أعلن وزير الخاريجة الأميركي كولن باول في أنقرة أمس أنه لا حاجة إلى دخول القوات التركية إلى شمال العراق في الوقت الراهن لأن القوات الأميركية «تسيطر على الوضع» هناك. وقال باول أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبداللّه جول انه «لا يوجد حاجة لأي تحرك للقوات التركية عبر الحدود» داخل شمال العراق.
وقال باول «في كل هذه الحالات استطعنا أن نظهر لأصدقائنا الأكراد أننا نراقب الوضع عن كثب وأننا نسيطر على الوضع»، و«لقد تمكنّا من جعل الوضع مستقرا بطريقة أعتقد إنها ستجعل احتمال الحاجة إلى التوغل ضئيلا، إلا أن باول قال ان الجانبين اتفقا على عملية للإنذار المبكر بينهما بشأن أي مشاكل في شمال العراق وقررا تشكيل «لجنة تنسيق» لتحديد كيفية التصدي لمثل هذا الوضع.
وكانت شبكة التلفزة التركية «ان تي في» أفادت أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول طلب أمس من أنقرة مساعدة لوجستية للقوات الأميركية في شمال العراق تشمل خصوصا تزويدهم بالوقود ونقل الجرحى، في وقت تظاهر عشرات الأشخاص من حزب الكادحين في أنقرة احتجاجا على زيارة باول إلى تركيا.
وقال المصدر ان الطلب تم خلال مباحثات باول مع نظيره التركي وزير الخارجية عبدالله جول. وأوضح ان واشنطن طلبت من تركيا السماح بنقل مساعدات إنسانية إلى شمال العراق وتسهيل التجارة عبر الحدود مع تلك المنطقة، كما طلب باول من تركيا إرسال وقود إلى القوات الأميركية في شمال العراق والسماح بنقل جرحى إلى قاعدة انجرليك الجوية جنوب تركيا. ويوجد في القاعدة مستشفى قسم منه تحت الأرض ويمكنه استقبال العشرات من الجرحى. وتباحث باول الذي يرافقه ممثل واشنطن لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاده مع جول في شأن الوضع في شمال العراق بحيث كانت أنقرة تنوي إرسال قوات. وتعارض واشنطن والفصائل الكردية التي تسيطر على كردستان العراق إرسال قوات تركية مخافة حدوث مواجهات مع الجنود الأتراك. وقد عقد رئيس وزراء تركيا ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان جلسة مباحثات مع باول.
وكان باول قد اجتمع في وقت سابق مع رئيس الجمهورية نجدت سيزار ووزير الخارجية عبد الله جول. وقد احتشد المتظاهرون أمام القصر الجمهوري وأمام مقر رئاسة الوزراء ومقر وزارة الخارجية للتعبير عن رفضهم لهذه الزيارة ولأي مطالب عسكرية أميركية جديدة من تركيا، وطالبوا بضرورة وقف الحرب الأميركية على العراق وردد المتظاهرون شعارات ترفض الغزو الأميركي واستهداف المدنيين في العراق. ونجح العشرات من دخول مبنى رئاسة الوزراء قبيل وصول باول إلى المبنى للاجتماع مع رئيس الوزراء أردوغان. واعتقلت قوات الأمن التركية عددا من المتظاهرين واتخذت تدابير أمنية مشددة حول المبنى منعا لوقوع مثل هذه المظاهرات أثناء زيارة باول لرئاسة الوزراء.
وشهدت العلاقات بين واشنطن وأنقرة المتحالفتين منذ العام 1952 داخل الحلف الأطلسي توترا مفاجئا بعد ان رفض البرلمان التركي السماح بانتشار 62 ألف جندي أميركي في تركيا وفق خطة عسكرية تلعب فيها تركيا دورا محوريا في الجهاز العسكري الأميركي البريطاني ضد العراق
العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ
