العدد 208 - الثلثاء 01 أبريل 2003م الموافق 28 محرم 1424هـ

الصليب الأحمر في البصرة

مازال موظفو الصليب الاحمر يحاولون جاهدين اعادة امدادات المياه النظيفة إلى البصرة حتى يوم الثلثاء الماضي، بينما استمرت المعارك الشرسة خارج المدينة وسط مخاوف من حدوث كارثة انسانية. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من ان المدينة التي يقطنها اكثر من مليون نسمة ما زالت تواجه خطر انتشار وباء الكوليرا.

وقد لجأ سكان البصرة - الذين لم يحصلوا على مياه نظيفة منذ يوم الجمعة الماضي - إلى جمع مياه الشرب من الانهار المحيطة بالمدينة والتي تحتوي على مياه مجارٍ غير معالجة، ويعتبر الصغار الاكثر عرضة للمخاطر الصحية. وذكر القادة العسكريون البريطانيون - الذين توجد قواتهم خارج البصرة - في تغيير لاستراتيجيتهم بان المدينة ستصبح هدفا عسكريا بسبب الحاجة الملحة إلى معالجة الموقف الانساني داخل المدينة وقد قطعت امدادات المياه النظيفة عن البصرة عندما دمرت شبكة الكهرباء في المصنع الذي يغذي المدينة بالمياه اثناء القصف الاميركي البريطاني على المنطقة.

وذكر الصليب الاحمر الدولي انه ارسل فريقا إلى داخل البصرة على رغم القتال بين القوات البريطانية والعراقية بعد تلقي ضمانات من الطرفين. وتمكن الفريق من اصلاح المولدات لتزويد مصنع المياه بالطاقة. وسيصبح المصنع قادرا على استئناف معالجة المياه وضخها إلى سكان البصرة عندما يزيد الضغط ثانية. ولكن المتحدث باسم الصليب الاحمر الدولي فلوريان وتسفال حذّر من ان المولدات قد تعجز عن تزويد المصنع بالطاقة الكافية التي تمكنه من العمل بالطاقة القصوى اللازمة لسد الاحتياجات العاجلة لسكان المدينة. وقال وتسفال: «الاعتماد على المولدات ليس حلا دائما لاننا نضطر إلى إيقافها بعض الوقت لتزويدها بالوقود او تبريدها، ولكن الامر يعتبر تحسنا كبيرا في الوضع الحالي».

ويحاول مهندس الصليب الاحمر اصلاح الكابلات الكهربائية المتضررة. وقد تم تبادل الاتهامات بالنسبة إلى الجهة المسئولة عن الحاق هذه الاضرار بمحطة الطاقة، بعد ان انكر وزير الدفاع البريطاني جيف هون قيام القوات الاميركية والبريطانية باستهداف مصادر المياه، زاعما ان الضرر الذي لحق بالمحطة يمكن ان يكون عملا تخريبيا قام به العراقيون.

وطبقا لقناة «الجزيرة» فإن السلطات العراقية زعمت بان الازمة ستحل بارسال مياه نظيفة إلى البصرة. واعاد مهندس الصليب الاحمر 40 في المئة من امدادات المياه إلى البصرة باستخدام مصانع مياه اخرى. وقد تم سحب هذه الكمية على اية حال من مياه شط العرب المالحة بدلا من مياه نهر دجلة العذبة. وهناك قلق متزايد بسبب تقارير من داخل المدينة عن ان السكان هناك يستخدمون مياه شرب من الانهار مباشرة مما قد يؤدي إلى تفشي الاوبئة.

وتقول رئيسة صندوق الطفولة التابع للامم المتحدة «اليونيسيف» انها قلقة من الوضع الذي يعيش فيه الاطفال في البصرة. هناك مخاوف من انتشار الاسهال الذي اودى بحياة ثلاثة ارباع الاطفال العراقيين دون الخامسة. وقالت «اليونيسيف» انها ارادت نقل مياه عذبة إلى البصرة بالشاحنات ولكنها لم تستطع الوصول إلى المدينة بسبب استمرار الحرب حولها.

وتقول الامم المتحدة التي طالب سكرتيرها العام كوفي عنان باتخاذ اجراء عاجل لاعادة امدادات المياه إلى المدينة، انها تريد اقامة ممر انساني داخل المدينة لايصال المساعدات اليها، ولكن المحادثات الرسمية بهذا الخصوص لم تبدأ بعد.

ويبدو ان السكان المدنيين قد اصبحوا ضحية سوء تقديرات الولايات المتحدة وبريطانيا بالنسبة إلى استقبال قواتهم في المدينة. فقد توقع الجنود الاميركان والبريطانيون ان يتم الترحيب بهم كقوات تريد تحرير العراقيين، ولكنهم واجهوا بدلا من ذلك مقاومة شديدة من داخل المدينة.

وعلى اية حال مازالت هناك مخاوف من اخطار متزايدة على السكان المدنيين اذا امتد القتال إلى داخل المدينة.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 208 - الثلثاء 01 أبريل 2003م الموافق 28 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً