العدد 215 - الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ

قوات التحالف تستعرض قوّتها في بغداد ليس أكثر

قال رئيس الأكاديمية الاتحادية للسياسة الأمنية نائب الأدميرال السابق هانس فرانك في مقابلة خاصة ان قوات التحالف لا تعتزم في رأيه احتلال مدينة بغداد وإنما تعمل على استعراض قوتها في إطار عملية محدودة. وهذا نص المقابلة:

قال التحالف انه يسيطر منذ أمس على الشوارع والمنافذ المهمة في العاصمة العراقية ووفقا لبيانات عسكرية استطاعت قوات التحالف احتلال أهم قصر للرئاسة هل بدأ تنفيذ الفصل الختامي بالهجوم على قلب بغداد؟

- صحيح ان التحالف يحيط بمدينة بغداد ومعنى هذا أنه يعمل من أجل الحيلولة دون نجاح الرئيس العراقي صدام حسين وأعضاء الحكومة وحزب البعث في مغادرة المدينة إذا كان الرئيس العراقي مازال موجودا فيها. ففي حال وجوده في بغداد سيعمل التحالف على السيطرة على قصر بعد الآخر.

هل هذه ما يطلق عليها بلغة العسكر (استراتيجية وخزة الإبرة)؟

- لا أعتقد أن ما يفعله التحالف هو تنفيذ استراتيجية وخزة الإبرة بل عمليات منفردة لقوات الكوماندوز الخاصة. معنى ذلك عدم القيام بهجوم شامل وإنما تنفيذ هدف عسكري محدد يقوم على نشاط القوات البرية والاستعانة بدعم الطائرات الحربية وقوات خاصة بحيث تتوغل قوات الكوماندوز في العمق ثم تتراجع.

هل تعتقد أن التحالف يتبع حاليا الإستراتيجية العسكرية الصحيحة لبلوغ هدفه؟

- نعم، من وجهة النظر العسكرية هذه استراتيجية وقائية ومهمة بالنسبة إلى التطورات السياسية، وهدفها على ما يبدو محاولة تجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات التحالف وفي صفوف القوات العراقية أيضا، وهي استراتيجية قديمة العهد يرمي التحالف من ورائها إلى استعراض قوته في بغداد.

هل تعتقد أن التحالف سيعمل باستراتيجية مماثلة في البصرة؟

- لا، إن هدف التحالف الأساسي الآن هو الإجهاز على الحكومة. طالما الحكومة موجودة من خلال الظهور التلفزيوني لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف فإنه ينقل إلى الشعب أن الحكومة العراقية مازالت موجودة وأنها تتحكم في زمام الأمور وقادرة على الصمود. لن يكون بوسع التحالف إعلان تشكيل حكومة جديدة طالما لم ينجح في الإجهاز على الحكومة الحالية وبالتأكيد لا يريد التحالف إبقاء جنوده داخل منطقة الخطر وإنما يريد حسم المعركة التي شارفت على نهايتها.

هل تعتقد أن التحالف يخطط لاحتلال بغداد؟

- لا، إن هذا لن يفيده كثيرا، بل سيعرض جنوده لأشد خطر كما سيعرض حياة المدنيين العراقيين للخطر أيضا. ونحن نعلم من تجارب سابقة أن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين من شأنه أن يقلب الأمور رأسا على عقب ويثير غضب العالم، لا أعتقد أن هدف التحالف هو احتلال بغداد.

متى باعتقادك ستنتهي المعركة؟

- بالوسع القول أن الحرب حسمت لصالح التحالف حين يتمكن من إبطال مفعول الحكومة وقطع سبل الاتصال بينها وبين الشعب، أي فصل الحكومة عن الشعب. هذا بغض النظر عن الطريقة التي يلجأ إليها الحلفاء، القضاء على أركان الحكم أو اعتقالهم فهذا ليس مهما. حين يشعر العراقيون بأنه لم تعد هناك قيادة ولم يعد أحد يتحدث إليهم سيتعودون على الجهة الإدارية التي ستتولى تسيير شئونهم. وأعتقد أن التحالف لن يترك ثغرة زمنية وفرصة ظهور فراغ في الحكم وسيوكل مهمة تسيير أمور البلاد على الفور إلى حكومة انتقالية.

هل تتوقع أن يبدي الحرس الجمهوري مقاومة شديدة؟

- من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأننا لا نعرف حقيقة كم تبقى منهم في بغداد. أعتقد أن الغارات الجوية التي استهدفت قواعدهم أضعفت قوتهم ولم تمنحهم فرصة للمقاومة.

هل معنى ما تقوله ان الحرس الجمهوري سيعلن استسلامه؟

- لا أعتقد أن الحرس الجمهوري سيعلن استسلامه، وإنما إذا شعر الجنود أن الحكومة العراقية لم تعد نشطة وانقطعت الصلة بين الجانبين، سيرمي الجنود أسلحتهم وسيرتدون سترات مدنية ويحاولون الاختلاط في صفوف المدنيين وهكذا يحل الحرس الجمهوري نفسه بنفسه. كما إنني لا أستبعد أن يلجأ بعضهم ولا أستطيع هنا تحديد النسبة، إلى المقاومة السرية حتى تتضح صورة المستقبل السياسي للعراق

العدد 215 - الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً