العدد 217 - الخميس 10 أبريل 2003م الموافق 07 صفر 1424هـ

قوات «البشمركة» تسيطر على مدينة كركوك... وأنقرة تحذر

اغتيال أحد الرموز العراقية عبدالمجيد الخوئي في ظروف غامضة

في الوقت الذي بدأ الغزو الانجلو - أميركي يواصل زحفه نحو الجهة الغربية من بغداد، تسارع قوات «البشمركة» في إحكام القبضة على مدينة كركوك وسط احتفال بهيج بهذا النصر. من جانبها، سارعت أنقرة بتوجيه رسالة تحذير للأكراد من السيطرة التامة على المواقع الاستراتيجية في العراق مثل كركوك، التي اعتبرتها بمثابة خط أحمر يحظر على الأكراد تجاوزه. في المقابل وجه رئيسا التحالف بوش وبلير رسالة تلفزيونية للشعب العراقي وضحا فيها ان الهدف هو «تحرير العراق» وتمليك ثرواته لأصحابه.

عرض القادة العسكريون في البصرة العفو عمن يحملون السلاح شريطة تسليمه في إطار المساعي البريطانية الرامية لإعادة الهدوء للمدينة التي شهدت أعمال نهب واضطرابات منذ فرضت القوات البريطانية هيمنتها عليها. في هذا الوقت رفض الشيخ سعيد الساعدي الذي يشرف على جامع وحسينية في مدينة البصرة تولي شيوخ العشائر مهمات حفظ الأمن في البصرة، مطالبا بأن تتسلم عناصر من الأحزاب الشيعية هذه المهمات.

وقال الساعدي: «لا نرفض فقط شيخ عشيرة السعدون المطروح لتولي هذه المهمة» وإنما كل مشيخة في العراق، و«هناك أحزاب إسلامية شيعية وغيرها قدمت الضحايا وجاهدت وأعدم صدام الكثير من أبنائها فلماذا لا يختارون من هؤلاء ليسلموهم الأمن».

اتهام التحالف بالفوضى

اتهم زعيم المعارضة العراقية الولايات المتحدة بالتقاعس عن تعزيز الأمن وتخفيف المعاناة الإنسانية في العراق.

وطالب زعيم المؤتمر الوطني العراقي احمد جلبي بمعرفة السبب في ان جاي غارنر لم يشرع بالفعل في إعادة الأمن وإمدادات المياه والكهرباء داخل العراق.

وفي وقت سابق قال جلبي انه سيجتمع مع مسئولين أميركيين وساسة عراقيين يوم السبت المقبل لبدء التخطيط لسلطة انتقالية.

وقال جلبي ان أعضاء حزب البعث برئاسة صدام حسين مازالوا يشكلون خطرا، و عملية «تصفية البعث» يجب ان تبدأ هنا. كما أوضح جلبي ان الولايات المتحدة اختارت نحو 43 سياسيا عراقيا منهم 14 منفيا سابقا ونحو 29 من داخل العراق للمشاركة في اجتماع يعقد في جنوب العراق لبحث مستقبل البلاد السياسي.

وقال جلبي ان ثلاثة مسئولين أميركيين هم مبعوث البيت الأبيض زلماي خليل زادة ونائب مساعد وزير الخارجية ريان كروكر ومستشار خاص لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد لم يذكر اسمه سيرأسون الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا.

اغتيال الخوئي في النجف

أعلن ناطق باسم جمعية الخوئي للأعمال الخيرية في لندن ان السيد عبدالمجيد الخوئي الذي عاد أخيرا إلى العراق تعرض لهجوم بالسكاكين في النجف في وسط العراق مات على إثرها.

كما أعلن متحدث آخر باسم مؤسسة الخوئي غانم جواد بمقر إقامته في لندن في اتصال هاتفي مع قناة «الجزيرة» ان السيد عبدالمجيد الخوئي اغتيل في وقت زيارته لضريح الإمام علي «ع» في مدينة النجف الأشرف. ولم يستبعد الغانم أن تكون الفتنة الطائفية سببا لحادث الاغتيال.

وعبدالمجيد الخوئي هو نجل آية الله الخوئي أحد ابرز الزعماء الشيعة في العراق والذي توفي خلال وجوده في الإقامة الجبرية في العام 1992.

و كان الخوئي أعلن انه لا يتدخل في الشئون السياسية للعراق، وسيقوم بتقديم الخدمات في المجالات الدينية والشعبية فقط. كما وصف الأوضاع في النجف بأنها هادئة، مؤكدا إيصال 80 في المئة من خطوط الكهرباء إلى المدينة، معلنا عدم وجود معضلة شحة المياه فيها.

استمرار نهب رموز القيادة

أعلن طبيب بلجيكي ان عراقيين قتلا وجرح اثنان آخران عندما فتح عسكريون أميركيون النار على سيارة إسعاف في شارع بوسط بغداد.

وأضاف «هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق» وعندما توجهت لتقديم احتجاج على هذا التصرف لدى ضابط أميركي أجابني بأن «سيارة الإسعاف قد تكون تنقل متفجرات». في وقت قال مصور لرويترز انه شاهد 21 جثة من بينها جثث مدنيين قتلوا في قتال جرى في الدورة مع القوات الأميركية بجنوب غرب بغداد.

وقد اجتاحت وحدات من مشاة البحرية الأميركية حيا في شمال شرق بغداد في الساعات الأولى من صباح أمس وهاجمت قوات مازالت موالية للرئيس العراقي صدام حسين باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف المورتر ونيران الرشاشات.

فقد تعرضت منازل نائب رئيس الوزراء طارق عزيز وحلا ابنة صدام حسين ونجله الأكبر عدي وغيرهم من أفراد العائلة ومن الضباط، على الضفة الشرقية من نهر دجلة للنهب والسرقة، كما تعرضت السفارة الألمانية والمركز الثقافي الفرنسي في بغداد للنهب.

بحث عن القيادة العراقية

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تقريرا غير مؤكد أفاد «بأن عددا من الحراس يحاول نقل صدام حسين الذي أصيب بجروح خطيرة إلى سورية وبصحبتهم ابناه قصي وعدي». كما قالت صحيفة «واشنطن بوست» انه مع سقوط بغداد من سيطرة الرئيس العراقي صدام حسين أفادت فرق سرية خاصة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي. اي. ايه» مكلفة بمراقبة كبار المسئولين العراقيين بأنهم اختفوا جميعا. وقال قادة عسكريون أميركيون إنهم يعتقدون ان بعض القادة العراقيين ذهبوا إلى بلدة تكريت مسقط رأس صدام استعدادا لمواجهة أخيرة وان البعض الآخر فر إلى سورية. كما بدأت القوات الجوية الأميركية بنقل عدد كبير من القنابل التي تزن «9,5 أطنان» إلى منطقة الخليج، ويطلق عليها اسم أم القنابل وهى الأقوى في الأسلحة التقليدية في سلاح الجو الأميركي.

كركوك

ذكر مراسل «قناة الجزيرة الفضائية» في شمال العراق ان قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني دخلت مدينة كركوك الغنية بالنفط بدعم من القوات الأميركية.

وذكر المراسل ان دخول هذه القوات إلى كركوك يعد تطورا مهما جدا ستكون له آثار سياسية مهمة في ضوء موقف تركيا التي أعلنت مرارا انها لن تسمح للأكراد بالسيطرة على كركوك.

وأضاف المراسل ان القوات الكردية دخلت مدينة خاقين شمال العراق من دون مقاومة تذكر كما شهدت الساعات الأخيرة إنزالا أميركيا شمل معدات أميركية ثقيلة ودبابات في المطار القريب من مدينة اربيل مما يعد تعزيزا لقوات في المنطقة، اذ من المنتظر ان تشهد الساعات المقبلة فتح جبهة باتجاه الموصل.

كما صرح وزير الخارجية التركي عبدالله جول بأن تركيا «ستفعل كل ما يلزم». «ونحن نتابع الوضع باهتمام شديد»، وإن «موقف تركيا واضح» في هذه المنطقة التي يسيطر عليها فصيلان كرديان منذ 1991.

كما ذكرت محطة التلفزيون الفضائية الكردية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني ان مدينة مخمور الواقعة على بعد 40 كلم إلى شمال غرب اربيل وعلى نصف المسافة بين مدينتي الموصل وكركوك «حررت»، ولم تعد تحت سيطرة البعثيين وعادت إلى كنف الشعب الكردي.

وقال احد سكان هذه المدينة بافي ياسين «جرى تبادل لإطلاق النار حول المدينة وان العراقيين رحلوا ودخل بعض المقاتلين الأكراد ثم تمرد السكان ودخل (البشمركة) بأعداد كبيرة وأصبحوا الآن في وسط المدينة».

و قال قائد كردي رفيع ان مدينة كركوك الاستراتيجية في شمال العراق أصبحت«تحت سيطرة» المقاتلين الأكراد الذي تدفقوا على المدينة التي كانت من قبل تحت سيطرة الحكومة العراقية. وجاء سقوط كركوك بعد استيلاء القوات الأميركية والمقاتلين الأكراد على بلدتي مخمور والتون كوبري القريبتين من كركوك، حسبما ذكر مسئول عسكري كردي.

رسالتا بلير وبوش

تعهد رئيس الوزراء البريطانى طوني بلير والرئيس الاميركي جورج بوش في خطابين متلفزين موجهين إلى الشعب العراقي ان بريطانيا والولايات المتحدة ستعملان مع العراقيين من اجل بناء عراق آمن ومزدهر وبما يتوافق مع طموحات الشعب العراقي. وقالا في الخطابين اللذين بثا عبر تلفزيون «نحو الحرية» الذي تمت إقامته من قبل القوات الأميركية والبريطانية في العراق ان هدف بريطانيا وأميركا هو المساعدة في تجنيب الشعب العراقي المعاناة التي تقع على كاهله وإقامة حكومة عراقية تحترم حقوق الإنسان وتمثل سيادة القانون ووضع ثروة الشعب العراقي تحت تصرفه بدلا من إنفاقها على أسلحة الدمار الشامل وبناء القصور. وقال بلير «يسرني أن أخبركم أن نظام صدام حسين ينهار وأن سنوات الوحشية وصلت إلى نهايتها وأن مستقبلا جديدا أفضل يطل في الأفق كمنارة لشعب العراق».

كما قال بوش «إن قوات التحالف تعمل الآن داخل بغداد ولن نتوقف حتى تذهب عصابة صدام الفاسدة، وحتى تكون حكومة العراق ومستقبل بلادكم بين أيديكم، وإن أهداف تحالفنا واضحة ومحددة فهي ستنهي نظاما وحشيا طالما كانت اعتداءاته وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها خطرا شديدا على العالم وستقوم قوات التحالف بالمساعدة على حفظ الأمن».

رامسفيلد حقق هدفا واحدا

أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» انه «مازال هناك عمل شاق» على الصعيد العسكري يجب إنجازه بعد انهيار النظام العراقي، موضحا انه لم يتحقق حتى الآن سوى هدف واحد من ثمانية أهداف حددها وزير الدفاع رامسفيلد.

وقال مسئول كبير في الوزارة ان الهدف الأول الذي عرضه رامسفيلد في 21 مارس/ آذار هو «إنهاء نظام صدام حسين بضربه بقوة وعلى مستوى يكشف للعراقيين بوضوح ان نظامهم انتهى». أما الأهداف الأخرى فهي كشف مواقع أسلحة الدمار الشامل وإزالتها، وملاحقة «الإرهابيين» في العراق، ورفع العقوبات الدولية عن هذا البلد وتسليمه فورا مساعدات إنسانية.

وبشأن الهدف السابع الذي قال انه ضمان أمن حقول النفط والثروات، وأخيرا قال ان عملية «حرية العراق» تقضي أيضا بـ «مساعدة الشعب العراقي على إيجاد شروط لعملية انتقالية سريعة لحكومة تمثيلية لا تشكل تهديدا لجيرانها ومصممة على ضمان وحدة أراضي العراق»

العدد 217 - الخميس 10 أبريل 2003م الموافق 07 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً