العدد 216 - الأربعاء 09 أبريل 2003م الموافق 06 صفر 1424هـ

المرجع السيستاني قوي وثابت وأخاف عليه ولا أخاف منه

المفتي عبدالأمير قبلان لــ «الوسط» :

أكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان المفتي الشيخ عبد الامير قبلان في حديث لـ «الوسط» ان الاتصالات مقطوعة عن المرجع الديني في النجف الاشرف السيد علي السيستاني، وانه يرفض استقبال انصاره واصحابه، وهو قوي وثابت وملتزم بما يأمره الله.

وتوقع المفتي قبلان حصول مقاومة في العراق اذا كان أمد الاحتلال طويلا، منتقدا مواقف الدول المحاذية للعراق باستثناء سورية.

في مقره في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى كان هذا الحديث.

سماحة المفتي هل ترون في الذي يجري في العراق فلسطين ثانية؟

- ان سكوتنا ازاء ما جرى في فلسطين أوصلنا الى هذه المشكلة الكبيرة. فلو وقف العرب أنظمة وجامعة دول عربية ومنظمة العالم الاسلامي ضد الهجمة الاسرائيلية على فلسطين لوفرنا الكثير من المشكلات على انساننا وارضنا. علينا الآن أن نبادر جميعا وبموقف حاسم وحازم ضد ما يجري في العراق، فالعراق اليوم يجاهد وحده ويتصدى للغزو الاميركي ـ البريطاني لوحده. ونحن نفتخر بهذا الشعب وهذه القوى التي تبارز أعداء الامة وتتصدى لأكبر هجمة عاتية على العراق وعلى الامة العربية ابتداء من العراق. لقد تجاوز ما يجري على أرض العراق ما جرى في فلسطين. في فلسطين في العام 48 كان القتال بامكانات ضعيفة والشعب العربي لم يقصر يومها، ولكننا دائما نشكو من تعاون بعض الانظمة مع العدو. ان العراق اليوم يعيش شلال دم، صحيح أن فلسطين تعيش ذات الوضع ويكابد الشعب الفلسطيني ما يكابده ، اما في العراق...

ما الذي تخشون وقوعه في العراق؟ تشرذم القوى المناهضة للعدوان أم تقسيم العراق أم الاحتلال الدائم؟

- اذا لا سمح الله انتصر المتحالفون على العراق فاننا نخاف على وحدة العراق، وتكون الطريق امام هذه القوى للتحكم بدول المنطقة اسهل سواء للقريبة او البعيدة. نحن نخاف التشرذم والتشتت، ونخاف من نشوء دويلات جديدة، ومن تفرقة بين الطوائف وفتنة بين سنة وشيعة. هذا كله نأخذه بالحسبان. اضافة الى ان هذه الحرب هي من طبيعة حروب الشركات التي تسعى الى السيطرة وامتصاص ثروات العراق.

كيف السبيل الى تجنب ما أمكن من نتائج هذه الحرب؟

- لا يوجد في الميدان الا لبنان وسورية، وموقفهما جيد فيما دول الجوار المحاذية للعراق تقف متفرجة.

هل ينطبق ذلك على الدول الحدودية مع العراق كافة؟

- قطعا قطعا، انهم يخافون على مصالحهم، متناسين هذا الغول الاميركي الزاحف على منطقتنا والذي يأكل الاخضر واليابس. الذي يحصل لم يسبق ان حصل لا في فيتنام ولا افغانستان ولا يوغوسلافيا، كما أن التصدي الذي يحصل في العراق لم يحصل مثله. ان المقاومة العراقية في جنوبه وفي بغداد يتصدون لوحدهم ضد هذا الغزو.

لو تجاوزنا موقف الانظمة، كيف ترى الى القوى الموجودة على الارض، وكيف تنظرون الى الفتاوى التي صدرت عن مختلف المراجع الدينية الاسلامية؟

- كان من المقرر ان تكون هذه الحرب اسلامية - مسيحية ولكن تصدى لها بابا الفاتيكان بموقفه الرافض لهذه الحرب، فانتقلنا من طابعها الديني الى المذهبي. الواقع ان علماءنا في النجف كان لهم موقف واضح وصريح، فمنذ دخول الغزاة الى ارض العراق طلبوا من مقلديهم التصدي للغزاة والوقوف أمامهم وعدم التعاون معهم. أما ما صدر مؤخرا فهو مدسوس ومحض افتراء، فالمرجع السيد علي السيستاني موقفه معروف منذ البداية وهو ضد الاحتلال وضد الغزو وضد هذا الغازي لارض العراق، وهوالآن لا يقابل أحدا.

هل تخشون ان يتعرض لضغوط تؤدي الى نقل كلام عنه لم يقله؟

- أولا هو لم يقابل أحدا، ويرفض استقبال انصاره واصحابه، وهو يسكن في بيت متواضع جدا جدا وتبلغ مساحته 70 مترا مربعا، هذا مرجع الطائفة، وهو يعمل على منح ما لديه الى الفقراء وأصحاب الحاجة. انا لا اخاف عليه لانه ثابت وقوي وملتزم بما يأمره به الله. أنا أخاف عليه ولا أخاف منه. لذلك اذا كان هناك بعض المتطفلين أو من يدعي وصلا بالعلم يباع ويشرى ويريد ثارا هنا وهناك فهذا لا يسمع له حتى لو قال، أما مراجعنا كالسيدين السيستاني ومحمد سعيد الحكيم فهما من المراجع التي يشار اليها بالبنان، والناس تحترمهما وتقدرهما، وهما مع الخط الاسلامي العربي المناهض للاحتلالات منذ ابتدأت الاحتلالات الى يوم القيامة.

هل اجريتم اتصالات مع هذه المراجع في النجف؟ وهل انتم على اطلاع على ما يدور هناك غير الجانب العسكري؟

- لقد اتصلنا في اليوم الاول للخبر الذي اذيع على لسان السيد سيستاني وقد تبين لنا انه خبر مدسوس وعار عن الصحة، والسيد لا يقابل أحدا ، كما ان الاتصالات قطعت عنه لاحقا.

ما هو تعليقكم على عودة السيد عبدالمجيد الخوئي بالطريقة التي عاد بها الى العراق؟

- ان السيد عبدالمجيد الخوئي عراقي يمتلك مؤسسة في لندن، لا نعرف الملابسات ولا التوجهات لديه، ولكن نقول له الله يبعد عنه الشر.

هل من خطوات تنوون القيام بها لمساعدة الشعب العراقي؟

- أنا اؤكد ان الشعب العراقي لا يريد المساعدة من أحد إلا المساعدة المعنوية والعسكرية لأنه شعب غني وبامكانه الصبر على الجوع، وأنا أؤمن ان بعد الشدة يأتي الفرج.

هل تتوقعون قيام مقاومة على غرار ما حصل في لبنان؟

- عندما يهدأ الامر بصورة عامة ستتحرك المقاومة داخل العراق، إلا اذا كان امد الاحتلال قصيرا كما يقولون. واذا كان العكس سيحصل فانه سيلقى السموم التي تعمي العيون من المعارضين له

العدد 216 - الأربعاء 09 أبريل 2003م الموافق 06 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً