العدد 2507 - الجمعة 17 يوليو 2009م الموافق 24 رجب 1430هـ

«اليوغور» وإعادة هندسة المجتمع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

حملت لنا الأيام القليلة الماضية أنباء مفاجئة من منطقة «شينجيانغ» الصينية -عاصمتها اورومتشي- عندما تحدثت وسائل إعلام عن قتل نحو مئتي شخص في أحداث شغب مفاجئ انفجر بين «اليوغور» وهم مسلمون يقطنون إقليم «شينجيانغ» الصيني، وهؤلاء اشتكوا منذ سنوات من سياسة تبدو «رسمية» لتغيير الديموغرافيا و»إعادة هندسة المجتمع» بحيث يصبح «اليوغور» أقلية في إقليمهم.

أراضي اليوغور (وهم من الأصول التركية) أصبحت تابعة للصين منذ أكثر من 100 عام، ولكن الحكم المركزي الشيوعي الذي تسلم الحكم في 1949 أزال كثيرا من صلاحيات الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به المسلمون في مناطقهم، وذلك بحسب ما تقوله مصادر اليوغور.

اليوغور يقولون أيضا أن الحكومة المركزية نفذت «خطة ممنهجة لتحويلهم إلى أقلية مهمشة في عقر دارهم»، وأن الحملة تضمنت مسح المعالم الثقافية لليوغور، ومنع أبنائهم من التعليم المهم، ومنع وصولهم إلى المناصب العامة في إقليم اليوغور، وإن الخطة تتواصل بشكل حثيث من خلال استجلاب صينيين من «اثنية الهان» إلى أن يصبح الصينيون من هذا العرق هم الأكثرية، ويتحول اليوغور إلى أقلية في إقليمهم. وحاليا فإن اليوغور يعيشون على «هامش المواطنة» في مناطقهم، وهذا -بحسب ما يقوله اليوغور- أدى إلى تفجر الوضع بالشكل المفاجئ الذي حدث مؤخرا.

بالنسبة لنا في منطقتنا فإن أحداث الصين وغيرها من البلدان المشابهة لازالت بعيدة عنا ولانفهمها، ومن الواضح أن الاستمرار في نهج يعتبره أهالي اليوغور بأنه موجه ضد وجودهم دفعهم لردة الفعل التي شاهدناها... وهناك خشية من دخول الحركات المتطرفة التي قد تستغل الوضع المتأزم لتدفع باتجاه الإرهاب والعنف المتواصل لتتحول الصين إلى بلد مثله مثل غيره من البلدان القلقة بسبب سياسات خاطئة.

لا أحد يعلم كم قتل فعلا في أحداث اليوغور الأخيرة، وهل هم كانوا مئتين أم أنهم زادوا على الألف شخص، ولكن من المؤكد أن الوضع كان حرجا بحيث اضطر الرئيس الصيني «هو جين تاو» في 8 يوليو/ تموز الجاري أن يتخلى عن خططه لحضور قمة مجموعة الثماني في إيطاليا وغادر مبكرا عائدا إلى بلاده لمعالجة «الاشتباكات العرقية» التي فاجأته كما فاجأت الجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2507 - الجمعة 17 يوليو 2009م الموافق 24 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:19 م

      jassim.bh65@gmail.com

      الموقف المشين من قبل الدول العربية والاسلامية تجاه مايحدث فى الصين امر مستهجن ...ونعذر حكومتنا فى عدم اتخاذ موقف تجاه مايجرى فى الصين ...لكن الغريبة هو موقف جمعيتى الاصلاح والتلربية الاسلامية وهما جمعيتان دعويتان اهتما بالشيشان والبوسنيين ... لم يتطرقا الى مايحدث بالصين السبب معروف وهو مساهمتهما فى ترويج حملة تدمير اقاليم اليوغور فى شارع البديع وسترة ..اش رايك دكتور

    • زائر 3 | 10:44 ص

      كن حكيما يا لقمان

      اولا كنا كما نحن الان مهمشين سياسيا وعسكريا وامنيا فهل لك راي حيوي اقتصادي او سياسي من قبل الان ولحد الان . وماذا سيزيد(التجنيس) في حالنا وماذا سينقص ولاكن اقول بقاء الحال محال

    • زائر 2 | 10:43 ص

      ما هناك هو هنا

      الكلمات والمصطلحات الأنجح والأنجع للإستخدام هي تخريب التركيبة السكانية ولماذا نذهب بعيد إلى الصين والعمل يجري على قدم وساق كما هو حاصل لدينا ولكي نصبح نحن شيعة البحرين أو بالأحرى البحارنة كي نصبح أقلية مهمشة في كل شيء ورغم أن البلد لا تتسع إلى أهلها القاطنين على أرضها يفاجأو بجسم غريب يزرع قهرا وقسرا في جسدهم ولنا الله

    • زائر 1 | 2:34 ص

      man2003@hotmail.com

      ارجو اخفاء اسمي من قائمه التعليقات وذلك لاسباب امنيه

اقرأ ايضاً