قدرت مصادر اقتصادية أن التبادل التجاري في موسم الحج تراوح بين مليار ونصف إلى ملياري دولار اميركي تم استثمار 150 مليونا في محلات تجارية لمواجهة الطلب المرتفع على المواد الغذائية من خلال مداومة عمل 670 محلا تجاريا على مدار الساعة، ولاتغيب عن ذلك الخطوط الجوية السعودية التي قامت بنقل قياسي من الحجاج (894 ألف حاج) ما يبشر بعوائد مالية بلغت عشرات الملايين من الدولارات وفقا لشركات الطيران، إذ بلغ عدد الرحلات في موسم الحج 1754 رحلة عبر سبعين محطة دولية، من بينها 19 محطة في الخليج ومنطقة الشرق الاوسط.
جاء ذلك الحديث في لقاءٍ لـ «لوسط» مع الباحث البحريني حسين المهدي عن الآثار الاقتصادية والتجارية لموسم الحج ومقارنتها باحصاءات سابقة إلى جانب تطرقه إلى استخدام التقنية الحديثة في الاماكن المقدسة.
وقال المهدي: كانت هناك فكرة استخدام الصراف الآلي الذي كان من المتوقع أن يخدم الحجاج بمبالغ تصل إلى نصف مليار دولار، إلا أن المشكلة التي أعاقت استخدام هذا الصراف هي صعوبة توفير الخدمات لهذا العدد الضخم من الحجاج والذي يتطلب الدقة والسرعة، إضافة إلى كميات كبيرة من السيولة المالية، ما يضعها في هامش مخاطر مرتفعة، كما أن هناك تقديرا رقميا لحجم التبادل الاقتصادي لقيمة الخدمة التي تقدمها حملات الحج، قدرت بنحو 266 مليون دولار أميركي، بالاضافة إلى قيمة الاتصالات الهاتفية بنحو 200 مليون دولار، وكذلك مشروع السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي عن طريق القسائم التي قدرت بقيمة 100 مليون دولار. وتراوحت اسعار الوجبات السريعة خلال الأيام الأولى بين 10 ريالات و12 ريالا يوم الخامس من ذي الحجة، ارتفعت بأكثر من الثلث لتصل إلى 18 ريال عاكسة الضغط الشديد على هذه المحلات، وبلغت في ايام الحج الأخيرة ضعفي سعرها، وينطبق ذلك أيضا على وسائل المواصلات التي تضاعفت أسعارها بأكثر من عشر مرات.
الحج والتكنولوجيا
لعل من اهم مظاهر استخدام التكنولوجيا في خدمة الحجاج - والحديث لحسين المهدي - ما قامت به شركات الانترنت المتخصصة من تقديم خدمات إلى الحجاج وتوفير معلومات عن طريق مواقع الكترونية من خلال بوابة رئيسية (البورتال) وذلك بعد ان استحوذت هذه الشركات على اكثر من ثلث سوق العمرة في العام 2000 وبمعدل نمو بلغ 55 في المئة في العام الجاري، وبلغ عدد من راجع هذه المواقع في الايام القصيرة ما يفوق 2,4 مليون زائر لأكثر من 200 شركة في السوق المحلية في 180 دولة في العالم شاركت فيها 1000 شركة سياحية عبر 70 موقعا حول العالم.
وأضاف الباحث: لاحظ الحجاج والمعتمرون في العامين 2002 و2003 ان المسئولين هناك بدأوا الاستفادة من تقنية المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة عن طريق تركيب 35 لوحة الكترونية على مداخل ابواب المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تعطي معلومات رقمية عن اوقات الصلاة لجميع الصلوات ودرجة الحرارة بما في ذلك مواقع السعي بين الصفا والمروة، كما كانت مزودة بإشارات خضراء للدلالة على وجود اماكن خالية لتخفيف الزحام.
ومن ناحية اخرى كان «المسنجر» هو بطل العام لاستفادة العدد الكبير من الحجاج عبر اتصالهم بذويهم بكلفة اقل بكثير مقارنة بالاتصال الهاتفي.
كما اشاد المهدي باستخدام مرشد الحملة الشيخ محمد صنقور الحاسب الآلي المحمول والمخزن فيه جميع الرسائل العملية ما يسهل مرجعية الاجابة عن أي سؤال.
زيادة الحجاج 19 مرة في 53 عاما
تضاعفت ارقام الحجاج خلال 53 عاما من 100 ألف إلى مليوني حاج إذ تبين الارقام ان عدد الحجاج زاد بـ 19 مرة مع ملاحظة ارتفاعه إلى الضعف في منتصف الخمسينات ووصوله إلى 400 ألف حاج العام 1970، وفي العام 1973 بلغ 654 ألف، وزاد بأكثر من 51 في المئة مع منتصف السبعينات ليصل إلى 918 ألف في العام 1975، وكسر حاجز المليون في العام 1983، وحافظ على هذا الرقم لثلاث سنوات متتالية، الا ان قرار «منظمة العالم الاسلامي» بالحاجة إلى المواءمة بين اعداد الحجاج المتزايدة بشكل مطرد ومستوى الخدمات والبنى التحتية آنذاك، ما خفض الرقم في العام 1988 بحوالي 25 في المئة، يصل في المتوسط إلى 756 ألف في الفترات بين العامين 1988 و1991 وكان ادناه في العام 1997 بسبب ظروف الحرب (حرب الخليج الثانية) اذ بلغ نحو 700 ألف في العام 1991.
ومع بدء موسم الحج في الموسم التالي له ارتفع الرقم إلى المليون، واستمر حتى 1998. وحقق العام 1999 رقما قياسيا للحجاج ببلوغه حاجز المليونين وحافظ على ذلك لكونه الرقم القياسي حتى هذا العام 2003 اذ زاد الرقم على المليونين من داخل وخارج السعودية اذ فاق عدد القادمين عبر الجو المليون وثلاثمئة حاج، وعبر الطريق البري نحو 50 ألفا وعن الطريق البحري كان الادنى عند 25 ألف نسمة.
وتميز موسم الحج الاخير بوجود اعداد كبيرة من اميركا وأوروبا على خلفية متناقضة مع حوادث 11 سبتمبر/أيلول اذ زاد الحجاج من اميركا على 10 آلاف وروسيا 10 آلاف، هذا ودعا المهدي إلى تفعيل دور البعثة الطبية وقنوات اتصالها بالبحرينيين وتسهيل حركة الحجاج من قبل السلطات السعودية لتفادي الزحام وتسريع اداء المناسك
العدد 182 - الخميس 06 مارس 2003م الموافق 02 محرم 1424هـ