التراجم إلى أسرتين علميتين إحداهما سكنت البحرين ولم تغادر ديار وطنها، وظلت تمارس وظائفها الثقافية والروحية بين أبناء الوطن، بينما اضطرت العائلة أو الأسرة العلمية الأخرى الهجرة إلى خارج البلاد لظروف نجهلها، حيث نزلت بمدينة شاهجهان بالهند كما أشارت كتب التراجم المشار إليها في هذا البحث.

والأسرتان بحسب ما تعرفنا عليه في مصادر الإمامية التي أشارت إليهما هما:

1 - الأسرة العلمية التي عاشت داخل البلد مكونة من الشيخ حسين بن أحمد بن جعفر البربوري الذي وصفه صاحب » الذريعة» بأنه »شيخ»، ولا تطلق هذه التسمية إلاَّ على عالم دين، وللشيخ حسين ابن هو الشيخ عبدالله صاحب الإجازة من شيخه المقابي، وللأخير كما يرجح البعض ابنان هما الشيخ أحمد بن عبدالله بن الشيخ حسين البربوري البحراني كما ذهب إلى ذلك صاحب مقال »علماء بربورة الحبيبة» المسمى خادم تراب المؤمنين (انظر الملحق الخامس من الحلقة الثامنة)، وللشيخ أحمد شقيقه الأصغر، والله أعلم، هو الشيخ علي بن عبدالله بن حسين بن أحمد بن جعفر الأوالي البربوري البحراني كما وصف نفسه في مخطوطته عن مصرع النبي يحي بن زكريا عليهما السلام.

2 - والأسرة العلمية نزيل شاهجهان بالهند مكونة من سبعة علماء، يأتي المقدس الشيخ علي بن جعفر الربعي البربوري البحراني عميدا للعائلة التي هاجرت إلى الهند، وللشيخ علي ثلاثة أبناء علماء دين هم الشيخ يوسف الربعي وأخواه أحمد وسليمان، وقد وصف بعض المشتغلين بالتراجم علماء من هذه الأسرة كالشيخ يوسف بن علي بن جعفر الربعي البربوري البحراني بأنه «فقيه ومحدث وفاضل»، والأسماء الأخرى لأفرادها وعلمائها هم (الشيخ ناصر بن أحمد بن علي بن جعفر الربعي البربوري، والشيخ عبدالله بن ناصر بن أحمد بن علي بن جعفر الربعي البربوري، والشيخ ناصر بن عبد الله بن ناصر البربوري البحراني) وهم جميعا من أسرة الربعي.


ما قيل عن علماء بربورة في بعض كتب التراجم:

كان من الأفضل وضع نصوص التراجم القصيرة التي كتبها بعض علماء التراجم

العدد 2502 - الأحد 12 يوليو 2009م الموافق 19 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً