شهد العام الماضي حضور شخصيات ثقافية كانت غائبة ربما لقرون عديدة... أتيحت لها فرصة الحضور في احتفالية حضرها رموز الثقافة العربية من مختلف دول العالم العربي... فيما غابت شخصيات امتد بها العمر قرابة قرن من الزمان... ويأتي على رأس الأولى الشاعر البحريني علي بن المقرب العيوني الذي احتفلت به مملكة البحرين من خلال مؤسسة جائزة عبدالعزيز بن سعود البابطين والتي خصصت دورتها العام الماضي للشاعر العيوني في الفترة من 1 - 4 أكتوبر 2002. الاحتفال اتسم بحضور رسمي من خلال رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لحفل توزيع الجوائز، إذ أناب جلالته صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين.

مؤسسة جائزة البابطين منحت جائزتها التكريمية للإبداع في مجال الشعر لتلك الدورة لأديب البحرين ابراهيم العريض الذي توفي في الثامن والعشرين من مايو/أيار 2002، وهي الجائزة التي تمنح لواحد من الشعراء العرب الذين أسهموا بإبداعهم في إثراء الشعر العربي من خلال عطاء شعري متميز، وكانت مؤسسة البابطين قد أخبرت الراحل العريض قبل وفاته بخمسة أيام وقد أعلن وقتها قبوله الجائزة.

أما في حقل أفضل ديوان شعري فقد منحت الجائزة لعبدالله حمادي من الجزائر عن ديوانه «البرزخ والسكين» وتبلغ قيمة الجائزة 20 ألف دولار أميركي مع شهادة تقدير وميدالية، وجائزة أفضل قصيدة منحت للشاعر أحمد بخيت عن قصيدته «وداعا أيتها الصحراء» وتبلغ 10000 دولار أميركي مع شهادة تقدير وميدالية، أما جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر فمنحت لعبدالواحد لؤلؤة من العراق.

يذكر ان الشاعر الأمير علي بن المقرب العيوني (572 - 630هـ) نشأ في مسقط رأسه الإحساء وتلقى فيها مبادئ ثقافته، وكانت الإحساء موطنا لقبائل عربية بارزة مثل ربيعة وعبدالقيس وبكر وتغلب، وينتمي ابن المقرب الى الأمير عبدالله بن علي العيوني الذي انتزع الإحساء من حكم القرامطة، ويشهد شعر ابن المقرب الذي يعتمد عليه باعتباره واحدا من أكثر المصادر تأريخا للدولة العيونية، العلاقة الحميمة بين الخليفة وبعض أمراء العيونيين خاصة في الفترة التي شهدت فيها الدولة مراحل من الاستقرار لاسيما حين تولى الأمر محمد بن أبي الحسين، لكن بعد مقتله غيلة بدأ من جديد الصراع بين الأمراء العيونيين وضعفت دولتهم