العدد 2515 - السبت 25 يوليو 2009م الموافق 02 شعبان 1430هـ

التنوع الثقافي في فيلم «حمزة»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

البرامج التي بدأت هذا الصيف متنوعة، وهي تأتي من كل زاوية، والأهم من ذلك كله أن هناك مشاركات بحرينية في صيف هذا العام المفعم بالحيوية وبالإبداعات لاسيما البحرينية منها.

ولعل ما شاهدناه أثناء عرض فيلم عن أهم الكوارث التي مرت بالبحرين مستوحى من كتاب جديد «دموع على جزيرة» صدر عن وكيل وزارة الصحة السابق عبدالعزيز حمزة، وكان عرض الفيلم في جمعية الأطباء أمس الأول قد شهد حشدا من البحرينيين الذين أحسوا بأن في البحرين الكثير والكثير الذي يتوجب علينا متابعته وأخذ العبر منه.

ولكن ما لفتني في فيلم عبدالعزيز حمزة هو التنوع الثقافي لمجتمع البحرين وتميزه على مر الزمن، وكيف أن البحرينيين كانوا يتعاونون بشكل جماعي كأسرة واحدة عندما تحل كارثة مثل سنة الطبعة في العام 1925 أو سنة الطبعة الثانية التي وقعت في خليج توبلي في العام 1949، وحتى بالنسبة لكارثة سقوط طائرة الايرباص لطيران الخليج في العام 2000، والأخيرة كانت لي تجربة شخصية ومهنية لا تنسى وحتى لبعض ممن غطى هذه الحادثة من الحقل الصحافي والإعلامي.

إن الفيلم نقل معلومة مهمة عن أهل البحرين وهي أنهم لديهم شعور صادق خلال تفاعلاتهم في الأحداث وفي الكوارث، وفي الأحزان وفي الأفراح، ولذا فإن صيف هذا العام يجمع الناس على الابتسامة أكثر من أي فترة مضت، وهو ما نشهده في الأنشطة العديدة التي تمتلئ بها حاليا صفحات الصحف اليومية.

إننا لو سمحنا لأنفسنا بالتفاعل الإيجابي مع جميع الفئات في البحرين فسوف نرى أن وجهات النظر المتقاربة أكثر من المتباعدة، ومع الأسف فإن هناك سوقا رائجة للمشككين ولمن يخلق الأوهام لأنه يرى في تفرق المجتمع فائدة شخصية له.

والمشكلة أن وجهات النظر المتطرفة التي تدعي أنها تقف مع الحكومة تخلق وجهات نظر متطرفة في الاتجاه المقابل، ولذا فإن الذين يدعون بأنهم «خدم النظام» إنما يخدمون أنفسهم، ولأنهم من دون ثقافة ومن دون شيء يعتزون به في تاريخهم، لا يهتمون بالتنوع الثقافي لمجتمع البحرين، ويحرضون هذا على ذالك.

الفيلم نقل وقائع تاريخية مهمة عن البحرين وحدثنا عن حكايات قد سمعنا بعضها من آبائنا وأجدادنا أو لم نسمع عنها، لكن الأهم أنه حكى للأجيال الشابة تاريخ جزيرتهم من خلال الكوارث التي كشفت عن التلاحم الوطني والتنوع الثقافي لنسيج البحرين الأصيل، لكن هذه المرة من عين وقلم طبيب بحريني لا من صحافي أو فنان أو مؤرخ

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2515 - السبت 25 يوليو 2009م الموافق 02 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً