مع استمرار العراق في تنفيذ المطالب المستمرة من قبل الأمم المتحدة وكان آخرها تدمير صواريخ «الصمود 2» بهدف منع نشوب الحرب عليها، فإن من الواضح أن الرئيس الأميركي جورج بوش ماض في مخططه لشن الحرب، إذ نقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن مسئول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن الرئيس بوش مازال على وعده بنزع أسلحة العراق «في غضون أسابيع وليس أشهر».
وفي الوقت نفسه مازالت بغداد تظهر بعض الصمود أمام الخطط الأميركية من خلال استعراضها يوم أمس لعدد كبير من قواتها العسكرية التي شارك فيها الآلاف من الجنود في قلب العاصمة العراقية بغداد إظهارا للتحدي أمام هجوم عسكري أميركي بريطاني محتمل ضد العراق.
وبشأن تحرك المحور المعارض للحرب، أعلنت الرئاسة الفرنسية في ختام لقاء للرئيس جاك شيراك مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أن فرنسا وروسيا «متمسكتان بنزع سلاح العراق سلما وتعارضان قرارا جديدا يجيز استخدام القوة» ضد العراق.
وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيليبان أعلن أمس في باريس أن روسيا وفرنسا «ستتحملان كامل المسئولية الملقاة على عاتقهما» في مجلس الأمن الدولي.
وقال الوزير الفرنسي لدى تلاوته «إعلانا مشتركا» بحضور نظيريه الروسي ايفانوف والألماني يوشكا فيشر «لن نسمح بإقرار مشروع قرار يجيز استخدام القوة».
وفي برلين، صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية بيلا اندا أمس أن الولايات المتحدة لا تملك غالبية في مجلس الأمن الدولي لتبني قرار جديد يسمح بشن حرب ضد العراق.
وأشار الناطق باسم الحكومة إلى «التطورات الايجابية» الأخيرة في العراق، لاسيما إلى بدء تدمير صواريخ «الصمود 2»، فيما يعتبر أول نجاح حققه المفتشون الدوليون في مهمتهم.
وكان العراق أعلن أمس أن تسعة صواريخ عراقية من طراز الصمود-2 دمرت بإشراف الأمم المتحدة، وهو أكبر عدد صواريخ تم تدميره في يوم واحد منذ بدء عملية التدمير في نهاية الأسبوع الماضي. وعلى صعيد متصل، ذكر مسئولون أميركيون أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيشارك في اجتماع مجلس الأمن الدولي الجمعة المخصص للازمة العراقية.
وقال هؤلاء المسئولون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن باول قرر التوجه إلى الاجتماع مع الإعلان عن حضور وزيري الخارجية الألماني والفرنسي، اللذين يعارضان مشروع قرار ثان ضد العراق، جلسة المجلس الجمعة. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الألماني في حديث ينشر اليوم الخميس أن الولايات المتحدة «ستكون مسئولة» في حال تدخل عسكري في العراق «عن المحافظة على تماسك البلاد واستقرار المنطقة بأكملها». وقال فيشر في حديث إلى مجلة «شتيرن» الأسبوعية الألمانية: «اشك في ان يتمكن جيش غربي كبير يتمركز لمدة طويلة بين دجلة والفرات من إرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط». ورفضت الحكومة الألمانية أمس دعوة وزير الخارجية الأميركي كولن باول للتعهد بتقديم معونات للمساعدة في إعادة تعمير العراق بعد الحرب الأميركية المحتملة ضده.
وفي لندن أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس أن الموعد المحدد لإجراء تصويت ثان في مجلس الأمن الدولي بشأن العراق «لا يزال موضع بحث»، مضيفا انه سيكون هناك تصويت ما لم يتعاون الرئيس العراقي بشكل كامل مع الأمم المتحدة.
وقال بلير الذي كان يتحدث في مجلس العموم البريطاني في إطار المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء انه ما زال «يعتقد أن هناك إمكانية لتجنب الحرب، ولكن شرط أن يمتثل الرئيس العراقي صدام حسين بشكل كامل» لقرارات الأمم المتحدة أو «يرحل».
وأبلغ بلير مجلس العموم أن صدام مازال في حال المخالفة المادية للقرار رقم 1441 حتى لو دمر صواريخ الصمود-2، ولكن لم يحدد مصير الأسلحة الأخرى التي يعتقد أنه يمتلكها
العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