العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ

«بلدي الوسطى» ومواطن عجوز ينتظر بناء منزله «الآيل»

قبل أيام اطلعنا على حال مواطن يعيش في منزل آيل إلى السقوط، وبمعنى آخر متهالك، لا يقوى على الصمود أكثر من أيام معدودة، فليس غريبا إذا ما قرر المنزل المتصدع في يوم من الأيام السقوط على ساكنيه وتحدث الكارثة - لا قدر الله - وهو أمر لا يتمناه أحد لهذه الأسرة الفقيرة.

صاحب المنزل، كبير في السن ويعاني من أمراض كثيرة وعاجز عن العمل، وتقدم بطلب لإعادة بناء منزله الآيل إلى السقوط إلى المجلس البلدي بالمحافظة الوسطى قبل أكثر من عام، ولديه رقم الطلب، إلا أنه وللأسف الشديد لم تُتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة بناء المنزل أسوة ببقية المواطنين الذين تقدموا بطلباتهم لإعادة بناء منازلهم في مختلف الدوائر الانتخابية، حتى كتابة هذه السطور.

ولا يدري المواطن ما الأسباب التي منعت المجلس البلدي من تنفيذ هذا الأمر؟ إذ كان من المفترض متابعة هذه المسألة من قبل عضو مجلس البلدي للدائرة التي يتبعها المواطن ولكن لم يحدث ما كان يتمناه المواطن، الأمر الذي حز في النفس كثيرا.

المواطن الذي نعنيه يعاني من الفقر المدقع الذي لا يمكنه من إشباع بطون من يعولهم، وذلك بحسب الدراسات التي قامت بها لجنة دراسات حالات الأسر الفقيرة بصندوق مدينة عيسى الخيري، وهي المسألة التي جعلتنا نضع علامة استفهام كبيرة حول هذه القضية الإنسانية؟

في الواقع لم نكن نرغب في إثارة قضية هذا المواطن المأسوية في الصحافة، ولكن اطلاعنا على نتائج دراسة حالته التي أجراها الصندوق حتمت علينا وجعلت من واجبنا الأخلاقي أن نشير إلى مأساة هذا المواطن من جوانبها الإنسانية والحقوقية، لمعرفة الملابسات التي حالت بينه وبين إعادة بناء منزله... أليست كل الشروط متوافرة في قضية هذا المواطن؟ ألم تتوافر كل المبررات اللازمة لتنفيذ هذا العمل؟ ألم تنطبق على حالته كل معايير مشروع بناء المنازل الآيلة إلى السقوط؟ إذا كان كل ما ذكرناه متوافرا بحسب الواقع الذي اطلعنا عليه، فما المبررات التي دعت المجلس البلدي بالمحافظة الوسطى إلى أن يمتنع عن تنفيذ ما توافرت فيه كل المتطلبات المطلوبة لهذا الغرض؟

نتمنى أن يضع المجلس البلدي هذا المواطن وغيره من المواطنين الذي يعيشون الظروف نفسها في مقدمة اهتماماته، ونحن نعلم أن المجلس البلدي في المحافظة الوسطى عامر بالأعضاء الحريصين على سلامة المواطنين في مختلف دوائر المحافظة الوسطى الانتخابية، لذلك نخاطبهم خطابا إنسانيا، ولعلمنا الأكيد بإنسانيتهم الراقية التي تمنعهم عن تجاهل أو تغافل هذه المسألة الإنسانية.

غير هذا وذاك أن ما نطلبه حق لهذا المواطن، نرجو أن يكون جواب المجلس البلدي إيجابيا وسريعا، أسرع مما نتوقعه، وهو ما نتمناه منه ونتوقعه منه، ولا نعتقد أنهم سيخيبون ظننا وظن ذلك المواطن.

ظننا في أعضاء المجلس البلدي أنهم سباقون في مثل هذه القضايا التي تشكل خطرا على أمن وسلامة المواطن، ونحن على يقين لا يداخله الشك بقدرتهم على حل مشكلة هذا المواطن، لعلمنا الأكيد بإخلاصهم وتفانيهم في خدمة المواطن، بنسب متفاوتة ترتقي إلى مستوى طموح المواطن في جانب وتهبط في جانب آخر، ولكن بصورة إجمالية جميعهم يجتهدون في إبراز خدماتهم في دوائرهم الانتخابية بالصورة اللائقة، ولا نظن أن فيهم من يتعامل مع المواطنين في دائرته بمكيالين كما يقولون، لأنهم في اعتقادنا أجَل من هذا الأمر وأكبر، لأن من يقوم بذلك يشكل لديه وصمة عار في جبينه.

(الاسم والعنوان لدى المحرر

العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً