العدد 2239 - الأربعاء 22 أكتوبر 2008م الموافق 21 شوال 1429هـ

البحرين تصعد إلى المرتبة 96 في حرية الصحافة

جاء في التقرير السنوي الذي نشرته منظمة «مراسلون بلا حدود» الخاص بحرية الصحافة وتلقت «الوسط» نسخة منه أمس (الأربعاء)، أن مملكة البحرين صعدت إلى المرتبة 96 في هذا التقييم.

وذكر التقرير أن الديمقراطيات المنخرطة في نزاعات خارج أراضيها شأن الولايات المتحدة الأميركية و «إسرائيل» فقدت مزيدا من المراتب في حين أن عدة دول ناشئة ولاسيما من القارة الإفريقية أو الكاريبي نجحت في تحصين حرية الإعلام.

وأوضح التقرير أن «الازدهار الاقتصادي ليس هو ما يضمن حرية الصحافة وإنما السلام»، هذه هي الرسالة الأساسية التي سعت «مراسلون بلا حدود» إلى بلورتها في نسخة العام 2008 من التصنيف العالمي السنوي لحرية الصحافة. أما الرسالة الثانية الواردة في هذه اللائحة التي تستضيف مجددا «الثلاثي الجهنمي» تركمانستان (المرتبة 171) وكوريا الشمالية (المرتبة 172) وإريتريا (المرتبة 173)، فتكمن في عدم جدوى التدابير التي يتخذها المجتمع الدولي بحق الأنظمة السلطوية مثل كوبا (المرتبة 169) والصين (المرتبة 167).

في هذا الإطار، أعلنت المنظمة أن «العالم بات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول واضح المعالم. فالاضطرابات تهز عرش ديمقراطيات كبرى تقف على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم وتقضم مساحة الحريات رويدا رويدا، في حين أن أكثر الدكتاتوريات نفوذا تزداد سلطوية وغطرسة مستفيدة من الانقسامات القائمة في المجتمع الدولي ودمار الحروب المعلنة باسم مكافحة الإرهاب. ولا عجب في أن تفرض المحرّمات الدينية والسياسية نفسها أكثر على مر السنين في دول كانت تشهد، في الأيام الغابرة، تقدّما ملحوظا على درب الحرية».

وأضافت المنظمة «في هذا السياق، لا بدّ لسياسة كمّ أصوات الحرية المنتهجة في الدول المنغلقة على العالم، بقيادة أسوأ صيّادي حرية الصحافة، من أن تبقى مستمرة في ظل إفلات تام من العقاب طالما أن المنظمات الدولية شأن الأمم المتحدة تفقد كل سيطرتها على أعضائها».

الحرب والسلم

يشمل هذا التصنيف الفترة الممتدة من الأول من سبتمبر 2007 إلى الأول من سبتمبر 2008 لكنه لا يسلّط الضوء فقط على المرتبة المتفوقة التي تحتلها الدول الأوروبية (تتصدر المراتب العشرين الأولى دول تنتمي إلى المجال الأوروبي باستثناء نيوزيلندا وكندا) بل أيضا على المرتبة المشرّفة التي احتلتها بعض دول أميركا الوسطى والكاريبي. ففي المرتبتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، تقترب جامايكا وكوستاريكا من المجر (المرتبة 23) على بعد بضع مراتب من سورينام (المرتبة 26) وترنيداد وتوباغو (المرتبة 27). الواقع أن هاتين الدولتين الصغيرتين الواقعتين في الكاريبي تحتلان مكانة أفضل من فرنسا (المرتبة 35) التي تراجعت هذا العام أيضا فاقدة أربع مراتب، أو إسبانيا (المرتبة 36) وإيطاليا (المرتبة 44) الغارقتين في وحول العنف المافيوي أو السياسي. ولم يعد ينقص ناميبيا (المرتبة 23) إلا مرتبة واحدة، هذه الدولة الكبيرة من إفريقيا الجنوبية التي استتب السلام فيها وباتت تتصدر هذا العام الدول الإفريقية أمام غانا (المرتبة 31) لتنضم إلى مجموعة الدول العشرين الأفضل تصنيفا في العالم.

أما القاسم المشترك بين دول الصدارة هذه التي تشهد تباينات اقتصادية عظيمة فيكمن في خضوعها لنظام ديمقراطي برلماني كما في عدم تورّطها في أي حرب. إلا أن هذا الوضع لا ينطبق على الولايات المتحدة (المرتبة 40 على أراضيها، و119 في الخارج)، و»إسرائيل» (المرتبة 46 على أراضيها، والمرتبة 149 خارج الأراضي الإسرائيلية) إذ قتل صحافي فلسطيني بنيران الجيش للمرة الأولى منذ العام 2003. وقد ترك استئناف النزاع المسلّح أثرا بالغا على دول شأن جورجيا (المرتبة 120) أو النيجر التي تراجعت بشكل ملحوظ (من المرتبة 95 في العام 2007 إلى المرتبة 130 في العام 2008). مع أن هذه الدول تقوم على نظام سياسي ديمقراطي، إلا أنها تورّطت في نزاعات «منخفضة» أو «عالية الحدة». وبهذا، عرّضت الصحافيين، هؤلاء الضحايا الذين يسهل تحديدهم، لمخاطر القتال أو القمع.

تحت نيران المحاربين أو الدولة الكلية الوجود

في غياب الحلول للمشاكل السياسية، تبقى الدول المتورطة في نزاعات عنفية شأن العراق (المرتبة 158)، وباكستان (المرتبة 152)، وأفغانستان (المرتبة 156)، والصومال (المرتبة 153)، «مناطق سوداء» في عالم الصحافة. فليست عمليات الاغتيال والاختطاف، والاعتقالات التعسفية، والتهديدات بالقتل، إلا الخبز اليومي لصحافيين غالبا مَّا يتهمون بالموالاة إلى طرف أو إلى آخر فضلا عن تعرّضهم لنيران المحاربين.

الجحيم الثابت

وقال تقرير المنظمة إنه «في تونس (المرتبة 143)، وليبيا (المرتبة 160)، وسورية (المرتبة 159)، وبيلاروسيا ألكسندر لوكاتشتنكو (المرتبة 154)، وغينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغويما (المرتبة 156)، يكفي الوجود الكلي لصورة رئيس الدولة في الشوارع والصفحات الأولى للصحف لإقناع الأكثر تشكيكا بغياب حرية الصحافة».

وأضاف التقرير أنه «تبقى كوريا الشمالية وتركمانستان جحيما ثابتا لايزال الشعب فيه منقطعا عن العالم وخاضعا لثقل بروبغاندا تنتمي إلى عصر آخر. أما في إريتريا (المرتبة 173) التي تحتل المرتبة الأخيرة للسنة الثانية على التوالي، فيستمر الرئيس إساياس أفوركي ومجموعة الوطنيين المصابين بالذهان الهذياني في إدارة أكثر دول أفريقيا شبابا كمعتقل ضخم مشرّع الأبواب والنوافذ».

مخاطر الفساد والأحقاد السياسية

في هذا الشأن قالت المنظمة إن «المرض الآخر الذي يجتاح الديمقراطيات ويمنِّيها بخسارة المراتب في هذا التصنيف هو الفساد. ومن شأن المثل السيئ لدولة بلغاريا (المرتبة 59) التي تحتل المرتبة الأخيرة في أوروبا أن تذكر أن الاقتراع العام والتعددية الإعلامية وبعض الضمانات التشريعية ليست بمعايير كافية للتحدث عن حرية الصحافة بشكل صالح، فينبغي أن يكون الجو مواتيا لتداول المعلومات والتعبير عن الآراء. وليس التوتر الاجتماعي والسياسي السائد في البيرو (المرتبة 108) أو كينيا (المرتبة 97)، وتسييس الإعلام في مدغشقر (المرتبة 94) أو بوليفيا (المرتبة 115)، وحتى أعمال العنف التي يقع ضحيتها صحافيو التحقيقات في البرازيل (المرتبة 82)، سوى صور تمثيلية لهذا السم الذي يفتك بالديمقراطيات الناشئة».

تمنّع المحرّمات

في «القلب اللدن» للتصنيف، تبرز دول تتراوح بين القمع والليبرالية، ولاتزال المحرّمات محرمات فيها والقوانين المنظمة للقطاع الإعلامي من عصر آخر. وعلى سبيل المثال، يشكل ذكر شخص الرئيس أو الملك، ومحيطه، محظورات مطلقة في الغابون (المرتبة 110)، والكاميرون (المرتبة 129). وفي السياق نفسه، تتولى التشريعات القامعة للحريات في السنغال (المرتبة 86) والجزائر (المرتبة 121) زج الصحافيين في السجن باستمرار منتهكة بذلك المعايير الديمقراطية التي تكرّسها الأمم المتحدة.

الشرق الأوسط

ترد ست دول من الشرق الأوسط في أسفل التصنيف العالمي لحرية الصحافة كل عام وقد ضمن أبطال القمع في هذه المنطقة مكانة بلادهم منه في العام 2008. فلا تزال حرية التعبير سرابا في العراق (المرتبة 158)، وسورية (المرتبة 159)، وليبيا (المرتبة 160)، والمملكة العربية السعودية (المرتبة 161)، والأراضي الفلسطينية (المرتبة 163)، وحتى إيران (المرتبة 166). والصحافيون إما خاضعون لرقابة ضارية، وإما معرّضون لأعمال عنف مروّعة. فلم تشهد الأراضي الفلسطينية قط تراجعا بهذا القدر في التصنيف.

في منطقة المغرب العربي، تواصل المغرب (المرتبة 122) تراجعها الذي بدأته منذ عامين. فقد سجل سجن الصحافي مصطفى حرمة الله منعطفا ساهم في تدهور العلاقات بين الصحافة والدولة. فيما كسب لبنان 31 مرتبة (المرتبة 66) لعدم سقوط أي ضحية في الاعتداءات التي ضربت البلاد هذا العام. ومع أن الهجوم الذي شنّه حزب الله في أيار/مايو 2008 على بعض المؤسسات الإعلامية المعارضة للنظام السوري لم يسفر عن أية ضحية، إلا أنه أثار موجة من النقمة في المجتمع اللبناني.

آسيا

لا تزال آسيا تحتفظ بالغالبية بين أسوأ عشر دول في التصنيف. صحيح أن معظم هذه الدول يعتمد النظام الدكتاتوري، إلا أنه للمرة الأولى احتلت سريلانكا (المرتبة 165) التي انتخبت الحكومة فيها مرتبة متأخرة، ذلك أن الصحافة تواجه أعمال عنف غالبا مَّا تكون من تنظيم الدولة.

وفي المقابل، تثبت الدول المتجذّرة في الديمقراطية شأن نيوزيلندا (المرتبة 7)، وأستراليا (المرتبة 28)، واليابان (المرتبة 29)، حضورها في المراتب الثلاثين الأولى. ومع كندا (المرتبة 13)، تعد نيوزيلندا الدولة الوحيدة غير الأوروبية التي ترد في المراتب العشرين الأولى.

أما أفغانستان (المرتبة 156) فغارقة في أعمال العنف التي ترتكبها حركة «طالبان» ورجال زعماء الحرب وممثلو الدولة على حد سواء في حين أن بورما (المرتبة 170) التي تحتل أصلا مرتبة سيئة في التصنيف قد تراجعت هذا العام أيضا نظرا إلى استمرار موجة القمع. وفي جنوب شرق آسيا، سجلت كمبوديا (المرتبة 126) نتائج سيئة إثر وقوع عملية اغتيال لصحافي يزعم أنها تمت بأمر من شرطي، وتعزيز الرقابة على القطاع الإعلامي في خلال الانتخابات التشريعية.

إذا تمت تغييرات سياسية مهمة في كل من باكستان (المرتبة 152) ونيبال (المرتبة 138)، فلم تظهر آثارها على حرية الصحافة بعد. تعود المرتبة السيئة التي احتلتها الولايات المتحدة الأميركية (المرتبة 119) خارج الأراضي الأميركية إلى التجاوزات التي يرتكبها الجيش الأميركي في أفغانستان. فقد أقدم على احتجاز مرشد للتلفزيون الكندي تعسفيّا لعدة أشهر من دون رفع أي دعوى ضده.

ولاتزال الصين (المرتبة 167) تحتفظ بمرتبتها السيئة على رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات الإعلامية للتحرر من أغلال الرقابة ومراقبة الشرطة.

الأميركتان

اكتسبت الولايات المتحدة ثماني مراتب وباتت تحتل المرتبة السادسة والأربعين. ولا شك في أن الإفراج عن مصور قناة الجزيرة سامي الحاج بعد 6 أعوام من الاحتجاز في قاعدة غوانتنامو قد ساهم في هذا التقدّم. إلا أن سرية المصادر لاتزال مهددة بوجود المحاكم الفيدرالية وفي غياب «القانون الدرع» في حين أن حالات الصحافيين الماثلين أمام القضاء أو المجبرين على كشف مصادرهم انخفضت في الأشهر الأخيرة ولم يزج بأي منهم في السجن.

سجّل أسوأ تراجع في بوليفيا التي خسرت 47 مرتبة (المرتبة 115). ولم تكن الأزمة السياسية والمؤسسية التي تفتك بالبلاد إلا لتكرّس التباعد بين الإعلام الرسمي والخاص، وتعرّض للخطر حياة صحافيين موسومين بعلاقاتهم المزعومة بالحكومة أو المعارضة. وقد شهدت الصحافة الرسمية قتيلا واحدا. وخلافا لحكومة هوغو شافيز في فنزويلا (المرتبة 113)، سعت حكومة إيفو موراليس، بعروض الحوار مع المعارضة، إلى الحد من هذه «الحرب الإعلامية».

وانضمت جامايكا (المرتبة 21) وترينيداد وتوباغو (المرتبة 27) إلى سورينام (المرتبة 26) الذي برز هذا العام مع غويانا (المرتبة 88) علما بأن التوترات القائمة بين حكومة الرئيس بهارات جاغديو واحتكار الدولة للراديو تفسر المرتبة المتأخرة التي احتلتها هذه الدولة. وتواصل هايتي صعودها البطيء (المرتبة 73) فيما تكسب الأرجنتين بعض المراتب (المرتبة 68) وتستقر البرازيل (المرتبة 82) في مكانها بسبب بعض أعمال العنف الخطيرة المرتكبة ضد الصحافة فيها.

أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق

لم تطرأ أي تغييرات على صدارة التصنيف هذا العام إذ تحتل الدول الأوروبية المراتب العشرين الأولى باستثناء كندا ونيوزيلندا وترد الدول الـ 27 المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي في المراتب الستين الأولى حتى لو كانت بلغاريا التي تعد التلميذة الطالحة في القارة بسبب محاباتها للفساد والعنف السياسي - المافيوي تحتل المرتبة 59 الرديئة، إلا أن الجو العام السيئ وتهديدات المافيات وأعمال العنف المرتكبة في إيطاليا (المرتبة 44) والرعب الذي تفرضه منظمة «إيتا» الانفصالية في إسبانبا (المرتبة 36) تساهم في احتلال هاتين الدولتين مرتبتين متواضعتين.

منذ عامين، تحتفظ فرنسا (المرتبة 35) بالرقم القياسي الأوروبي من حيث عدد تدخلات الشرطة والقضاء بسرية المصادر مع إجراء خمس عمليات تفتيش، وتوجيه اتهامين، وإصدار أربعة استدعاءات لصحافيين.

الواقع أن الحراسة النظرية التي فرضتها إدارة مراقبة الأراضي في ديسمبر/ كانون الأول 2007 على «غيوم داسكييه» (geopolitique.com)، وإخضاع مجلة «أوتو بلوسللتفتيش» واتهام أحد صحافييها، لتثبت جميعها أن حماية سرية المصادر ليست مضمونة في «بلاد حقوق الإنسان».

يتسم التقدّم في المجال السوفياتي السابق بتدهور خطير للوضع في القوقاز إذ شهدت دولتان من الدول الثلاث التي يتألف منها (أرمينيا، المرتبة 102، جورجيا، المرتبة 120) اضطرابات بالغة استدعت إعلان حال الطوارئ. وقد أسفر النزاع العنيف بقدر ما هو مفاجئ في جورجيا عن عدة ضحايا في صفوف الصحافيين.

إفريقيا

أدرك بعض قادة الدول والحكومات الإفريقية الفائدة التي قد تجنيها بلادهم من حرية الصحافة فيما استمر البعض الآخر في التصرّف كطغاة هذا العام أيضا. ولا تزال الدول الأفضل تصنيفا في القارة هي نفسها تقريبا، مع ناميبيا (المرتبة 23)، ومالي (المرتبة 31)، والرأس الأخضر (المرتبة 36)، وجزر موريس (المرتبة 47) التي ترد بين الدول الخمسين الأكثر احتراما للحرية الإعلامية.

العدد 2239 - الأربعاء 22 أكتوبر 2008م الموافق 21 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً