على رغم تصريحات الجبهة العسكرية لقوات الغزو باستهداف غاراتها لمراكز تجمع قوات الحرس الجمهوري، لايزال الهجوم الأرعن يوجه غاراته نحو المدنيين في جميع المدن العراقية من جنوبها حتى شمالها من أم قصر حتى الموصل.

إلى ذلك أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية ريتشارد مايرز ان الجيش الأميركي قادر على "مواءمة" تكتيكه لمواجهة العمليات الفدائية.

خط مياه إلى أم قصر

أعلن وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أن الأميركيين والبريطانيين منعوا أربع سفن تحمل بعض المواد الغذائية من الوصول إلى خليج "أم قصر" إذ كانت هذه السفن تحمل 52131 طنا من السكر من جمهورية الهند.

من جهته أعلن المتحدث باسم القوات البريطانية في قاعدة السيلية العقيد طيار آل لوك وود انه تم مد خط للمياه من الكويت إلى"أم قصر" وان أنابيب المياه ستضخ مليون ومئتي ألف ليتر مكعب من المياه إلى مئة وستين ألف نسمة في أم قصر.

من جانب آخر يقوم أفراد سلاح البحرية الملكية البريطانية بتعقب أعضاء حزب البعث العراقي في بلدة "أم قصر". وشن المارينز البريطاني غارات في الفجر على عشرات المنازل لتعقب الجنود والشرطة السرية، مشيرة إلى انه تم العثور على مخزون من السلاح الذي هجره العراقيون خلال مداهمات المنازل علاوة على قنابل يتم إطلاقها بالصواريخ.

وقال جنود المارينز إن من بين من اعتقلوا جنرال عراقي قيل أنه نبذ بدلته العسكرية كبقية جنوده وفضل الاختباء وسط المدنيين، ومضت الشبكة تقول إن البلدات والقرى على طول الجنوب العراقي ستشهد "حرب عصابات" والتي يعد التهديد الأكبر فيها "القناصة والكمائن". وأضاف المارينز أنهم أحكموا الآن قبضتهم على البلدة وشوارعها.

سقوط "أباتشي" في البصرة

وأوضح الوزير ان طائرة من طراز "هارير" انفجرت في الجو عندما أطلق عليها عراقيون النار بينما أسقط مقاتلو العشائر مروحية هجومية من طراز "أباتشي" وقتلوا طياريها في العراق، كما أوضح ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة قصفت مقر شركة نفط الجنوب العراقية في منطقة البصرة الغنية بالنفط.

من جانب آخر، أعلن متحدث بريطاني في القيادة المركزية في السيلية "قطر" الكابتن أل لوكوود "هناك اشتباك بين قوات الكوماندوز التابعة لنا وقوات غير نظامية أوقع خمسة أسرى"، وان القوات غير النظامية حاولت مغادرة جنوب شرق البصرة وكانت متجهة غربا عندما اشتبكت مع عناصر من قوات الكوماندوز في اللواء الثالث بالبحرية الملكية البريطانية، وإن عقيدا عراقيا من الحرس الجمهوري قتل وأسر خمسة من أفراد القوات غير النظامية العراقية. ولم يوضح ما إذا كان هناك جرحى أو قتلى آخرون في الاشتباك.

وتحاصر القوات البريطانية البصرة لكنها لم تدخلها على أمل ان تخرج المدينة من تحت سيطرة حكومة الرئيس صدام حسين من دون الحاجة لخوض حرب شوارع في المدينة. كما ذكرت قناة الجزيرة القطرية أن مدينة البصرة العراقية تعرضت فجر أمس لقصف جوي جديد نفذته غالبا مقاتلات التحالف التي كانت تحلق على ارتفاعات شاهقة حتى لا تتمكن منها الدفاعات الجوية العراقية.

ونقلت قناة "الجزيرة" عن عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بالبصرة عبد المحسن سعدون، أن تبادل القصف المدفعي المكثف بين القوات الأميركية - البريطانية والقوات العراقية لا يزال مستمرا في منطقة جسر الزبير، وإن منطقة الدنوه على الضفة الشرقية لنهر شط العرب شهدت تبادلا لإطلاق القذائف المدفعية وقذائف الدبابات على نحو غير مسبوق، مشيرا إلى أنها ربما جبهة جديدة في الحرب الدائرة حول منطقة البصرة.

جثتان في الناصرية

وأعلن المسئولون الأميركيون انه تم العثور على جثتين لجنديين أميركيين في مدينة الناصرية ليصل بذلك عدد الجثث التي تم العثور عليها إلى تسع جثث.

وقال المسئولون ان الجثث التسع لجنود مارينز لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات مع القوات العراقية وان بعض الجثث في حال تحلل شديدة ولذلك سيتم استخدام مادة "تي ان دي" لتحديد هوية أصحابها.

وذكرت شبكة "سي. ان. ان" الإخبارية ان القوات الأميركية تقوم بعملية بحث وتدمير في مدينة الناصرية من خلال البحث عن جثث الجنود الذين لقوا مصرعهم وتدمير الأهداف التي يعتقد ان المقاومة العراقية تستخدمها لضرب أهداف أميركية. وشهدت مدينة الناصرية في جنوبي العراق قتالا ضاريا بين القوات العراقية والفرقة الثانية من قوات مشاة البحرية الأميركية المتمركزة على ضفة نهر الفرات.

ونقلت قناة الجزيرة عن شهود عيان قولهم ان طائرات مروحية أميركية "من طراز كوبرا" قامت بإطلاق عدة صواريخ على القوات العراقية المتحصنة في مبان سكنية على الضفة الأخرى من النهر، وأشار مراسلها إلى أن هذه الاشتباكات تأتي في إطار محاولات القوات الأميركية التي تطوق المدينة تأمين خطوط الإمداد في طريقها إلى بغداد.

في هذه الأثناء أعلنت القيادة المركزية الأميركية ان جنديا من عناصر مشاة البحرية الأميركية "المارينز" قتل عندما صدمته آلية أميركية خلال تبادل لإطلاق النار مع مقاتلين عراقيين بينما قتل آخر انقلبت آلية كان يقودها في قناة.

تدمير مستودع في كربلاء

قال مراسل "رويترز" اندرو جراي ان القوات الأميركية أطلقت نيران مدفعية ومورتر على القوات العراقية القريبة من مدينة النجف وإن القصف وقع قرب جسر عبر نهر الفرات شمالي النجف مباشرة. وقال ضباط أميركيون إن العراقيين ردوا على إطلاق النار بإطلاق قذائف صاروخية ونيران الأسلحة الصغيرة.

من جانبه أضاف الصحاف انه على مشارف محافظة كربلاء على الطريق الجنوبي الذي يربط بين كربلاء والنجف قامت القوات الأميركية البريطانية بقصف اثنتين من القرى في هذه المنطقة ما أدى إلى سقوط سبعة أشخاص ثلاثة من بينهم من الأطفال. كما ذكرت شبكة "بي بي سي" الإخبارية ان طائرات بريطانية تمكنت من تدمير مستودع للوقود على مشارف مدينة كربلاء العراقية، منوهة إلى ان المستودع يمد وحدات الحرس الجمهوري العراقي المتمركزة بالقرب من المدينة بالوقود.

غارات على بغداد

هذا ودوت الانفجارات في جنوب بغداد بعد ليلة من الغارات الأميركية المتواصلة على العاصمة العراقية شملت قصف قصر رئاسي ومركز تدريب رئيسي للفدائيين. ودوى أكثر من 31 انفجارا جاء من جنوب المدينة بالإضافة إلى انفجاريين أقرب إلى المدينة من جهة الشرق. وتضررت بشدة خطوط الهواتف في بغداد بعد قصف متكرر لمراكز الاتصالات الهاتفية. وفي واشنطن قال الجيش الأميركي انه قصف مجمعا تابعا للمخابرات وموقع لصواريخ أرض جو في الغارات الليلة قبل الماضية.

