العدد 2508 - السبت 18 يوليو 2009م الموافق 25 رجب 1430هـ

ما بعد مقال ولي العهد

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعدما قرأنا مقال ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، تناقشنا عبر الإنترنت وجلنا في المنتديات، بحثا عن آراء الناس، وبعد قراءة التعليقات، وجدنا أهمّية كتابة هذا المقال.

إننا على توافق تام مع ما ذكره سمو ولي العهد، إذ إن الحوار مع الشعب الإسرائيلي يختلف عن الحوار مع الحكومة الإسرائيلية، لأن تنوير الشعب الإسرائيلي يحتاج الى توحّد الصفوف العربية، وإلى الشراكة المجتمعية لتوضيح طبيعة الإنسان العربي.

ولي تجربتي الشخصية - والصغيرة على مرئيات الشيخ سلمان - إلا أنها توضّح بالفعل ما هو قائم عند الإسرائيليين واليهود بشكل عام، وما تبثّه وسائل الإعلام الوطنية والمحلّية عن العرب - الصورة الأخرى.

عندما قمتُ بإلقاء محاضرة عن العرب والمجتمع العربي في جامعة منسوتا الأميركية، فاجأني أحد الحاضرين، وهو إسرائيلي يدرس في تلك الجامعة، عن موضوع الإرهاب والهولوكوست وغيرها، وبدأت بتبرير موقف العرب، وأنَّ الإسلام دين السلام وليس الإرهاب، وإننا مقتنعون بوجود الهولوكوست، ولكننا نريد أن نعرف إذا كانوا يرون مجزرة دير ياسين وصبرا وشتيلا على هذا المفهوم.

وبعد ذلك أخبرني الرجل بأنّ ليس كل الإسرائيليين ضد عملية السلام، وان البعض - وهو منهم - يؤمنون بأن ما حدث في دير ياسين وصبرا وشتيلا مجزرة حقيقية... يتبادر إلينا هنا بأننا قمنا بمناقشة بعض القضايا الساخنة بين بلدينا على أساس إنساني، وانتهينا بإقناع بعضنا البعض لوجهة نظرنا، وما هذا إلا مثال بسيط لما ينوي القيام به ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد.

إن وسائل الإعلام لعبت دورها في زيادة الفجوة، وشل عملية السلام، التي سيكون مردودها على الفلسطينيين أكثر من العرب أنفسهم - لو تحقّقت -، وضيّقت الخناق على أية مبادرة لإحلال هذه العملية.

وقد يرى البعض أنَّ التطبيع مع «إسرائيل» هو خنوع وخضوع تام للأداة اليهودية، ولكننا إذا رأينا مصلحة أبناء فلسطين وأهمّية السلام الذي سيؤدي في النهاية إلى إعطائهم مساحات من الحرّية، بعد أن أضنتهم الحروب المتوالية من الحكومة الإسرائيلية، فإننا سنجد في مقال ولي العهد الحكمة التي نريدها لأبناء المنطقة كافة.

منذ نعومة أظافري وأنا أشاهد الفلسطيني يعاني ويشقى من أجل البقاء في الأرض، ووجدت العرب لا يقومون بأي فعل سوى المظاهرات وتوزيع المعونات التي لا تصل معظمها للشعب الفلسطيني، ولم أرَ من يحاول أن يساند عملية السلام من أجل المجتمع الفلسطيني، حتى يعيش على أرضه باستقرار، ليباشر حياته كأي إنسان عربي عادي.

إننا سنستفيد من مبادرة ولي العهد، في تعريف الشعب الإسرائيلي من نحن، وما رسالتنا، وما السلام الذي نريده، من دون الشعارات المجلجلة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

إن رسالة المصطفى محمد (ص) أتت بالسلام، وكان مثالا حيا ليعلّم صحبه أهمّية السلام، ولنا أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى على نوع السلام الذي يراه رسولنا الكريم، فالحروب التي قامت في المنطقة منذ خمسة عقود، أجهضت الكثير من الأحلام، ولكننا نتمنى ألاّ تجهض هذا الحلم الأخير في مرئيات السلام وقضاياه.

يكفينا ما فقدناه، وللنظر للأمور بميزانٍ آخر، ولنستفد من هذه المبادرة، لنا ولأبنائنا في المستقبل، وأخيرا للشعب الفلسطيني الذي قضى سنوات من الآهات والويلات

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2508 - السبت 18 يوليو 2009م الموافق 25 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:44 ص

      كغى خداعا

      يجب التمييز بين اليهود والاسرائيلين فأننا ليس لدينا اي أعتراض على الحوار مع اليهود ، أما الاسرائيلين الذين اعتصبوا فلسطين وهجروا اهلها فأن اي حوار تحت اي غطاء يعتبر مقدمة للتطبيع التي نرفضها تماما .

    • زائر 4 | 5:41 ص

      البحرين

      الأستاذة مريم، أنا لا اعرففرقا بين (الشعب) الاسراشيلي وحكومته ، فكلاهما عدواني و عنصري وبربري، أيام الحرب على جنوب لبنان كان أطفالهم يكتبون ساخرين على القنابل(هدية من أطفال اسرائيل) تلك القنابل التي سوف تسقط على رؤوس اطفال ونساء ولبنان اما في الحرب على زة فكان الاسرائيليون يصوّتون لصالح استمرار الغارات وكان بعضهم يقيم الحفلات الراقصة ابتهاجا بتلك المجازر.. إذا كان بعض السياسيين لهم حساباتهم، فيجب ان لانقبل ان تكون تلك على دم الشهداء عبر الزمن .. نحن كفرنا بالسلام معهم .

    • زائر 3 | 4:30 ص

      ممكلة الخوف والجوع

      لقد أضحكني المقال كثيرا، كنت أتوقع الإستنكار ولكن وجدت التبريرات لا أعرف لماذا هل هو الخوف أم أن الأدمغة تم غسلها؟ .. لقد كنت أتوقع أن يستنكر الجميع ، أما أن بدوري فإني أستنكر وأرفض وجود إسرائيل على أرض فلسطين وإذا كانت امريكا تحب اليهود والإنسانية والديمقراطية فلتبني لليهود بلد على أراضيها

    • زائر 2 | 4:16 ص

      تضليل + تضليل

      كفى تضليل! هل تقبلي أنتي أن يأتي الصهاينة وينهبوا البحرين ويشردوا أهلها ويغتصبوا المنازل من أصحابها ويرتكبوا أبشع الجرائم وبعدها يأتي صحافي يجلس في مكتبه ليقول يجب أن يعيش الصهاينة في البحرين بمبررات وهية إذا كنت نسيت ما فعله الصهاينة ففتحي التلفاز وشاهدي الأخبار لتري السلام الصهيوني في غزة ولتري البيوت التي تهدم في القدس ..، هل تقبلي أنتي أن يسرق بيت ويعطى لك؟؟؟ أو أن يهدم بيتكي بدعوى بناء حديقة؟؟ وبأي مبرر يسكن الصهاينة في فلسطين؟؟

    • زائر 1 | 2:09 ص

      صحيح ان هناك اسرائلين يريدون السلام ولكن ليسو الاغلبيه

      فهناك مصالح للإسرائلين مصالح كثيره في الايكون سلام مع العرب , والفلسطينين للآسف الشديد متحاربين على من هو القائد والتي يجب ان تصله الاموال لمساعدت الفلسطينين واستقلال هذه الاموال لتقويت جماعته على الاخرى دون ايصال هذه الاموال لمحتاجين من الفلسطينين ’ والعرب واقفين من بعيد لخوفهم من البعبع الكبير الذي يحمي الاسرائلين وليس عندهم غير الاستنكار والشجب وبات هذا صعب عليهم ايضا . ودافع الثمن هذا كله الشعب الفلسطيني. فتطبيع هو امل الفلسطينين ليعيشو حيات المستضعفين والذين لاحول لهم ولاقوه.

اقرأ ايضاً