أكد عضو مجلس الشورى الشيخ علي بن عبد الله آل خليفة ضرورة «الاهتمام بالعنصر البشري الذي هو الثروة الحقيقية لأي تجمع بشري على وجه الأرض وأي حضارة»، وذلك في المحاضرة التي نظمتها «جمعية الرفاع النسائية»، في مدرسة فاطمة بنت الخطاب بالرفاع الشرقي، تحت عنوان «الجودة في المجتمع الإسلامي».
ولخص آل خليفة مبادىء الجودة التي يمكن أن تحدث فارقا في حياة الأفراد، وتحقق لهم قدرا أكبر من النجاح والتعامل المثمر مع كل الظروف الحياتية الموجودة والمحيطة بالفرد، في اعتماد واضح على الإرث الديني والثقافي والاجتماعي الذي يزخر بالمبادىء والتعاليم والقيم التي تمكننا من تحسين وضع حياة الأمة واستشراف مستقبلها بقدر أكبر من التفاؤل.
نصائح لحياة أفضل
وقدّم آل خليفة نصائح عملية لكي يتمكن الفرد من تغيير حياته والمضي بها نحو الأفضل، أولها «جدد حياتك» مستفيدا من تجاربك ومغتنما الفرص، ثم «عش في حدودك» مستندا على مقولة «ما قل وكفى خير مما كثر وألهى».
وفيما يتعلق بالإعداد للمستقبل سواء من ناحية اقتصادية أو علمية أو اجتماعية، أكد المحاضر على «ضرورة الاهتمام بالمستقبل لا الاغتمام به، ولعل هذا الاغتمام سبب الإحباط الكبير الذي يشعر به شباب اليوم، بسبب قلقهم على مستقبلهم وكيفية بنائه وكيف سيكون عليه، وليست في هذه دعوة للتكاسل ولكن الأعمال بخواتيمها، و«من جعل الآخرة همه كفاه الله هم الدنيا».
سلبيات المجتمع المادي
وبين المحاضر أن آفة المجتمعات الحالية هي السعي وراء المادة، ونسيان الفضائل في خضم العراك المضني للحصول على المال، الأمر الذي رجع على تلك المجتمعات بأمراض ومشكلات نفسية وأخلاقية خطيرة تقلق بال الكثير من المسئولين والقائمين عليها، فقد بينت دراسة أميركية أن شخصا واحدا من بين كل 10 أشخاص معرض للإصابة بالانهيار العصبي، كما بينت نتائج دراسة على عينة من 176 من رجال الأعمال أن 33 في المئة من هم في سن أقل من 40 معرضين للإصابة بأمراض القلب وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم. واعتبرت دراسة أخرى أن القلق القاتل رقم واحد في العالم.
حل مشكلاتك بعقلانية
قدم المحاضر طريقة لحل المشكلات بطريقة علمية عقلانية، تتمثل خطوتها الأولى في أن تجمع الحقائق وتحللها بعيدا عن العاطفة، ومن ثم ابحث عن الحلول الأقرب سكينة إلى القلب. وبين المحاضر الثلاث المهلكات «الشح والبخل، اتباع الهوى، اعجاب المرء بنفسه» والثلاث المنجيات «العدل في الغضب والرضا، خشية الله في السر والعلن، القصد في الفقر والغنى» وذلك حسب ما ورد في كتاب للموارني ألفته قبل اكثر من 1000 عام، يحوي مبادىء للجودة ونصائح عملية وتقسيما للنظام بشكل متطور ومنهجي متميز
العدد 139 - الأربعاء 22 يناير 2003م الموافق 19 ذي القعدة 1423هـ