العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ

مديرون تنفيذيون في الخليج: الأزمة الاقتصادية أبرزت الحاجة إلى التخطيط

في غياب المعلومات فإن الناس يميلون أكثر نحو توقع الأسوأ

ذكرت دراسة جديدة أجرتها شركة «رِيَل أوبينيونز» لصالح «هيل آند نولتون» أن الأزمة الاقتصادية العالمية أبرزت الحاجة الماسة إلى التخطيط المسبق لمواجهة الأزمات بشكل فعَّال، وفقا لنتائج استطلاع للرأي شمل شريحة واسعة من كبار المدراء التنفيذيين في الخليج.

وقال أكثر من ثلاثة أرباع (77 في المئة) المدراء التنفيذيين الذين أجروا شكلا ما من التخطيط المسبق للأزمات، أن وجود خطة جاهزة للتعامل مع الأزمات ساعد شركاتهم على مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية. لكن مديرا واحدا فقط من أصل كل ستة مدراء (16 في المئة) قال إن لديه خطة جاهزة تماما للتعامل مع الأزمة الاقتصادية، بينما أقر أكثر من الربع (26 في المئة) أن شركاتهم مستعدة جيدا للتعامل مع الأزمات إن حدثت.

وشمل استطلع الرأي الذي أجري عبر الإنترنت 254 من قادة الأعمال في منطقة الخليج. وقد قامت شركة «رِيَل أوبينيونز» بإجراء الاستطلاع لصالح «هيل آند نولتون» بغرض إعداد تقريرها «متابعة سمعة الشركات في الشرق الأوسط لعام 2009 (Middle East Corporate Reputation Watch 2009)، وذلك خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار عندما كانت الأزمة العالمية في أوجها.

وقال مدير معالجة الأزمات والتدريب في شركة «هيل آند نولتون» الشرق الأوسط برايان شراودر: «إن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على منطقة الخليج كان أكبر مما هو متوقع عموما. وقد أخذت الأزمة في بدايتها العديد من الشركات في بلدان مجلس التعاون الخليجي على حين غرَّة. بينما حقق المدراء الذين أجروا تقييما فعالا للمخاطر والتخطيط للأزمات بشكل مسبق أداء أفضل من أولئك الذين اضطروا لاتخاذ قرارات مهمة أثناء الأزمة».


التواصل أمر حيوي مهم

وأقرت أغلبية كبيرة (85 في المئة) من المشاركين أن التواصل أثناء الأزمات أمر بالغ الأهمية أو أنه مهم جدا. كما أقر 61 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنه في غياب المعلومات فإن الناس يميلون أكثر نحو توقع الأسوأ.

36 في المئة فقط من المدراء التنفيذيين يعتقدون أن لدى شركاتهم الموارد الكافية والجاهزة تماما لإدارة عملية التواصل إيصال الرسائل الصعبة للجمهور أثناء الأزمة. ويعتقد أقل من خُمس المدراء الذين شاركوا في الاستطلاع (18 في المئة) أن شركاتهم أفصحت لوسائل الإعلام بمستوى مناسب من المعلومات عن تأثيرات الأزمة على شركاتهم.

ويعلق المدير التنفيذي لـ «هيل آند نولتون» ديف روبنسون في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا على نتائج الاستطلاع بالقول: «في الأوقات الصعبة تزداد أكثر من أي وقت آخر أهمية التواصل بوضوح وفاعلية مع الموظفين والعملاء والمستثمرين والشركاء. ويمكن أن يقود الإخفاق في ذلك إلى انتشار الشائعات والتكهنات، ما يؤدي إلى فقدان الثقة وبالتالي الإضرار بسمعة الشركة».

وأضاف روبنسون «لعبت الأزمة الاقتصادية الحالية دورا محوريا على صعيد تضائل ثقة الجمهور بأعمال الشركات. وقد أظهرت دراسة مستقلة قامت بها جمعية الشرق الأوسط للعلاقات العامة MEPRA في شهر فبراير من العام الحالي بأن 53 في المئة من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس لديهم ثقة بصدقية الشركات خلال الأزمة. لذ فإنه يتحتم على الشركات أن تأخذ موضوع التواصل مع الجمهور خلال وقت الأزمة على محمل الجد، وتقبل التحدي الذي يفرضه الواقع من حيث ضرورة الانفتاح في عملية التواصل بخصوص بيان تأثير الأزمة والأحوال المتغيرة للسوق على شركاتهم وطبيعة إدارتهم للاستراتيجية الخاصة بهذه المرحلة».


الاستعداد المسبق ضروري لمواجهة التحديات

أكدت نتائج تقرير «متابعة سمعة الشركات في الشرق الأوسط 2009» على أهمية إجراء أبحاث معمقة في ظل ظروف الأسواق المتغيرة باستمرار، فأكثر من نصف كبار المدراء التنفيذيين الذين شملهم المسح (54 في المئة) يشعرون بأنه ليست لديهم المعلومات الكافية عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على أعمالهم.

وفي حين يرى 89 في المئة من المشاركين في الدراسة أنه من المهم وجود بيانات أبحاث عن كيفية تفاعل المعنيين في الشركات أو بشئونها مع أنباء الأزمة، قال النصف فقط (52في المئة) إن شركاتهم لديها هذا النوع من بيانات الأبحاث.

وقال دان هيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «رِيَل أوبينيونز»: «تشبه إدارة الأزمة دون معلومات حديثة عن الأعمال الدخول في مباراة للملاكمة وأنت معصوب العينين. ويصبح من الصعب تحت الضغوط اتخاذ القرارات الصحيحة وإيصال تلك القرارات بطريقة تحافظ على الثقة والاعتمادية».

وأضاف «وكما خلص المشاركون في المسح فإن انطباعات المعنيين أمر أساسي في تجاوز الشركة لفترات الأزمات. ومن دون الأدوات التي تتيح متابعة آراء وانطباعات السوق، فليس من الغريب أن بعض الشركات الخليجية لم تكن قادرة على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والمناسبة في استجابتها للأزمة الاقتصادية».

العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً