استعد أكثر من 11000 جندي اميركي للتوجه إلى الخليج أمس واتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز واشنطن بالتخطيط لغزو العراق على رغم عدم وجود أسلحة دمار شامل.

كما ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية ان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لشن هجوم على العراق في غضون اسابيع.

وقال مسئولون بوزارة الدفاع الاميركية ان الأمر بإرسال القوات المدربة على القتال في الصحراء الى الخليج يمثل أول نشر لفرقة مقاتلة كاملة في المنطقة منذ حرب الخليج في العام 1991.

اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز واشنطن أمس بالتخطيط لغزو بلاده بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في إطار خطة للسيطرة على إمدادات النفط في المنطقة.

وقال عزيز لوفود من لجنة التضامن الأوروبي في بغداد ان الاميركيين لم يقولوا «دعونا ننتظر نتيجة التفتيش ثم نقرر ما الذي سنفعله». في غضون ذلك، ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية ان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لشن هجوم على العراق في غضون أسابيع في ضوء سرعة وحجم الحشد العسكري الجاري في منطقة الخليج وبالقرب منها. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أمس انه على عكس الوضع في العام 1990 حين احتاجت الولايات المتحدة خمسة أشهر للاستعداد للحرب من اجل نقل العتاد العسكري والقوات فإن غالبية العتاد المطلوب للحملة المقبلة موجود بالفعل في المنطقة وينتظر فقط وصول القوات.

وتأكيدا على سرعة التحركات العسكرية، واصلت القوات المسلحة التركية حشودها العسكرية على الحدود مع العراق وفي المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا تحسبا لعملية عسكرية محتملة ضد العراق.

وذكرت صحيفة «جمهوريت» الصادرة أمس ان هذه التحركات العسكرية المكثفة على طول الحدود العراقية التركية تشمل أيضا أعمالا مدنية محلية ودولية ولا تقتصر على الاستعدادات العسكرية.

وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية كويتية ان الكويت ردت على الرسالة التى تسلمتها من رئيس لجنة التفتيش الدولية على الأسلحة العراقية (انموفيك) هانز بليكس لطلب الدعم بالمعلومات الاستخباراتية رافضة الإفصاح عن نوع المعلومات التي طلبها بليكس أو التي زودته بها الكويت مكتفية بالقول إنها من اختصاص الاستخبارات العسكرية في الجيش الكويتي لا الخارجية. وعلى صعيد متصل، أعلن رئيس هيئة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد أمين أمس ان رئيس فرق التفتيش الدولية عن اسلحة الدمار الشامل العراقية هانس بليكس سيصل إلى العراق في الأسبوع الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري وذلك تلبية لدعوة العراق لزيارة بغداد «لمراجعة أوجه التعاون» بين الطرفين. ويستعد المفتشون الدوليون حاليا لبدء اولى عمليات التفتيش عن أسلحة العراق جوا بعد أن نفذوا أكثر من مئتي عملية تفتيش على الأرض حتى الآن. وزار الخبراء أمس الكثير من المواقع العراقية في يوم عملهم الخامس والثلاثين. فقد توجهوا الى دار طباعة العملات العراقية في حي العامرية غرب العاصمة فيما توجه فريق آخر إلى مقر ابن فرناس في التاجي شمال العاصمة وتوجه فريقان مشتركان إلى مسبك الرصاص والى مستودعات القيادة العامة لسلاح الجو العراقي في التاجي أيضا وزار فريق خامس مدينة تكريت شمال بغداد أيضا في إطار مهمة لم يتم الكشف عنها. وقد تظاهر مئات من الناشطين الدوليين المعارضين لشن حرب على العراق امام مقر المفتشين الدوليين في بغداد مطالبين الولايات المتحدة بالكف عن تهديدها لهذا البلد. وقد ضمت المظاهرة أعضاء وفود التضامن الألمانية والنمسوية والإيطالية والأسبانية ووفدا يمثل مجلس الكنائس الاميركي وكلها وفود تزور العراق في إطار حملة دولية مناهضة للمساعي الاميركية الرامية إلى شن عمل عسكري ضد العراق