العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ

خلو مشروع البيان الختامي للقمة العربية من إشارات واضحة إلى الأزمة العراقية

مبادرة سعودية لتنفيذ قرارات القمة

القاهرة - يو بي آي - أحمد أبوالمعاطي 

27 فبراير 2003

خلا مشروع البيان الختامي للقمة العربية التي ستبدأ أعمالها في منتجع شرم الشيخ المصري يوم غد السبت من إشارات واضحة إلى الأزمة العراقية، ما يعكس وجود خلافات عميقة بشأن سبل معالجة هذا الملف الذي يتصدر جدول أعمال القمة.

وأكد مشروع البيان على مسودة بأن القادة العرب اتفقوا على ان «التهديدات التي يتعرض لها العراق، وما يتهدد الدول العربية من مخاطر»، ربما تطور «إلى مواجهة عسكرية» تكون «تداعياتها خطيرة على المنطقة والأمن العربي».

كما أشار مشروع البيان إلى ان القادة العرب اتفقوا على دراسة «الحال بين العراق والكويت» وهي الصيغة التي أقرتها قمة عمان العام 2001 وتضمن مشروع البيان الختامي رفض القادة العرب «القاطع لأي عدوان خارجي غير مشروع ضد أية دولة عربية» كما أعلنوا التزامهم «بحل جميع الخلافات العربية بالطرق السلمية» ومن الواضح أن مشروع البيان الختامي الذي يقع في ثلاث صفحات من الصيغ الانشائية، لم يشر إلى الأزمة العراقية إلا في موضعين، ولم يوضح ما يمكن ان يتخذه القادة العرب من موقف إزاء المسألة العراقية، الأمر الذي اعتبره مراقبون في العاصمة المصرية إشارة إلى وجود خلافات حادة في أروقة الاجتماعات التمهيدية للقمة التي بدأت أمس الأول باجتماع المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، ويوم أمس باجتماع وزراء الخارجية العرب.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن الاجتماعات العربية أظهرت حتى الآن وجود ثلاثة معسكرات متصارعة بشأن كيفية التعامل مع الموضوع العراقي. الأول تتصدره الكويت ويصر على ان «الحرب حتمية» على العراق، وبالتالي يدعو إلى التعامل الواقعي مع نتائجها ويدفع إلى ان تعالج القمة الموضوع العراقي من هذه الزاوية. أما الثاني الذي تتزعمه مصر والأردن والسعودية فيدعو إلى «حل وسط» عن طريق إعطاء فرصة اكبر للمفتشين واستنفاد كل الوسائل السلمية لحل الأزمة العراقية. والمعسكر الثالث الذي يضم العراق وسورية يدعو إلى ضرورة ان يخرج مؤتمر القمة بـ «موقف واضح وصريح ضد الحرب» التي تهدد الولايات المتحدة بشنها على العراق.

إلا ان المصادر ذاتها أضافت أن مشاورات وزراء الخارجية العرب التي من المقرر ان تكتمل اليوم الجمعة ستؤدي إلى إيجاد حل وسط قد يدفع بالنتيجة إلى إلقاء تبعة المشكلة على عاتق الرئيس العراقي صدام حسين.

من جانب آخر، قلل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس من مخاوف عدم التزام بعض الدول العربية بالقرارات المنتظر صدورها عن القمة العربية وخصوصا تلك التي تصب في دعم الموقف العراقي في مواجهة التهديدات الأميركية بالحرب. وقال في تصريحات صحافية أمس إن قرارات القمة «لها الأولوية في التنفيذ على أية قرارات أو اتفاقات ثنائية أخرى» في إشارة واضحة إلى اتفاقات الدفاع المشترك التي أبرمتها دول عربية مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لافتا إلى مبادرة سعودية جديدة طرحها الأمير عبدالله تتعلق بتأكيد الدول العربية احترامها للقرارات التي ستنتهي إليها القمة

العدد 175 - الخميس 27 فبراير 2003م الموافق 25 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً