العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ

احتلال البصرة يفتح الطريق للوصول إلى حقول النفط في مجنون

شددت ادارة العمليات العسكرية الاميركية والبريطانية خلال الايام الماضية على ضرب مدينة البصرة الاستراتيجية بقوة للسيطرة على هذه المدينة بأسرع ما يمكن لتأمين الوصول إلى منابع النفط في منطقة مجنون.

وتعتبر حقول مجنون الممتدة عبر النظر اغنى مناطق العراق النفطية، لانها تضم اكبر احتياطي نفطي في الشرق الاوسط، وربما في العالم، لذلك فإن القوات الاميركية والبريطانية تحاول وبأقصى ما يمكن التركيز على احتلال محافظة البصرة، لانها تشكل مفتاح الوصول إلى حقول نفط مجنون الواقعة بين العمارة والبصرة، على الجانب الشرقي الممتد بموازاة الحدود مع ايران.

وقد تكفلت الشركات الفرنسية منذ السبعينات باستثمار هذه الحقول، فاستغلت بعضها وحددت بعضها الآخر باشارات رقمية، مؤجلة استغلالها إلى وقت آخر، بعد ان عطلت الحرب العراقية الايرانية ومن ثم حرب الخليج الثانية عملية الاستغلال. وتشكل حقول مجنون قمة الاندفاع الاميركي للسيطرة على العراق، كي تقطع الطريق على الشركات الفرنسية والروسية المنافسة - والتي وقعت عقودا استثمارية لبعض هذه الحقول - على الاقتراب إلى المنطقة التي اثبتت الاختبارات انها منطقة تعوم على بحر من النفط، الذي يصل عمره إلى نحو قرن من الزمن المقبل.

وانطلاقا من الاستراتيجية الاميركية تجاه العراق، فإن سيطرة القوات الاميركية على محافظة البصرة او الناصرية، من شأنها ان تفتح الطريق امام القوات للسيطرة على حقول مجنون. بيد أن نظام بغداد كان قد انتبه إلى ذلك منذ فترة طويلة، فوضع قوى عسكرية ضاربة حول هذه المنطقة في محافظتي البصرة والناصرية. فحوالي البصرة يتحرك الفيلق الرابع، وفي محافظة الناصرية توجد قاعدة «الامام علي بن ابي طالب» الصاروخية، وكلا القوتين خصصتا للدفاع عن حقول مجنون النفطية، لذلك تحاول القوات الاميركية تشديد ضرباتها للقوات العراقية المنتشرة في هذه المنطقة، كي تقترب اكثر فاكثر من هذه الحقول، لتبسط سيطرتها عليها بعد ان اكملت سيطرتها على حقول الرميثة الواقعة في الجهة الغربية من حقول مجنون، بالقرب من مدينة ام قصر.

وإلى الآن تبدو ظروف القوات الاميركية ليست سهلة، فالبصرة مازالت تقاوم بقوة وصلابة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الناصرية، ولعل محاولات القوات الاميركية تواجه بقتال شديد، ولابد ان ننتظر بعض الوقت لكي نشهد تطور الحوادث المتعلقة بمدينة البصرة وحقول النفط في مجنون

العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً