العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ

من البحرين إلى مسقط

حسن حداد comments [at] alwasatnews.com

.

مهرجان مسقط السينمائي، كعادة المنجزات الثقافية العربية ثمرة لجهود فردية بالأساس، نجحت وتألقت منذ الدورة الأولى للعام 2000. وها نحن أمام الدورة الثالثة للمهرجان... الثامن عشر من هذا الشهر، موعد التقاء نخبة من المهتمين والمشتغلين بالسينما في العالم تحت سماء مسقط.

ينتابنا سؤال منطقي مشروع وهو: كيف تقام مهرجانات للسينما في بلدان لا توجد بها سينما؟!... ربما تكون الإجابة الإنشائية التلقائية، أن ذلك سيساهم في نشر الثقافة السينمائية التي بدورها ستؤسس لسينما المستقبل. فعدم وجود سينما في أي بلد، ليس مبررا لعدم وجود مهرجان سينمائي فيها. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، أولها تجربة (كان) الشهيرة ومهرجانها الأشهر. فعند إقامة أول دورة لمهرجان كان السينمائي الدولي في الخمسينات، لم تكن هناك سينما في هذه الدولة المستقلة، بل ان هذا المهرجان هو الذي سعى لتوفير الجو الثقافي السينمائي وجلب المنتجين السينمائيين من الخارج للتصوير فيها، وتشغيل الكادر السينمائي الفني والتقني فيها، ومن ثم أوجد أسسا صحيحة لسينما محلية.

طبعا هذه الإجابة غير شافية... فالبحرين ذات إنجاز في مجال إقامة المهرجانات والأسابيع السينمائية الناجحة، التي نظمها نادي البحرين للسينما منذ الثمانينات من القرن القريب الماضي. ومع ذلك لا يمكننا الحديث عن سينما محلية. كذلك بقية الدول الخليجية مثل الكويت وعمان والإمارات وقطر، وجميعها استضافت فعاليات سينمائية عربية ودولية... فهل كان لهذه الفعاليات تأثير لتكوين هذه السينما المفتقدة؟ أو على اقل تقدير هل أسست لذلك الهدف؟... طبعا لا.

مهرجان السينما العربية الأول الذي أقيم في البحرين في مارس/آذار 2000، كان بمثابة التجربة الخصبة بكل المقاييس، وكان قد اقترح علينا نحن المتابعين، مجموعة من الثمار والمشروعات السينمائية المستقبلية، أهمها: التعاون السينمائي المشترك بين الدول العربية عموما والخليجية بشكل خاص... الاتفاق مع منتج سعودي وتونسي على تصوير أول فيلم سعودي (سنين الرحمة) في البحرين، وبالتالي تشغيل القوى البشرية الفنية المحلية... الاتفاق مع الفنان داود حسين على إنتاج فيلم إماراتي كويتي بحريني مشترك... توقيع اتفاق التآخي بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وبين مهرجان السينما العربية، بحيث يتم تبادل الخبرات بين المهرجانين وابتعاث الطلبة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما بالقاهرة... الاتفاق مع المنتجين اليابانيين على إقامة أسابيع سينمائية يابانية وجلب السينمائيين اليابانيين لتقديم محاضرات في السينما إلى المختصين والمهتمين بالسينما في البحرين... تقدم مجموعة من المخرجين العرب لتقديم العون لتدريس الطلبة السينما وأساليبها خلال الفترة المقبلة... كما أن هناك عرضا من المنتج والمخرج الكندي إيزادور مسلم لتصوير فيلمه القادم (الدم الخارج) في البحرين، وهو من بطولة النجم عمر الشريف ثم توجت المشروعات بإشهار جمعية السينما لدول الخليج العربية (سنفرد مقالا خاصا بشأنها).

لا ندفع باتجاه إحباط مثل تلك الجهود والفعاليات أو نرمي لوأدها بل إننا ندعو إلى تفعيلها وصقلها لتكون الأداة الأساسية الكفيلة بتحقيق أحلامنا في وجود صناعة للسينما في منطقة الخليج العربي من خلال صوغ اتفاقات قابلة للتنفيذ وليست وهما يضاعف من يأسنا

العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً