العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ

صحافة منحازة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا تكف الصحف البريطانية ومنها صحيفة «التايمز» - وحتى بعض الصحف العربية للأسف - عن طرح صور مغايرة لما يسمى «حرب تحرير العراق».

هذه الصور، أيا كانت انسانية أو دعائية لقوات الغزاة، تروج صورة الألفة المشتركة بين الجنود وأفراد الشعب العراقي عبر نشر صور تعكس صورة ابتسامة او تقديم الزهور لأطفال تقودهم الحاجة إلى فعل هذه الحركات من أجل الحصول على بعض الطعام الذي يوزع في مناطق الجنوب العراقي... فالحاجة والتصرف بصورة مختلفة هي صورة عهدها الانسان العربي وتحديدا العراقي الذي لايزال يناضل من اجل لقمة العيش، لأن الكرامة العربية أضاعتها ديكتاتوريات الانظمة العربية التي لم تصن امانة الحكم تحت مسمى تمثيل الشعب... وهي التي لم تعدل في يوم، ولا تزال تكتظ غالبية سجونها بأناس اوقعهم حبهم للوطن وغيرتهم عليه في مصير يتحكم فيه الجلادون... من أجل ماذا؟ من أجل ان يستمر البطش والظلم اللذان بلغا القمة في العراق...

والانظمة الاخرى في المشرق والمغرب ليست افضل حالا، فهي جميعها تنصب في بوتقة واحدة لكن بنسب مختلفة.

وعودة إلى الصحف البريطانية فهي الآن تركز على نشر صور تثير الشفقة لشعب أنهكه الحصار الجائر سنوات طويلة... وعاقبه المجتمع الدولي بسبب نظامه، وقصف أغلى ما عند العرب من أثريات ومواقع حضارية تعني الكثير. ومع الصور تنشر تعليقات من هذا النوع: «انها مظاهر ما بعد التحرير» أي تحرير؟! فكل ما يحدث استخفاف بحضارة العرب، فالتدمير وتحطيم الذات العربية هما ما تسعى إليه الامبريالية الجديدة وتحاول الآن طرحه صحافتنا بأن تنعت المتطوعين العرب (المقاتلين في العراق)... بالاجانب! ولقد افردت «التايمز» صفحات لهذا الموضوع في عددها الصادر أمس الاول ... هذا الفيلم الاميركي - البريطاني لم تنته فصوله غير ان سذاجة البعض في تقييم الوضع قد دفعه إلى ان يصدق ان ما حصل تحرير، لدرجة انه بدأ يصدق كذب الاميركان اللامحدود عن افتعال قصص كتلك عن وجود عناصر من النظام العراقي داخل الاراضي السورية... فكيف اذا سيكون السيناريو القادم؟ وتحت اي مسمى سيطرح... «تحرير سورية» مثلا؟!

الادارة الاميركية تتلاعب حاليا بالدول العربية كلعبة الشطرنج، فهي تفعل ذلك من أجل حماية آبار النفط وتوفير استراتيجية أمنية جديدة للمنطقة تحافظ فيها على أمن واستقرار طفلتها المدللة «اسرائيل».

وعندما يتصفح المرء الصحف البريطانية يرى صورا ويقرأ تعليقات تثير المواطن العربي الذي كتب عليه ان يعيش الاضطهاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم الاحتلال الاجنبي منذ زمن طويل.

كما تنشر صورا عن أهالي الجنود المشاركين في الحرب والفرحة تغمر وجوهم بالعودة إلى اطفالهم... كيف لهذا الجندي البريطاني أو الا ميركي ان ينظر في عيني طفله وهو الذي تسبب في قتل العراقيين وتسبب في يتم الآلاف من اطفال العراق أو بتر اطرافهم.

كل ذلك يحدث ببساطة ليعلن استمرار سيناريو الفيلم الاميركي - البريطاني

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً