العدد 2511 - الثلثاء 21 يوليو 2009م الموافق 28 رجب 1430هـ

لماذا التيار الديمقراطي؟ (2 - 2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما أن يصل التيار الديمقراطي إلى الإجابات الشافية والصحيحة على تلك التساؤلات فمن الطبيعي أن يسائل نفسه هل تقع عليّ - كتيار - تولي عملية القيادة وأخذ زمام المبادرة؟ وهل أمتلك القوة الذاتية التي تؤهلني للقيام بذلك؟

والإجابة على مثل هذه التساؤلات، وعلى التيار الديمقراطي ذاته امتلاك الشجاعة والثقة بالنفس، ومن منظور تاريخي، كي يقول نعم وذلك للأسباب الآتية:

1 - الكتلة الاجتماعية - السياسية الكبيرة التي يمكن للتيار الديمقراطي أن يخاطبها، من خلال برنامج سياسي مدروس بعناية وقابل للتطبيق، ويدافع بواقعية ملموسة عن مصالح هذه الكتلة التي، ودون الحاجة إلى إحصاءات دقيقة، هي الطبقة الوسطى بكل قواها وفئاتها المختلفة، يمكننا القول إنها تشكل شريحة واسعة من التركيبة السكانية للمجتمع البحريني.

هذه الفئة الوسطى من هذا المجتمع، لاتزال نسبة عالية منها، وخصوصا القطاع المتنور منها، تتطلع إلى برنامج يخاطبها، وبوسعها، فيما لو وجدت مثل هذا البرنامج، أن تشكل النواة الصالحة للكتلة الحرجة التي يحتاج لها التيار الديمقراطي لخوض معاركه السياسية، وتحقيق بعض الانتصارات فيها.

2 - الخبرة السياسية الغنية التي بحوزة التيار الديمقراطي، فمن الحقائق التاريخية التي لا يمكن لأية قوة سياسية أن تنكرها، أن نسبة عالية من القيادات السياسية التي تتبوأ مواقع قيادية في الساحة السياسية البحرينية هي من خريجي مدرسة هذا التيار، بل وغرفت مياه تلك الخبرة من ينابيعه المختلفة في مراحل ازدهاره.

3 - الكم الهائل من الخبرات السياسية الوطنية التي غادرت صفوف تنظيمات هذا التيار، ورفضت في الوقت ذاته المساومة على أي من القيم التي تشبعت بها أثناء انتسابها لعضوية ذلك التيار، وهي كتلة سياسية وبشرية لا يمكن، ولا ينبغي، التقليل من حجمها، او الاستخفاف بقدراتها... هذا الكم، القريب جدا من التيار الديمقراطي، لكن علاقاته الحالية به شبه مشلولة جراء رفضه الدخول طرفا في الصراع الدائر بين قوى التيار الديمقراطي المختلفة أولا، ولعجز التيار الديمقراطي عن بلورة إطار تنظيمي يستقطب هذا التيار ويستفيد من الخبرات التي يمتلكها ثانيا. وكلمة حق تقال هنا، إن مسئولية حالة الشلل هذه تقع على عاتق الطرفين: الخبرات والتيار الديمقراطي.

4 - الخطاب السياسي الناضج المتزن البعيد عن أية مزايدات إيديولوجية، أو طفولات «يسارية غير مبررة»، لكن، و في الوقت ذاته، البعيد عن قيود وترسبات النزق التنظيمي الضيق الأفق، وبالقدر ذاته، غير المفرط (بفتح الفاء) بالمبادئ الأساسية غير القابلة للمساومة.

مثل هذا الخطاب، يمكن القول إن التيار الديمقراطي، هو الأكثر أهلية، من دون سائر القوى السياسية الأخرى، بما فيها تلك اللصيقة بالسطة السياسية، أو المتحالفة معها، على صياغته، واستخدامه والدفاع عما يدعو له.

5 - النقاء السياسي غير الطوباوي، الذي يتمتع به هذا التيار، لخلوه، والحديث هنا عن السمة العامة من دون التوقف عند بعض الظواهر الاستثنائية، من أية شوائب طائفية من جهة، وغير موالية للسلطة التنفيذية وبرامجها السياسية من جهة ثانية.

هذا النقاء السياسي، لا يقصد منه إضفاء السمة «الطهرانية الساذجة» على هذا التيار، بقدر ما يراد منه الإشارة إلى أن طبيعة هذا التيار تشكل ما يشبه الحصانة الذاتية القادرة على مواجهة غزو جراثيم أو حتى فيروسات «الطائفية السياسية» المنتشرة اليوم، وبكثرة في سماء ساحة العمل السياسي البحرينية.

نستخلص من كل ذلك، أن التيار الديمقراطي، هو دون سواه، الأكثر أهلية كي يشكل الرافعة السياسية التاريخية التي يمكنها أن تقود الحركة السياسية البحرينية نحو شطآن الأمان، على أن يتم ذلك، وبمشاركة كل القوى الأخرى القابلة للعمل وفق مشروع ذلك التيار أو بالتحالف الاستراتيجي معه.

ولكي نخرج من دائرة التشخيص إلى التنفيذ، فيمكن لفت نظر التيار الديمقراطي إلى أن الظروف الموضوعية اليوم، هي أكثر من ناضجة، بل ولربما كانت أكثر نضجا من ظروف التيار الذاتية، للدعوة إلى مؤتمر وطني عام يحمل برنامج هذا التيار ويعبر عن مصالح الكتلة السياسية - الاجتماعية التي جئنا على ذكرها في مطلع هذا المقال.

ولابد لنا من التأكيد هنا على مسألة في غاية الأهمية، ألا وهي أن الحديث عن وصول التيار الديمقراطي مرة أخرى لقيادة الحركة السياسية البحرينية، لا يمكن أن تتحقق بجرة قلم، وبالتالي، فهي ليست مشروعا قصير الأمد، بقدر ما هي عملية تاريخية مستمرة ومتواصلة، وطويلة الأمد.

من هنا لا ينبغي أن يتحكم التيار الديمقراطي وهو يهيئ نفسه وقواه المتحالفة معه لمثل هذا التحول التاريخي في موازين القوى أن تحكمه نظرة قصيرة المدى محدودة الأفق، لا تتجاوز انتخابات 2010، على أهمية التحضير لها، أو الفوز في هذه المعركة الصغيرة، مع ضرورة عدم التفريط في أي منها. وكما يقول المثل الصيني على القوى السياسية التي تعتبر نفسها طليعية «ألا تتهيب من المهمات الكبرى، على ألا تستخف أو تستهين بمتطلبات المهمات الصغرى».

الإجابات على علامات الاستفهام التي أوردناها في بداية المقال، والفرضيات التي أعقبتها، ربما تحمل الإجابة على «لماذا على التيار الديمقراطي أن يحمل الراية، ويتقدم الصفوف، ويشكل الطليعة التي يفتش عنها الكثيرون؟» فهل استجاب التيار؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2511 - الثلثاء 21 يوليو 2009م الموافق 28 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:18 م

      يجب محاسبة هؤلاء وكشف ذممهم المالية ولأفراد أسرتهم وخاصة المدير اللى استطاع أن يقفز الحواجز ويرتقى إلى ذلك المنصب بمؤهل ثانونية عامة فقط

      • تأجيل قضية «النادي البحري» إلى سبتمبر
      • العدد 1313 الجمعة 1 يونيو 2006 الموافق 5 جمادى الاولى 1427 هــ
      • الوسط
      يجب محاسبة هؤلاء وكشف ذممهم المالية ولأفراد أسرتهم وخاصة المدير اللى استطاع أن يقفز الحواجز ويرتقى إلى ذلك المنصب بمؤهل ثانونية عامة فقط ،،، خاصة بعد أن مارس بعض الأبناء لسلوكيات آباؤهم وهي ما تتسم به من خسه ودناءه وعدم إحترام للأخلاقيات العامة المناطه بالعمل.

    • زائر 3 | 4:16 م

      .... وإليكم هذه الملفات التي تداول إسم الاداري ( مدير الادارة بمؤهل ثانوية عامة) وهي كالآتي:

      ) إثر لبس في التصريح بتكلفتها
      • قانونية بلدي المحرق تفتح ملف حديقة بزة
      • الوسط العدد 225 الاربعاء 22 ابريل 2003 الموافق 20 صفر 1424 هــ
      • دفاع المدعين يرد على التأمينات ويصر على طلباته
      لجنة التحقيق في حديقة بزة : الموازنة مبالغ فيها ونطلب الرد: http://www.alwasatnews.com/Archive/Issue-246/LOC/--/494270.aspxr
      المحكمة ترجئ قضية »النادي البحري« للعام المقبل
      الوسط - العدد 1500 الاربعاء 5 ديسمبر 2006

    • زائر 2 | 4:14 م

      ونحن إذ نرفع ذلك إلى أولى الأمر بكشف الذمم المالية لتلك الشاكلة لهم ولأفراد أسرتهم وخاصه بأنهم دأبوا على غرس أبناءهم هنا وهناك ....

      وإليكم هذه الملفات التي تداول إسم الاداري ( مدير الادارة بمؤهل ثانوية عامة) وهي كالآتي:
      • دفاع المدعين يرد على التأمينات ويصر على طلباته
      • المحكمة ترجئ قضية »النادي البحري« للعام المقبل
      • الوسط - العدد 1500 الاربعاء 5 ديسمبر 2006 الموافق 15 ذو القعدة 1427 هــ
      تأجيل قضية «النادي البحري» إلى سبتمبر
      • العدد 1313 الجمعة 1 يونيو 2006 الموافق 5 جمادى الاولى 1427

    • زائر 1 | 4:12 م

      متى سيتم تقديم المسيئين إلى القضاء وخاصة الذين تداولت اسماؤهم في أكثر من ملف فضائحي

      متى نقول للمدير ( بمؤهل ثانوية عامة) Game Oveكيف يمكن لموظف بدأ مشوار حياته في الثمانينات من راتب لا يتجاوز ال 300 دينار بحريني في مؤسسة تجارية لكي يتحول بقدرة قادر إلى مدير وهو لا يحمل سوى مؤهل ثانوية عامة
      إن ما يحصل من أزمات وأزمات هو لعدم تقديم من أساء لوظيفته لتتخذ العدالة مجراها ... وهذا الإداري الذي كان يعمل في وظيفة عامل في مؤسسة تجارية براتب 300 دينار ثم ينتقل للمؤسسة الخدمية ليرتفع إلى مدير إدارة بمؤهل ثانوية عامة فقط ,,, رغم تداول إسمه في عدة ملفات

اقرأ ايضاً