العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ

تخوّفات إيرانية من اتساع دائرة الحرب على العراق

في جلسة طارئة لوزارة الدفاع

يمكن وصف جلسة وزارة الدفاع التي عقدت أمس وترأسها وزير الدفاع الادميرال علي شمخاني بحضور مساعديه ومستشاريه وكبار صناع القرار «بالطارئة».

وتم التباحث في آخر تطورات المنطقة والأزمة العراقية واتخاذ حال طوارئ في الأقسام المختلفة من وزارة الدفاع.

وقد أشار شمخاني إلى تصاعد وتيرة الأوضاع في الحدود المجاورة للمناطق الجنوبية والغربية وشمال غرب إيران مؤكدا ضرورة الاستعداد التام في الأقسام العسكرية كافة.

وحمّل شمخاني الوجود الأجنبي غير المبرر في المنطقة مسئولية اندلاع حرب الخليج الثالثة. هذا وتسلم شمخاني تقارير من جميع الأقسام المتعلقة بوزارة الدفاع بشأن الاستعدادات الصناعية الدفاعية.

على الصعيد نفسه، وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي تحذيرا للقوات الأميركية والبريطانية يدعوهم فيه إلى الانسحاب من المعركة لأنه إذا كان الدخول في الحرب بأيديهم فإنه من غير المعلوم ان تكون نهاية الحرب بأيديهم أيضا.

ووصف خامنئي الحرب بأنها احتلال للعراق وللسيطرة على المنطقة والهيمنة على مصادر النفط، داعيا إلى وقف فوري للحرب.

وتابع خامنئي في رسالة موجهة إلى الشعب الإيراني بمناسبة رأس السنة الإيرانية الجديدة مشيرا إلى ان إيران لا تدافع عن النظام البعثي العراقي وإنما تدافع عن الشعب العراقي وان مصير العراق يجب ان يكون بيد هذا الشعب. ودعا خامنئي الشعب ولاسيما الشباب الى التيقظ للأساليب التي تنهجها أميركا وبريطانيا، والاستعداد للحضور الفاعل في الساحات المختلفة.

من جانبه أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي ان أميركا قوضت أسس المنظمات الدولية ولاسيما الأمم المتحدة مشيرا الى الخسائر التي ستواجه الشعب العراقي والتهديدات التي ستواجهها المنطقة والعالم بأسره جراء اندلاع الحرب من قبل قوة تشعر بأن لها الحق في فرض مطالبها على الآخرين في أي مكان وبأي ثمن كان.

وتابع خاتمي: ان إيران مستمرة في اتصالاتها مع العالم وتأخذ في الاعتبار مصالحها وتسعى جاهدة للحفاظ عليها.

على صعيد آخر حث وزير الخارجية كمال خرازي في حديث هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، الأمم المتحدة على القيام بمسئوليتاتها الإنسانية، ودان الحرب مجددا، مطالبا بوقف فوري للحرب وقيام الأمم المتحدة بمسئوليتها في هذا الإطار.

وتباحث خرازي ونظيره الاسباني في حديث هاتفي ايضا تبعات الحرب محملا المجتمع الدولي ولاسيما الدول التي أشعلت الحرب مسئولية آثار الحرب الإنسانية.

وعلى صعيد الوضع الإيراني الداخلي، أكد المساعد العسكري والأمني لوزارة الداخلية الإيرانية ان الحكومة الإيرانية اتخذت جميع الإجراءات التي تضمن سلامة الأراضي الإيرانية، واستبعد علي اصغر احمدي ان يتم ضرب المناطق الحدودية بالاسلحة الكيماوية إلا انه وللاحتياط فإن قوى الجيش والحرس قد اتخذوا الإجراءات اللازمة من تأمين التجهيزات للمحافظات المتاخمة للحدود. وأشار احمدي إلى وصول ما يقارب 70 عائلة عراقية نصبت خيمها على الحدود مع إيران نافيا دخول ـ أي عراقي لاجئ ـ الاراضي الإيرانية. وشكلت وزارة الخارجية الإيرانية لجنة خاصة لمتابعة الأزمة العراقية والحرب وسبل الحد من آثارها وذلك برئاسة وزير الخارجية الإيراني تضاف إلى اللجنة الخاصة بالأزمات في الداخلية الإيرانية والتي يرأسها وزير الداخلية بنفسه أيضا.

أما على الحدود الإيرانية، فقد أشارت بعض التقارير الإعلامية الواردة من منطقة خسروي والمناطق الحدودية الأخرى إلى ان سحبا من الدخان يمكن رؤيتها من الأراضي الإيرانية تصاعدت بكثافة في المنطقة بسبب احتراق بعض انابيب النفط في منطقة خانقين العراقية، مشيرة إلى ان اندلاع هذه الأنابيب مصدره القوات العسكرية العراقية التي تريد خفض مدى الرؤية لدى قوات التحالف، في الوقت الذي شهدت فيه المناطق الإيرانية الحدودية نوعا من الخوف المشابه للهلع نتيجة سماعها لأصوات الصواريخ والقصف الذي طال المناطق العراقية القريبة منها على رغم التطمينات الرسمية للمواطنين

العدد 197 - الجمعة 21 مارس 2003م الموافق 17 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً