العدد 200 - الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ

وسائل الإعلام تختلف بشأن نشر صور الحرب

أيان برويل، عواصم - (خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»)، وكالات 

24 مارس 2003

واجهت وسائل الاعلام انتقادا أمس الأول بشأن الاستخدام والرقابة على الصور المروعة وأسرى الحرب على حد سواء.

وظهرت الاختلافات الحادة حينما تحدث رؤساء تحرير صحف ومحررو أخبار القنوات التلفزيونية عن الحاجة إلى تجنب إذاعة ونشر الدعاية أو الصور العدوانية في المعركة وأن يتم التشويش على غالبية اللقطات المثيرة.

وفي نقاش على محطة تلفزيون «بي بي سي» دافع مدير تحرير أخبار الـ «بي بي سي» ريتشارد سامبروك، عن قرار المؤسسة بعدم نشر الصور المروعة لطفلة عراقية بثتها قنوات عربية بعد التشويش عليها. وقال سامبروك، الذي اتهم بالانحياز، إن صورة الطفلة التي تبلغ من العمر 8 سنوات كانت مخيفة ولا تلائم المشاهد البريطاني. وقال المشرف على أخبار تلفزيون «أي تي في»، ستيف اندرسون: يبدو أن المشاهدين العرب على استعداد لقبول المزيد من هذه الصور المروعة. وأشار الى صورة قناة «الجزيرة» القطرية وأنه لم يبثها في أخباره.

وجاءت هذه الاختلافات عندما بثت «الجزيرة» صورا قالت إنها لجنود أميركيين قتلى وأسرى. وظهر اثنان من الأسرى الجرحى الأميركيين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ذلك خرق لاتفاق جنيف. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، ريتشارد ميرز أمس الأول «هذه إحدى الجرائم بواسطة النظام العراقي».

ولكن أيضا نجد نشر صور للأسرى من الجنود العراقيين في وسائل الاعلام والصحف البريطانية أمس الأول ووجوههم واضحة من دون تشويش عليها. كما تتبع وسائل اعلامية أخرى سياسة إخفاء وتشويش وجوه الأسرى، وقررت «أي تي في» استخدام فيلم الأسرى الأميركيين ولكن بعد التشويش على صورهم. كما أقر اندرسون أن عدم الاشارة الى هذه الصور يعتبر اعلاما سطحيا.

وعلى الصعيد ذاته، تواجه قناة الجزيرة الفضائية شحنة من الغضب والاستياء الغربي جراء الموقف الذي انتهجته بعرضها صورا لأسرى وقتلى الجنود الأميركان الذي أعلن عنهم وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس الأول. ذلك ان المجلس الأعلى لأجهزة الإعلام المرئي والمسموع أعلن استدعاء ممثل قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية في باريس أمس لتقديم إيضاحات بشأن بث شهادات لجنود أميركيين قدمتهم القناة على انهم أسرى حرب لدى العراقيين.

وقال مدير مكتب رئيس المجلس، كميل باسكال، إن «هذه الصور أظهرت ان الجنود الأسرى يستجوبون، الأمر الذي يخالف اتفاق جنيف»، و ذكر ان المجلس تبنى توصية من ست نقاط بشأن التغطية الإعلامية للحرب في العراق. وإحدى هذه النقاط تدعو وسائل الإعلام إلى «عدم بث وثائق تخالف أحكام اتفاق جنيف بشأن أسرى الحرب». وستتراوح العقوبات التي ستتعرض لها قناة «الجزيرة» بين توجيه إنذار أو توقف مؤقت عن البث في فرنسا أو تقليص مدة الترخيص المعطى لها للبث من فرنسا.

وكان مساعد الجنرال تومي فرانكس قائد العمليات العسكرية، اللفتنانت جنرال جون أبو زيد، عبر خلال مؤتمر صحافي في قاعدة «السيلية» القطرية ان «بث هذه الصور غير مقبول على الإطلاق» و«هذه المشاهد مقززة».

كما أعلنت شبكة «بي. بي. سي» التلفزيونية البريطانية العامة انها لن تبث بعد الآن صور الأسرى والقتلى الاميركيين التي حصلت عليها من محطة الجزيرة، وقال بيان لـ «بي. بي. سي» ان الشبكة وكذلك شبكات بريطانية أخرى بثت بعضا من هذه الصور نقلا عن الجزيرة، لكن البيان أوضح ان الصور لم تبث على محطتي «بي. بي. سي. وورلد» و«بي .بي.سي وان» وهما المحطتان الرئيسيتان الموجهتان إلى الجمهور البريطاني.

وأكد البيان أخيرا ان الـ «بي بي سي» لن تستخدم بعد الآن مثل هذه الصور طالما لم تتضح مجريات الحوادث وعبر عن تفهم ما يعني الأمر «من حساسية لعائلات الأشخاص المعنيين»

العدد 200 - الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً