العدد 170 - السبت 22 فبراير 2003م الموافق 20 ذي الحجة 1423هـ

فيلم Frida سيغير مجرى حياة سلمى حايك المهنية

بفيلم «Frida» تحول حلم سلمى حايك إلى حقيقة سوريالية. استغرق صنع الفيلم عشر سنوات، وفي إحدى المراحل تنافس مع مشروع سينمائي مماثل كانت ستؤدي بطولته جنيفر لوبيز. وفي النهاية وصل أداء حايك لدور الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو إلى الشاشة، فجاء مستحقا الانتظار طول هذه المدة.

ومثل لوحات كاهلو الذاتية، فيلم «فريدا» «صاعق بصريا» - باهر ومتعدد الألوان وأحيانا مرعب، ولكنه على الدوام صريح ومباشر. وهو أيضا «مسرحي واسع على النحو الذي يتوقعه المرء من المخرجة جوليا تيمور، الحائزة على جائزة «طوني» لإخراجها «الملك الأسد» على مسارح برودواي.

تستخدم تيمور لوحات كاهلو كثيرا وهي نقطة انطلاق الأكشن. إنها تبعث الحياة فيها فعلا. وأحيانا يبدو التصوير متلفا إلا ان الأثر الذي يتركه خيالي جدا ومن الصعب ألا يستسلم إليه الناظر.

والنص السينمائي المقتبس منسوب إلى أربعة أشخاص، وقد أعاد كتابته صديق حايك خارج الشاشة الممثل ادوارد نورتون (الذي يظهر أيضا في مشهدين في الفيلم بدور نلسون روكفلر)، وعادة كثرة عدد كاتبي النص هو إشارة سيئة. ولحسن الحظ انهم تمسكوا بحقبة حياة كاهلو لأن الحقيقة هي دائما أقوى من الخيال.

الفيلم يتعقب حياة كاهلو منذ ان كانت تلميذة في مكسيكو سيتي في مطلع عشرينات القرن الماضي، ثم غرامها وزواجها من رسام الجداريات دييغو رفيرا (يلعب الدور الفريد مولينا) الذي كان يكبرها بإحدى وعشرين سنة حتى تطورها لتصبح رسامة بذاتها. ومع انتشار شهرتها تدهورت صحة كاهلو العليلة أساسا وتوفيت في العام 1954 عن 47 عاما.

الزوجان الشهيران الثائران يتجادلان في الأمور السياسية مع خصم رفيرا دافيد سيكويروس (انطونيو بانديراس) ويذهبان إلى الحفلات مع المصورة تينا مودوتي (اشلي جود)، ويسافران إلى نيويورك إذ يثير رفيرا الشيوعي عاصفة يرسم لوحة جدارية في مركز روكفلر تظهر فيها صورة لينين.

ويحتوي الفيلم على بعض الأخطاء الصغيرة، فهو لا يذكر ان الآلام الجسدية المزمنة التي تعانيها كاهلو بدأت عندما أصيبت بشلل الأطفال وهي في سن السادسة، وليس في حادث سيارة الباص الذي كادت ان تلقى فيه حتفها في سن الثامنة عشرة في العام 1925.

وكذلك يذكر الفيلم ان كاهلو اجهضت في أثناء وجودها في نيويورك لحضور معرض للوحات رفيرا في متحف الفنون العصرية، في حين ان الحقيقة هي انها اجهضت في ديترويت.

كما يصورها الفيلم صريحة في مغامراتها الجنسية مع الرجال والنساء. والحقيقة ان كاهلو كانت متكتمة في شئونها الخاصة، بخلاف رفيرا الذي أنذرها منذ البداية ان «فيزويولوجيا» غير قادر على البقاء وفيا. ورقصة التانغو في حفلة مكتظة إذ تبادلت كاهلو قبلة محمومة مع دوروتي لم تحدث على الأرجح، إلا ان المشهد مثير ومصمم بشكل جميل.

ولأن الفيلم هو عن رفيرا أيضا بقدر ما هو عن كاهلو، فهو يخص مولينا بقدر ما يخص حايك.

ووصف علاقتهما معقدة لا يفسر شيئا. فلقد كان رفيرا يخونها من دون خجل، بما في ذلك علاقته المدمرة مع شقيقتها كريتسينا. أما لماذا ظلت معه فغير مفهوم، وقد كان سمينا وأنانيا ويذكرها بالضفدعة كما كانت كثيرا ما تقول.

ولكن أداء مولينا بودر رسام الجداريات متألق جدا ويسعف في تفسير لغز علاقتهما، فهو كان معلمها ثم زميلها، وصديقها ثم عشيقها. وكان مبهرا ديناميا وفهمها بطريقة لم يفهما، أو يستطيع ان يفهمها أحد غيره.

وأداء سلمى حايك لدور كاهلو لا يقل قوة وبراعة. انك لا تحس وكأنك تشاهد ممثلة تقدم حوادث رئيسية في تاريخ شخص مشهور بل تحس انك تشاهد الفنانة تعيش وتحيا أمام عينيك.

ولا يعود ذلك لكون ان حايك تشبه كاهلو كثيرا من الناحية الجسدية، بما في ذلك الحاجبان المتصلان اللذان اشتهرت بهما الفنانة، بل لأنها تفعم الدور بالفرح المعدي والحيوية المشتعلة والقوة المغناطيسية. إنه أداء سيغير مجرى حياتها المهنية حتما.

«فريدا» من توزيع ميراماكس وفيه جنس وعري ويستغرق عرضه 122 دقيقة

العدد 170 - السبت 22 فبراير 2003م الموافق 20 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً