حذر الرئيس العراقي صدام حسين الولايات المتحدة، التي وصفها بـ «مغول العصر»، من أنها مقبلة على «الانتحار» اذا ما هاجمت العراق وذلك في خطاب نقل مباشرة أمس عبر الاذاعة والتلفزيون في مناسبة ذكرى مرور 12 سنة على حرب الخليج الثانية. وقال: ان «بغداد، مصممة شعبا وولاة أمر، على ان تجعل مغول العصر ينتحرون على أسوارها».
وذكر الرئيس العراقي ان المغول بقيادة هولاكو غزوا بغداد ونهبوها في القرن الثالث عشر قائلا: «استباح هولاكو وجنوده بغداد مدة أربعين يوما، ومن ثم دمروا كل شيء حي فيها». واضاف ان من يهاجمون بغداد اليوم سينتهون كما انتهى هولاكو من قبل، داعيا العراقيين الى إبقاء «اصابعهم على الزناد». واضاف ان «هولاكو» العصر «سيموت منتحرا عند أسوار بغداد ومدن العراق».
وتابع «سوف تنهض الأمة كلها دفاعا عن حقها في الحياة، وعن دورها ومقدساتها» قائلا: «ستطيش سهامهم أو ترتد الى نحورهم ان شاء الله».
عواصم - وكالات
توعّد الرئيس العراقي صدام حسين أمس بإلحاق الهزيمة بالقوات الاميركية على ابواب بغداد اذا قامت بغزو بلاده، وقال: ان العراق حشد لذلك كل قواته. وقال الرئيس صدام حسين في كلمته التي اذاعها التلفزيون العراقي في الذكرى السنوية الثانية عشرة لبدء حرب الخليج العام 1991 التي نشبت عقب غزوه الكويت: ان العراق مصمم على الحاق الهزيمة بالمعتدين وانه حشد قدراته بما في ذلك الجيش والشعب والقيادة. وفي رد فعله على خطاب الرئيس العراقي، رفض المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر كلمة صدام وقال: «نحن اقل اهتماما بحديث صدام حسين واكثر اهتماما بنزع اسلحة صدام حسين». وأضاف فلايشر في تصريح له أمس ان اكتشاف المفتشين الدوليين رؤوسا تستخدم للاسلحة الكيماوية في العراق أمر «مقلق وخطير».
وقال الناطق ان هذه الرؤوس لم تكن مدرجة على لائحة الاسلحة التي سلمتها بغداد الى الامم المتحدة في ديسمبر/كانون الاول. واضاف صدام في اشارة الى جيوش المغول التي اجتاحت حاضرة الخلافة العباسية في العام 1258 ان بغداد وشعبها وقيادتها مصممون على اجبار «مغول» هذا العصر على الانتحار عند بواباتها. واعتبرت روسيا في بيان لوزارة الخارجية أمس ان عثور المفتشين الدوليين على رؤوس صواريخ يوم أمس الأول الخميس جنوب بغداد يبرهن على فاعلية اجراءات التفتيش عن الاسلحة العراقية. يذكر أن الناطق باسم مفتشي الامم المتحدة في العراق هيرو يواكي أعلن مساء الخميس العثور على «11 رأسا كيماويا فارغا» خلال عملية تفتيش مستودع ذخائر يبعد 170 كلم جنوب بغداد. وقد اتسم رد بريطانيا أمس على إعلان العثور على الرؤوس الحربية الكيماوية بالحذر، إذ قال الوزير بوزارة الخارجية مايك أوبراين لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) انه يجب ألا يكون هناك «تسرع في الحكم» وأن المواد التي عثر عليها لا تمثل مخالفة لقرار الامم المتحدة 1441. من جانبه اكد وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو أمس ان رئاسة الاتحاد الاوروبي تريد «تصورا شاملا» لأعمال التفتيش في العراق بدلا من الرد على «حدث معين» مثل عثور المفتشين الدوليين على رؤوس صواريخ فارغة الخميس جنوب بغداد. واضاف باباندريو في ختام اجتماع مع رئيس الوزراء كوستاس سيميتس: ان الرئاسة اليونانية دعت كبير المفتشين هانس بليكس الى المجيء الى اثينا الاسبوع المقبل «لبحث هذه المسائل في العمق». غير ان بليكس أوضح ان العثور على رؤوس حربية فارغة مصممة لحمل مواد كيماوية ليس بالضرورة كشفا مهما. وأضاف «هذا الاكتشاف مهم ومن الواضح انه يجب تدمير الرؤوس الحربية لكنها ليست بالشيء البالغ الأهمية لاننا نتحدث عن رؤوس حربية فارغة». وعلى صعيد آخر، اعلن السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو أمس امام الصحافيين ان القرارات القائمة الصادرة عن مجلس الامن تكفي لتبرير هجوم على العراق، عند الحاجة، مشيرا الى ان واشنطن ستقدم إلى المفتشين ادلة جديدة على ان بغداد تملك اسلحة دمار شامل. وقال من جهة اخرى ان الولايات المتحدة «ستقدم إلى المفتشين معلومات اضافية، ادلة مهمة نملكها على ان صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل». بينما اعلن السفير الاميركي في أنقرة روبرت بيرسون ترحيب الولايات المتحدة بأي مبادرات تستهدف تحقيق السلام مشيرا الى ان المنتدى الاقليمي (القمة السداسية) الذي دعت اليه تركيا يعد تطورا يصب فى هذا السياق. من جهته قال مستشار للرئيس التركي أحمد نجدت سيزر أمس في أنقرة ان تركيا من غير المرجح أن تمنح أذنا للقوات العسكرية الاميركية باستخدام القواعد التركية الجوية أو تواجد القوات الاميركية على الاراضي التركية قبل صدور قرار ثان من مجلس الامن بشأن العراق. وقال المتحدث تاشان إيلدم ان البرلمان التركي سيتخذ القرار النهائي بشأن استخدام القواعد التركية من قبل قوات أجنبية ومن غير المرجح أن يتخذ البرلمان مثل ذلك القرار من دون صدور قرار آخر عن مجلس الامن. وأضاف أن مشاركة تركيا في أي هجوم على العراق ستكون محدودة بالعلاقات التاريخية بالشعب العراقي وموقع تركيا الاقليمي. ولكن الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون اعلن أمس ان الحلف الذي طلبت منه واشنطن تقديم مساعدة غير مباشرة لضربة عسكرية محتملة ضد العراق، مستعد لتقديم مساعدة إلى «الأمم المتحدة». وقال اللورد روبرتسون في مونس (جنوب بلجيكا) «يبدو ان عملية التفتيش تعطي نتائج لكننا لا نزال على استعداد لمساعدة الامم المتحدة وتقديم العون إليها في ما تقوم به».
عواصم - وكالات
وصف مبعوث للرئيس العراقي صدام حسين أمس تقارير أشارت إلى ان الرئيس العراقي يتفاوض على مكان يقيم فيه في المنفي بأنها «سخافات». وقال عضو مجلس قيادة الثورة العراقية وابن عم صدام علي حسن المجيد في دمشق: هذه سخافات». وأضاف مبعوث الرئيس العراقي قوله «هذه واحدة من أساليب الحرب النفسية. ونفت دمشق أنها ستقبل صدام إذا اجبر على الفرار من العراق. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قوله في موسكو أمس الخميس ان سوريا لن تبحث استقبال صدام. وكانت مجلة «دير شبيجل» الألمانية قد قالت ان الحكومة العراقية تسعى للحصول على ضمانات تسمح للرئيس العراقي صدام حسين والقيادات العراقية الأخرى بالخروج الى المنفى باعتباره حل لإنهاء الأزمة الراهنة. ونسبت إلى سفير غربي واثنين آخرين عربيين قولهم ان «دولة إفريقية محل مناقشات.» وقال دبلوماسي خليجي ان السعودية التي تقوم بجهود حثيثة في الشرق الأوسط لإيجاد وسيلة لتجنب حرب اقترحت ان تعرض الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي عفوا لا يشمل القيادات العراقية وبالطبع يستبعد صدام. وأعلن المستشار الألماني غيرهارد شرودر أمس لشبكة التلفزيون الألمانية (إن 24) ان رحيل الرئيس العراقي صدام حسين إلى المنفى «سيكون مستحبا»
العدد 134 - الجمعة 17 يناير 2003م الموافق 14 ذي القعدة 1423هـ