العدد 186 - الإثنين 10 مارس 2003م الموافق 06 محرم 1424هـ

الحسين (ع) وتناقض المجتمع

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الحسين (ع) تحرك... لأن المجتمع كان ينحدر إلى الضياع... المجتمع يحب الحسين (ع) ولكن سيوفه مشهورة ضده ... مجتمع متناقض بصورة تبعث على الغثيان... وكانت الاكثرية تتأرجح بين صمت وبين مشاركة في ذلك الاغتيال السياسي الذي اقدم عليه يزيد لقتل الحسين (ع)... كان المجتمع (مازوخيا) يتلذذ بإيقاع الألم...

الحسين (ع) وصفهم بقوله: «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم فاذ محصوا بالبلاء قل الديانون».

الضحّاك ذهب ليقاتل مع الحسين (ع) ولكنه أخفى فرسا له خلف المخيم للهرب ساعة اشتداد الخطر... «لان الجبان أول ما يفكر في رجليه ساعة الخطر»... والجعفي قال للإمام الحسين(ع): «خذ فرسي هذا فقاتل به واعفني» ومن الصحابة من قال: «يا حسين اني رجل مشغول بقراءة القرآن»... انحدار القيم في أي مجتمع تدفعه إلى ارتكاب التناقضات من حيث لا يشعر، فبعد قتل الحسين (ع) راح بعض يسلب الخلخال من رجل بعض بنات الحسين (ع) وهو يبكي، فتسأله الطفلة: «اذن لماذا تسرق الخلخال؟ فيقول لها: «ان لم آخذه سيأخذه غيري» ... أهل الكوفة استقبلوا موكب السبايا وهم يبكون، وتسألهم زينب (ع) وهي تقول: «اتبكون؟ اذن من الذي قتلنا؟

انهم ينطبق عليهم قول الشاعر:

يا عابد الحرمين لو ابصرتنا

لعلمت انك بالعبادة تلعب

يامن يخضب نحره بدموعه

فنحورنا بدمائنا تتخضب

وهكذا هو التاريخ يحدثنا بازدواجية الامم على طريقة «قلوبنا معك وسيوفنا عليك».

...اليوم يكثر في هذا العالم التباكي والبكاء على الحقوق المضاعة وعلى حقوق الانسان من قبل الأنظمة والمنظمات الحقوقية وغيرها، ومن النظام العالمي... وهو في الوقت نفسه من اوائل المتورطين في سرقة العالم وفي اختلاق الحروب.

تقرير اليونسيف يقول: «ان 14 مليون طفل في العالم دون الخامسة هم ضحية الجوع والمرض والخطف، وان 40 ألف طفل يموتون من الجوع ما بين طلوع الشمس إلى غروبها... وعلى رغم ذلك تسمع في ديباجات سياسيي العالم تلك البكائيات والتناقضات.

ثورة الحسين ثورة ضد ذلك التزييف، وضد ذلك الكذب السياسي الميكافيلي، وذلك الرقص السياسي الذي يحدث على أوجاع الفقراء.

الحسين (ع) يرى الموت سعادة اكبر من البقاء في مجتمع العبودية والقهر... مجتمع يكون فيه الانسان تحت رحمة الفرد وانانية وجشع الرأي الواحد والسياسة الواحدة... لذلك كانت حركته لأجل تحقيق العدالة الاجتماعية بأممية ناصعة وليس في ظل شرنقات وخلافات ضيقة على زقاق أو واجهة اجتماعية أو تسلط دول

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 186 - الإثنين 10 مارس 2003م الموافق 06 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً