العدد 2231 - الثلثاء 14 أكتوبر 2008م الموافق 13 شوال 1429هـ

الحضور البحريني في جايتكس 2008

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليست هذه هي المرة الأولى التي يكون للبحرين حضور في «جايتكس»، فعلى مدى السنوات العشر الماضية دأبت بعض شركات تقنية الاتصالات والمعلومات على المشاركة، بشكل مباشر ومستقل مثلما شاهدنا العام الماضي عندما كان للحكومة الإلكترونية جناح خاص عرضت فيه مشروعاتها التي ستنفذها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شركة «نظام صفر واحد» (01 System)، لكن كانت هناك بعض الشركات البحرينية اختارت المشاركة تحت مظلة إحدى الشركات العملاقة، مثل «مايكروسوفت»، لكن هذه المرة تشارك البحرين بشكل مختلف على المستويين النوعي والكمي.

فعل المستوى النوعي، تشارك البحرين برواق مستقل يعرض فيه سوية القطاع العام مع القطاع الخاص، إذ سيكون هناك، تحت مظلة «الرواق البحريني»، قسمان مستقلان ومتكاملان في آن، أحدهما خاص بالحكومة الإلكترونية، والآخر خاص بعدد من الشركات لكل منها جناحها الخاص المستقل أيضا.

الأهم من ذلك كله أنه، إلى جانب القنوات الإلكترونية التي نجحت الوزارات في بنائها خلال العام الذي انقضى على مشاركتها في جايتكس 2007، ستشارك البحرين بمشروع حكومي، هو منصة المناقصات الإلكترونية، وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.

أما على المستوى الكمي، فبلغ عدد الشركات المشاركة 13 مؤسسة تتوزع أنشطتها على مختلف مجالات تقنيات الاتصالات والمعلومات، بدءا من بيع الأجهزة والمعدات، ومرورا بالبرمجيات والتطبيقات، وانتهاء بالاستشارات. ويشار هنا إلى مشاركة بعض الشركات العاملة في قطاع التدريب. ولابد لنا أن نتوقف هنا عند دور شركات التدريب في علاقتها مع قطاع تقنية الاتصالات والمعلومات، إذ بوسعها، بحكم الحيز الذي يحتله التدريب، سواء في خطط الدولة، أو في مشروعات القطاع الخاص، أن تمارس دورا رياديا للترويج للخدمات التي بوسع البحرين أن تقدمها في هذا الاتجاه.

بقيت مسألة في غاية الأهمية، وهي الدعم الذي قدمه صندوق العمل (تمكين) من خلال التزامه بتغطية نسبة عالية من كلفة شركات القطاع الخاص، وخصوصا تلك المنضوية تحت فئة الصغيرة والمتوسطة. يأتي ذلك في نطاق مهمات «تمكين» في النهوض بأداء تلك الشركات وتشجيعها على ولوج الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال مشاركتها في مؤتمرات ومعارض من نمط جايتكس. ومما لاشك فيه أن دور «تمكين» في مجال التدريب والتأهيل هو دور استراتيجي فيما يتعلق بتطوير أداء شركات التدريب وبرامجها كي تكون منافسة في الأسواق العالمية.

قضية أساسية لابد من الإشارة لها هنا، وهي مسألة حظيت باهتمام لجنة الإعداد لـ «الرواق البحريني في جايتكس»، تلك القضية هي أن هذه المشاركة هي المرة الأولى التي يشارك قطاع الاتصالات والمعلومات البحريني في مؤتمر جايتكس، إنما هي خطوة أولى على طريق المشاركة في مؤتمرات أخرى مثل سيبت في ألمانيا، وكوميوتكس في هونغ كونغ، وبالتالي فعلى المشاركين في جايتكس هذا العام مراعاة الأمور الآتية:

1 - ليست البحرين الدولة الوحيدة التي تقيم لنفسها «رواقا» مستقلا في جايتكس، فعلى الصعيد العالمي كان زوار جايتكس يحرصون على التجول في أروقة أوروبية مثل الرواق الايرلندي أو الآسيوي مثل الرواق التايواني أوالكوري الجنوبي. حتى على الصعيد العربي دأبت دول مثل مصر ولبنان على التواجد من أجل ترويج منتجاتها وخدماتها المحلية. وعلى المشاركين في جايتكس دراسة تلك التجارب للاستفادة منها.

2 - تظافر جهود القطاعين الخاص والعام، ينبغي أن ينظر لها كنقطة تحول في العلاقات الجديدة التي بدأ الطرفان في نسجها من أجل الاستفادة من الجوانب الإيجابية لدى كل منهما، من جهة، وتقليص الثغرات أو جوانب الضعف التي قد يعاني منها أي منهما على حد سواء.

3 - هذه تجربة أولى، وبالتالي فمن المتوقع أن تتخللها بعض الثغرات وأن تعاني من بعض العثرات التي لا ينبغي أن تكون مبررا للتذمر أو سببا للنكوص أو الانسحاب من مشاركات مقبلة، بل على العكس من ذلك ينبغي أن تكون تلك العثرات دروسا غنية يستفيد منها المشاركون لتحاشي تكرارها في فعاليات أخرى مشابهة.

4 - خلال أيام جايتكس ينبغي معالجة المشكلات الطارئة على جناح السرعة وعدم إهمالها بانتظار انتهاء الفعالية، لأن مثل ذلك التأخير يوقع المشاركين في فخ الانتظار الذي يؤدي إلى تراكم المشكلات ويحول دون رؤية الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2231 - الثلثاء 14 أكتوبر 2008م الموافق 13 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً