العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ

بغداد تدمِّر ستة صواريخ وتعلن إيقاف التدمير في حال تعرضها لهجوم

بوش يكشف عن خططه لعراق ما بعد الحرب

أعلن مسئول عراقي أمس أن العراق سيوقف عملية تدمير صواريخ الصمود-2 في حال شنت الولايات المتحدة هجوما عليه خارج إطار الشرعية الدولية، فيما أكد الرئيس الاميركي جورج دبليو. بوش مجددا تصميم حكومته على نزع أسلحة نظام العراق، وتساءل المستشار الرئاسي العراقي الفريق عامر السعدي أمس في مؤتمر صحافي عقده في بغداد: «في حال لم تلتزم الولايات المتحدة بالطرق الشرعية، لماذا يجب علينا نحن أن نواصل» تدمير صواريخ الصمود-2؟

وكان العراق باشر (السبت) تدمير صواريخه وواصل العملية أمس عبر تدمير ستة صواريخ إضافية. من جهة ثانية قال السعدي انه تم أمس تدمير ستة صواريخ من نوع الصمود-2 باشراف الأمم المتحدة في العراق.

وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أن العراق «يبذل كل ما في وسعه» في مجال نزع السلاح لعدم إعطاء «ذرائع» للولايات المتحدة لمهاجمته. وقال بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي: «لن يسمح لهذا الدكتاتور بتخويف وابتزاز العالم المتحضر أو بإمداد الجماعات الإرهابية بأسلحته المخيفة، والتي لن تتردد في استخدامها ضدنا».

وكان الرئيس الاميركي يتحدث كما لو أنه صدر فعلا قرار بشن الحرب، اذ عرض تفاصيل المساعدات الإنسانية التي ستوزعها الحكومة الاميركية على العراقيين أثناء وبعد الحرب. وقال: «سنأخذ أيضا زمام المبادرة في تنفيذ المهمة الملحة والخطرة المتمثلة في تدمير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية».

وفي تركيا، أعلن رئيس الحزب الحاكم رجب طيب اردوغان انه لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن بشأن عقد جلسة جديدة في البرلمان لمناقشة احتمال انتشار قوات اميركية، بعد أن رفض البرلمان السبت مذكرة حكومية أولى بهذا الصدد. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون: «ليس هذا قرارا يمكن الاستخفاف فيه».

وتابع أن كلا من قيادة حزب العدالة والتنمية والحكومة «يجري تقييمه على انفراد» بشأن الإجراءات الواجب اتباعها بعدما رفض البرلمان بغالبية ضئيلة مساء السبت مذكرة حكومية تدعو إلى انتشار 62 ألف جندي اميركي في تركيا تحسبا لحرب على العراق.

وكان مسئول في حزب العدالة والتنمية أعلن أن لا نية للحكومة في تقديم مذكرة ثانية في القريب العاجل إلى البرلمان.

ورأت الصحافة التركية أن رفض المذكرة يعوق الاستعدادات الحربية الاميركية ويهز الحكومة التركية. وكتبت صحيفة «صباح» الشعبية أن «الحكومة أقامت حاجزا في وجه المذكرة الحكومية التي كانت ستفتح الطريق لإطلاق العملية في العراق»، في حين رأت صحيفة «راديكال» الليبرالية أن «قرار البرلمان يمثل انتصارا للديمقراطية التركية، غير انه سيؤدي إلى سياسة خارجية مترددة والى إضعاف الحكومة».

وأشادت الولايات المتحدة أمس في بيان صادر عن البيت الأبيض بالمعارضة العراقية «الشجاعة» عقب اختتام مؤتمر دام أربعة أيام في صلاح الدين في كردستان العراق، والذي بحث في مرحلة ما بعد الرئيس العراقي صدام حسين.

وبحسب البيان، فان «الولايات المتحدة تعتقد أن اجتماع لجنة التنسيق والمتابعة للمعارضة العراقية في صلاح الدين بشمال العراق، كان فرصة سعيدة لعدد من العراقيين الشجعان للاستمرار في التحضير لمستقبل ديمقراطي للعراق». وفيما يتنامى التيار المعارض للحرب الاميركية على العراق، تستمر واشنطن في التحضير للحرب على الأرض بحشد المزيد من القوات والمعدات، ودبلوماسيا بمحاولة الحصول على مزيد من الدعم لمشروع قرار تقدمت به مع بريطانيا واسبانيا إلى مجلس الأمن.

وذكرت صحيفة «اوبزرفر» الاسبوعية البريطانية أمس أن الولايات المتحدة تقوم بحملة تنصت على البعثات الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي، في إطار جهودها لكسب تأييد المترددين قبل التصويت على قرار ثان بشأن العراق.

واستنادا إلى الصحيفة البريطانية، فان هذه العملية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الاميركي تقضي بالتنصت على مكالمات المندوبين في الأمم المتحدة في منازلهم ومكاتبهم في نيويورك ومراقبة بريدهم الالكتروني.

وتستهدف هذه المراقبة المشددة بالدرجة الأولى بعثات الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن التي تعتبر «مترددة» بشأن العراق، وهي: انغولا والكاميرون وتشيلي والمكسيك وغينيا وباكستان، بحسب الصحيفة البريطانية.

وفي إطار الحركات الشعبية الاحتجاجية على حرب ضد العراق، تظاهر الآلاف من الطلاب الجامعيين مرددين شعارات معادية للولايات المتحدة في صنعاء أمس إذ سار المتظاهرون نحو خمسة كيلومترات على طول الطريق الدائري بالعاصمة وصولا إلى السفارة العراقية، إذ سلموا رسالة تعبر عن التأييد للعراق في مواجهة «العدوان الاميركي ضد الشعب العراقي العظيم».

وقالت الرسالة إن «أي عدوان أميركي على القطر العراقي هو عدوان على الشعوب العربية كافة». وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بعشرة آلاف.

كما تظاهر عشرات الآلاف من المغاربة أمس في الدار البيضاء (100 كلم جنوب الرباط) احتجاجا على هجوم اميركي محتمل ضد العراق. ورفع المتظاهرون الذين قدر عددهم بحوالى 150 الفا إلى 200 ألف شخص بحسب تقديرات الشرطة، بينما قدر المنظمون عددهم بحوالي مليون شخص لافتات كتب عليها «نحن جميعا عراقيون» إضافة إلى لافتات تهاجم سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش حيال العراق

العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً