العدد 132 - الأربعاء 15 يناير 2003م الموافق 12 ذي القعدة 1423هـ

أحلم بالرولزرايس ولا استطيع شراء «سيكل»!

بينما كنت راكبة لجة الحلم في طلب تحقيقه المستحيل تارة أغوص ومرة اسبح وآونة اقف بمجدا في المكسور وقاربي المثقوب وطورا اتأمل، لا يقر لي قرار ولا يمكنني الفرار ولا يقصر من أملي زمان أو يلحق حلمي ذبول في نيل المأمول ادركني الملل هاجت على رياح الامل حتى دخلت في بحر الالم من هذه الامنية التي تطاردني انا واسرتي لذا رأيت أن اشرككم معي ولو في قرائتها.

هل تعرفون أيها الاحبة القراء بماذا أحلم منذ 15 عاما؟ أحلم بطائر الرخ الخرافي وهو (السيارة) نعم أحلم بأن تكون لدينا سيارة حتى لو كانت (قرنبع) وتمشي خطوات وندفعها أخرى لا يهم المهم أن تكون لدينا سيارة... هذه السيارة الحلم الذي بدأ ينموا منذ 15 عاما إلى أن اصبح شجرة كبيرة الحجم ومازالت بخيلة ولم تعِط ثمارها في زمن المواصلات الضخمة والالكترونيات والرفاهية والريموت كنترول مازلنا «نتشحطط» بالنقل العام مع الاخوان الهنود حتى إلى المستشفى نحمل مرضنا بالنقل العام ونذهب ونصل وقد أخذ منا المرض نصف عمرنا، أسميت حلمي طائر الرخ لكونه مستحيلا وفعلا سيبقى الحلم بتملك سيارة مستحيلا فالحال المعيشية التي نحن عليها لا تمكننا حتى من التفكير في شراء «حمار» -أعزكم الله- فكيف نحلم بالسيارة... أحلم بالرولز رايس... ولااقدر اشتري حمارا... ودائما ما اردد هذه الكلمات ركبت النقل الاحمر الطويل غير المكيف الذي يصهرني صيفا ويقرسني شتاء ويقوضني خريفا ولا يلونني ربيعا حيث أني لا أرى غير زملائي في النقل الهنود بلونهم البني المتدرج المعهود مما يجعلني اشيح بنظري عن الطريق لأتفكر في هذه المساواة بيني وبين هؤلاء الوافدين وأنا في موطني أعيش الحال مثلهم واتساءل أيمكن أن يموت الانسان وفي خاطره امنية في تناول الجميع هزيلة الحلم مستهلكة الطعم كالهمبرجر، مازال لليل قدوم وزمان ينتظر الحلم ليسدل أجفاني المتعبة على أمنية ولكن ليست كالأمنيات.

الأمنية

العدد 132 - الأربعاء 15 يناير 2003م الموافق 12 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً