أكد عدد من مسئولي شركات الطيران والسياحة في منطقة الخليج أن التراجع النسبي الذي تشهده أسعار النفط حاليا لن يؤدي إلى انخفاض أسعار تذاكر الطيران.

وأرجع المسئولون ذلك إلى أن الانخفاض الحالي للنفط غير مستقر، وبالتالي فإنه قابل للزيادة في أي لحظة، ما يدفع شركات الطيران إلى عدم خفض أسعار تذاكرها تحسبا لهذا الموقف، إضافة إلى أن تكاليف الصيانة والضرائب وتجويد الخدمة تجعل هذه الشركات لا تقبل بخفض أسعار تذاكرها وذلك بحسب تحقيق نشرته صحيفة «الراية» القطرية أمس (الخميس).

وقال رئيس اللجنة السياحية بغرفة تجارة وصناعة قطر ومدير عام علي بن علي للسفر والسياحة سعيد الهاجري: «إن شركات الطيران كافة أصبحت تعاني حاليا من التذبذب المطرد لأسعار الوقود، موضحا أن الكثير من الشركات لجأت إلى عدة وسائل لتعويض خسائرها جراء ارتفاع الوقود. وأشار إلى أن شركات الطيران ستلجأ هي الأخرى إلى تفعيل آلية رفع سعر التذكرة لمواجهة سعر الوقود الذي يرتفع يوميا، ولمواجهة الارتفاع في أسعار الصيانة والارتفاع في أسعار الطائرات مثلها مثل الشركات العامة، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الوقود وانخفاضها يؤثر سلبيا على أسعار شركات الطيران ويقع العبء دوما على المسافرين وخصوصا في الفترة الأخيرة؛ إذ وصل سعر برميل النفط إلى 130 دولارا، وحاليا انخفض سعر برميل النفط إلى نحو 75 دولارا محققا نسبة انخفاض تقدر بنحو 20 في المئة.

وقال الهاجري: «إن شركات الطيران تعمل على تجويد الخدمة من أجل المسافرين، وفى المقابل فإن حركة هذه الشركات قائمة على الوقود، وعندما يزيد سعر الوقود تحتاج الشركات إلى دعم سيضاف بدوره على سعر التذكرة التي هي الصلة المباشرة بين شركات الطيران والمسافرين».

تأثير مباشر

من جهته أكد مشرف عمليات شركة «العربية للطيران» وسيم وسُّوف أن أسعار الوقود تمثل حاليا ثلث حجم الكلفة التشغيلية لشركات الطيران؛ الأمر الذي يجعلها ذات تأثير مباشر على مسيرة عمل سائر شركات الطيران العالمية، موضحا أن الشركات كافة ستعوض الارتفاع المطرد لسعر الوقود عبر زيادة عدد الرحلات التي تعتمد على موافقات مسبقة، وأيضا على رفع قيمة تذكرة السفر.

وأكد وسُّوف أن «العربية للطيران» من الشركات التي لديها استراتيجية بعيدة المدى لذا لا تتأثر أسعار التذاكر لديها بتذبذب أسعار النفط التي تتأرجح بين انخفاض وارتفاع، ما يؤثر سلبا على المسافرين، «أما شركات الطيران فأعتقد أنها تعوض خسائرها مباشرة بوضع الفرق على التذكرة، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم تأثرها بحركة الارتفاع والانخفاض.

رفع أسعار التذاكر

وكانت العديد من شركات الطيران العربية والعالمية قد رفعت في يناير/ كانون الثاني الماضي أسعار تذاكر السفر بسبب ارتفاع أسعار الوقود عالميا، فيما قالت شركات أخرى: إنها لا تزال في مرحلة دراسة للأسعار مرجحة ارتفاعها بنسبة 5 في المئة.

وأعلنت «طيران الإمارات» العاملة في دبي زيادة 8 في المئة في أسعار تذاكر الدرجة السياحية، في حين أن شركتي «الاتحاد» العاملة في أبوظبي و»العربية» العاملة في الشارقة لم ترفع أسعارهما بعد. وقالت شركتا الاتحاد والعربية: «إن ارتفاع أسعار النفط تعتبر بمثابة تحد لجميع شركات الطيران ما يبقي موضوع النظر في التكلفة مستمرا، وإنهما ما زالتا تراقبان عن كثب وبشكل يومي التطور في أسعار النفط وبانتظار ما سيترتب على هذا الأمر في المستقبل».

وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) في تقرير سابق له أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات بمعدل سنت واحد يزيد فاتورة الوقود 200 مليون دولار إضافية.

رفع الرسوم

وكشفت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر عن قيام عدد من شركات الطيران العربية والعالمية بفرض رسوم إضافية على أسعار تذاكر السفر، مشيرة إلى قيام «طيران الخليج» بفرض رسوم إضافية بواقع 10 دولارات، فيما زادت أسعار تذاكر «الخطوط السورية» 38 دولارا. ولفتت المصادر إلى أن العديد من شركات الطيران العربية تدرس فرض رسوم إضافية قد تصل إلى 5 في المئة منها «مصر للطيران» و»الشرق الأوسط» و»الملكية الأردنية»، وكان سعر وقود الطائرات قد ارتفع ليصل إلى 2,8 دولار للغالون الواحد. ورفعت العديد من شركات الطيران العالمية في يناير الماضي أسعار تذاكرها بمعدل 20 دولارا لتعويض ارتفاع كلفة الوقود منها «أمريكان أيرلاينز» و»دلتا أيرلاينز» إضافة إلى «يوناتيد أيرلاينز»