قرر البرلمان التركي أمس إرجاء التصويت على السماح للقوات الاميركية بالتمركز في تركيا استعدادا لحرب على العراق إلى غدٍ (السبت). وسيسبب هذا التأخير ضيقا لخبراء التخطيط الاميركيين إذ تنتظر عدة سفن في المياه التركية لإنزال معدات عسكرية.

وكان من المقرر أن يصوت البرلمان على هذه المسألة اليوم (الجمعة)، لكن تم إرجاء التصويت مرات بسبب الانقسامات الداخلية في الحزب الحاكم والتأخر في إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن شروط نشر القوات الاميركية في البلاد.

ومن شأن مشروع القرار أن يسمح بنشر حوالي 62 ألف عسكري و255 طائرة حربية و65 مروحية. كما يسمح للحكومة التركية بنشر قوات تركية داخل العراق.

وكان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم طيب رجب اردوغان أعلن (الأربعاء) الماضي أن حوالي عشرين ألف جندي اميركي سيدخلون الى شمال العراق انطلاقا من تركيا لفتح جبهة ثانية ضد النظام في حال نشوب حرب.

وأدلى اردوغان بهذا التصريح في حديث مباشر على قناة (دي) التلفزيونية عشية تصويت البرلمان على مذكرة حكومية تطلب الضوء الاخضر لانتشار 62 الف جندي في إطار الهجوم المحتمل على العراق المجاور.

يشار الى ان غالبية بسيطة من النواب الـ 550 كافية لتبني المذكرة التي قدمتها الحكومة (الاثنين) الماضي إثر ضغوط أميركية مكثفة. لذلك يتوقع ان يحصل حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي ويسيطر على أكثر من 300 مقعد برلماني، على اصوات كافية على رغم ان قسما من النواب يعارضون هذا الاقتراح.

ويذكر أن المشروعات التركية أثارت ردود فعل شديدة لدى الأكراد العراقيين الذين يتخوفون من ان تسعى انقرة الى توسيع سيطرتها لتشمل منطقتهم والمدينتين النفطيتين كركوك والموصل الخاضعتين حاليا لسلطة بغداد.

وحذر ممثلو المعارضة العراقية المجتمعون في مدينة صلاح الدين في كردستان العراق أمس تركيا من انها ستواجه «عواقب وخيمة» في حال تدخلت عسكريا في العراق، لكنهم أعلنوا استعدادهم لبحث هذه المسألة مع أنقرة وواشنطن.

وكانت السلطات الأمنية التركية منعت نحو 270 إعلاميا من مختلف أنحاء العالم من الذهاب إلى كردستان العراق عبر منطقة «الخابور» العراقية الواقعة على الحدود التركية لتغطية اجتماع لجنة التنسيق والمتابعة للمعارضة العراقية الذي يعقد في منطقة صلاح الدين التابعة لمحافظة أربيل.

وذكرت مصادر كردية أن الأتراك منعوا طاقم محطة (ان.ان.سي) الأميركية المرافقة لسفير واشنطن لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زادة الذي انتظر كثيرا على الحدود. وقالت المصادر إن طواقم إعلامية كثيرة تنتظر حاليا في منطقة الخابور.

وأشارت المصادر إلى أن زلماي خليل زادة أبدى امتعاضا من تعامل السلطات التركية تجاه طواقم الإعلام والشخصيات العراقية المعارضة التي حاولت الدخول من هذه المنطقة إضافة إلى الوفد الأميركي المرافق الذي يضم نحو 120 شخصية