وفي غارة مبكرة وقعت عشرة انفجارات في وسط العاصمة ونحو 02 انفجارا على مشارفها خصوصا من جهة الشمال الغربي.

وذكر الصحاف ان ما يفعله الغزاة من شأنه ان يوضح للعالم كيف إنهم يصبحون يوما بعد يوم في حال هستيرية شديدة، إذ "يضربون المثال لتاريخ اسود نمر به في هذه المرحلة". وأصيب مدني عراقي بجروح في قصف أميركي بريطاني على مركز اتصالات وسط بغداد.

قصف عنيف في الموصل

كذلك تعرضت مدينة الموصل شمال العراق، لقصف عنيف نفذته القوات الأميركية والبريطانية، كما ذكر مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية في المدينة.

وقال المراسل ان القصف العنيف استهدف مدينة الموصل وضواحيها، وسجلت عمليات قصف أميركية بريطانية على الخط الفاصل بين كردستان وباقي العراق قرب بلدة كلك الكردية على بعد أربعين كيلومترا شرق الموصل "شمال".

الاستهانة بالميليشيات العراقية

وقال وزير الدفاع الاسترالي روبرت هيل انه على رغم المقاومة غير المتوقعة فإن التقدم الأميركي الأساسي في اتجاه بغداد سار بشكل أسرع من المتوقع وان "الآلاف" من الجنود العراقيين ربما يكونون قتلوا، و"اعتقد انهم استهانوا بدور الميليشيات داخل المدن والبلدات الصغيرة. وإنها بشكل واضح جزء من الخطة الدفاعية وهي تحارب بقوة وهي بالتأكيد أدت إلى بعض التأخير في التقدم".

تغيير خطة التحالف

من جانبه، أكد رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الجيش الأميركي قادر على "مواءمة" تكتيكه لمواجهة العمليات الفدائية في العراق.

وقال مايرز "اعتقد انه بوسعنا مواءمة تكتيكنا وتقنياتنا لتجاوز هذا التهديد" وان "المعارك الأكثر ضراوة لا تزال أمامنا موضحا في شأن إذا كانت الحرب ستستمر لأسابيع أو اشهر، أجاب بأن "الحوادث هي التي ستحدد ذلك" أكثر مما تحدده خطة جامدة. وأوضح ان أية خطة يتم وضعها "لا تصمد بعد الاحتكاك الأول بالعدو"، وإن أصعب مرحلة في حرب العراق لم تأت بعد و"اعتقد أننا يمكن ان نعدل أساليبنا للتغلب على هذا الخطر" و"انه مجرد تذكار بوجود بعض المتهورين جدا هناك ويجب ان نكون على حذر".

هجوم الكويت

أصيب ما بين عشرة وخمسة عشر جنديا أمس عندما صدمت شاحنة مجموعة من الجنود خارج قاعدة عسكرية أميركية في الكويت حسبما قال بيان عسكري أميركي. وقال البيان ان التحقيق جار لمعرفة سبب الهجوم. وأضاف "أطلق الجنود الآخرون أعيرة على السيارة. والتحقيق جار حاليا لمعرفة ملابسات الحادث".

حرمان قادة الحرب من دخول كنيسة المهد إلى الأبد

الأراضي المحتلة، محمد أبوفياض

أعلن الوكيل البطرياركي وراعي كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، الأب بانا ريتوس، حرمان كل من رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ووزير خارجيته جاك سترو والرئيس الأميركي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد من دخول كنيسة المهد إلى الأبد. ووصف بانا ريتوس بوش وبلير ورامسفيلد وسترو بأنهم مجرمو حرب وقتلة أطفال لذلك قررنا حرمانهم من دخول كنيسة المهد. واستنكر الأب بانا ريتوس قتل الأطفال وقصف الكنائس والمساجد مطالبا المجلس البلدي في مدينة بيت لحم بعدم استقبال الشخصيات الأربع. وجاء اعلان الأب بانا ريتوس خلال مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها المؤسسات الأرثوذكسية أمام كنيسة المهد أمس