العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ

حدود الاحتكار الأميركي لأوروبا

على رغم حدوث إمتعاض كبير لدى الفرنسيين والألمان بصورة خاصة من التصريح الذي ادلى به وزير الدفاع الأميركي «دونالد رامسفيلد» الذي يرى فيه البلدين أنهما لا يمثلان أوروبا الحالية، بل «أوروبا الهرمة» يؤكد مسئول فرنسي خبير بالعلاقات الأميركية الفرنسية، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ «الوسط»، أنه لا يجب التصور مطلقا أن هفوة رامسفيلد الأخيرة التي وصفت في كل من باريس وبون وعدد من العواصم الاوروبية الأخرى بمثابة احتكار للاتحاد الأوروبي، يمكن أن تصل إلى حد التباعد بين الحلفاء، حتى ولو شهدنا خلال جلسة مجلس الأمن المقررة في 27 الجاري، مواجهة سياسة بين ممثلي فرنسا التي تترأس الدورة الحالية له، ومعها ألمانيا من جهة، ونظرائهم الأميركيين، من جهة أخرى.

في التوجه نفسه، ذكرت بعض المراجع الفرنسية المقربة من أوساط مجموعات الضغط المالية والنفطية في باريس، أن لب التباين بين باريس وواشنطن تحديدا، يكمن في رفض الإدارة الأميركية البحث مسبقا، اي قبل الهجوم على العراق، مسألة نفط هذا البلد، والحصة التي ستخصص لشركة «توتال إلف فينا» في كل من حقلي مجنون وأم عمر، الذي سبق لهذه الأخيرة أن تفاوضت بشأنهما مع الحكومة العراقية وجمدت المباحثات بالتالي بناء على تمني ورغبة الأميركيين. وفي السياق نفسه أيضا، ذكرت أوساط المعارضة الفرنسية، الممثلة في الحزب الاشتراكي لـ «الوسط»، أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيستثمر هفوة رامسفيلد لتهيئة الرأي العام الفرنسي وبالتالي الأوروبي، ما أمكن بهدف انتزاع مكاسب اقتصادية في العراق من دون ان تشارك بلاده بالعملية العسكرية المتوقعة، مكتفيا بإعطاء موافقة فرنسا على الضربة، كذلك إيجاد المبررات لها. في هذا الإطار، يدور الحديث في العملية الفرنسية على انتظار الغالبية الحاكمة صدور تقرير رئيس المفتشين «هانس بليكس» في الايام القليلة المقبلة قبل أن تحدد الخطوات التي ستنتهجها بالتنسيق الوثيق من الآن فصاعدا مع الحليف الاستراتيجي الجديد ألمانيا.

من ناحية أخرى أفادت دوائر فرنسية صديقة للعراق، أن المسئولين في هذا البلد أبلغوهم أول من أمس، انهم لا يعلقون الكثير على التجاذبات الحاصلة أخيرا بين المسئولين الأميركيين والفرنسيين والألمان، واصفين إياها «بالزوبعة في فنجان» وبالتالي فانهم لن يراهنوا على هذا التناقض الذي يصفونه بالعابر.

فرنسا - وديع فيحاني

العدد 144 - الإثنين 27 يناير 2003م الموافق 24 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً